أبطال مستشفى "٥٧٣٥٧" يختمون مشوار المعاناة والألم بالتفوق في الثانوية العامة

كتب: سحر عزازى

أبطال مستشفى "٥٧٣٥٧" يختمون مشوار المعاناة والألم بالتفوق في الثانوية العامة

أبطال مستشفى "٥٧٣٥٧" يختمون مشوار المعاناة والألم بالتفوق في الثانوية العامة

مرضى صغار تحملوا الألم من أجل تحقيق أحلامهم التى تتلخص فى تفوقهم الدراسى ودخول الكليات المفضّلة لهم، وأخيراً تكلل مشوارهم بالنجاح وحصلوا على مجاميع مرتفعة وصلت إلى 93%، رافعين شعار «مفيش مستحيل فى مستشفى 57357».

داخل هذا الصرح الطبى العظيم يوجد فرع من مدرسة مصر 2000 الحديثة، طلابها من مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج بمنطقة السيدة زينب، أسستها رافدة عسكر، مدير عام مدارس مصر 2000 الحديثة، والتى تفخر كل عام بتخريج دفعة جديدة من طلاب الثانوية العامة لبدء مرحلة جديدة من حياتهم متجاهلين الألم.

تحكى «رافدة» أن هذا العام كان الوضع غير مألوف للطلاب، بسبب تفشى فيروس كورونا، خاصة أن الخروج كان ممنوعاً وكذلك الزيارات، والتواصل كان مقتصراً على المنصات الإلكترونية وقناة المدرسة، التى تم تدشينها خصيصاً من أجل شرح المواد للطلبة بطريقة مبسطة، فضلاً عن إنشاء «جروب» لإرسال أسئلتهم والرد عليها من خلال المدرسين.

«الولاد كانوا على قد المسئولية وتفاعلوا بشكل جيد، والمدرسين كانوا بيقعدوا بالساعات معاهم».. قالتها «رافدة» مؤكدة أن المدرسة تضم مراحل التعليم المختلفة، وتخرّج فيها أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة، وصل عدد كبير منهم للمرحلة الجامعية، والتحقوا بكليات القمة، لافتة إلى أن الطلاب خضعوا للجان خاصة بسبب ظروفهم الصحية، ومنهم فتاة كانت تعانى من عدة أمراض بخلاف السرطان تكاد لا تستطيع الوقوف على قدميها، مما جعل المراقبين يتعاطفون معها ويخصصون لجنة لها فى الطابق الأسفل، نظراً لعدم قدرتها على صعود السلالم: «عندها مشكلات فى الكلى ومش بتمشى بسهولة، وأصرت على دخول الامتحانات، وبعتنا ورقها للإدارة التعليمية ودخلت لجنة خاصة».

فى الوقت الذى تسابق فيه الطلبة الأصحاء على تحقيق أعلى الدرجات، كان أقرانهم فى المستشفى يتحدون المرض بالصبر والإصرار ليثبتوا أنهم أكثر قدرة على تحقيق الحلم، حيث استطاعت مريم مصطفى الحصول على مجموع 92%، وخالد عمرو 92.7%، وعبدالرحمن حازم 93.66%، وغيرهم من الطلاب الذين حصلوا على مجاميع مرتفعة.

أكثر من 17 طالباً كانوا على موعد مع الفرحة بنجاحهم الاستثنائى ودورهم البطولى فى المذاكرة تحت ضغط العلاج الكيماوى وفيروس كورونا المستجد، نظراً لضعف مناعتهم وتأثرهم الشديد بالعدوى، تحكى سمر صبرى، أخصائى العلاج بالفن داخل المؤسسة، أن الأولاد تحدوا الظروف وذاكروا تحت ضغط شديد لا يتحمله الشخص العادى: «قدروا وهما بيحاربوا السرطان يفرّحوا قلوبنا وقلوب أهاليهم بنجاحهم وتفوقهم فى الثانوية العامة».

وأكدت «سمر» أن المستشفى وفّر لهم أعلى مستوى من الرعاية الصحية والنفسية: «اتعلموا هنا إزاى يكونوا أبطال فى مواجهة المرض وإزاى يتمسكوا بحلمهم رغم كل الظروف».

بروح الأبطال استطاعت مريم مصطفى أن تتفوق وتنتصر على المرض اللعين، حين بدأت رحلة علاجها وقت الامتحانات: «كنت بأذاكر وأنا باخد جلسات الكيماوى والممرضات بيراجعوا معايا، كنت باخد الجلسة 12 ساعة وأرجع الإسكندرية بالليل أنام وأصحى أروح الامتحان».

اكتشفت «مريم» مرضها فى الصف الثانى الثانوى، حين أصيبت فجأة بورم فى الغدد اللمفاوية والرقبة والرئة بعد أن كانت بطلة ألعاب قوى: «كل الناس كانوا بيدعمونى من المستشفى ومن أهلى وأصحابى فى المدرسة لحد ما وصلت الثانوية العامة».

 


مواضيع متعلقة