د. هشام الخياط خبير أمراض الجهاز الهضمى: سرطان القولون أصبح يهاجم المصريين فى سن صغيرة

كتب: نورهان السبحى

د. هشام الخياط خبير أمراض الجهاز الهضمى: سرطان القولون أصبح يهاجم المصريين فى سن صغيرة

د. هشام الخياط خبير أمراض الجهاز الهضمى: سرطان القولون أصبح يهاجم المصريين فى سن صغيرة

أمراض القولون العصبى أصبحت فى ازدياد مستمر سواء فى مصر أو العالم العربى أو حتى العالم الغربى، كما أن أمراض الجهاز الهضمى أصبحت من الأمراض المؤرقة والتى تتسبب فى حدوث مضاعفات عديدة، فنزيف الجهاز الهضمى غير مستجيب للعلاج قد يؤدى إلى الوفاة فى نسبة غير قليلة من المرضى، ومن أجل معرفة الحديث فى الأساليب العلاجية لأمراض القولون المختلفة والجهاز الهضمى، كان لنا هذا الحوار مع أ. د. هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، أحد المشاركين فى مؤتمر «أسبوع الجهاز الهضمى الأمريكى الـ49» الذى انعقد بولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك كى يحدثنا عن التطورات العلاجية فى كل ما يخص الجهاز الهضمى. ■ ما أهم المحاور التى تناولتها جلسات المؤتمر؟ - تم تخصيص جلسات فى المؤتمر لتشمل أمراض القولون المختلفة وأمراض المعدة والبنكرياس، كما تناول المؤتمر جلسات ركزت على أمراض القولون المناعية التقرحية، والأساليب الحديثة فى علاج الجرثومة الحلزونية وأمراض سرطان القولون، وكيفية الاكتشاف المبكر لأورام القولون، وقد أفرد المؤتمر جلسات ناقشت أسباب الإمساك بوجه عام والأدوية الجديدة المستحدثة لعلاج الإمساك، حيث كانت تنحصر الأدوية القديمة فى مجرد تزويد حركة القولون مثل زيت الخروع وما شابه، ولكن توصل العلماء إلى أسباب جديدة لحدوث الإمساك سواء الإمساك المزمن الجائر معروف السبب أو الإمساك المصاحب للقولون العصبى. ■ وما فوائد هذه الأدوية الجديدة؟ وما آليتها فى علاج الإمساك؟ - من المعروف أنه يوجد نوعان من الإمساك، الإمساك المزمن غير المعروف السبب والإمساك المصاحب للقولون العصبى، وقد توصل العلماء إلى وجود مستقبلات مهمة فى الضفيرة العصبية المبطنة لعضلات القولون هذه المستقبلات تكون السبب فى حدوث الإمساك عند إضرابها وأهم هذه المستقبلات هو مستقبل «الجى سى سى» JCC وهذا المستقبل باستخدام الأدوية الحديثة ينتج عنه ثلاثة أشياء إيجابية: أولها رجوع حركة القولون إلى طبيعتها بهارمونية منتظمة وزيادة إفراز السوائل للغشاء المخاطى المبطن للقولون، مما يساعد على عدم حدوث إمساك، ثانيها تقليل الإحساس بالألم المصاحب خاصة لمرضى القولون العصبى، وثالثها أنه عند رجوع حركة القولون لطبيعتها فإن الأدوية الجديدة هى أفضل بكثير من الأدوية التى كانت تستخدم لتقليل زيادة حركة القولون بالعمل على العضلات الملساء فقط، ودون عمل مثل هذه المستقبلات الجديدة التى تم اكتشافها مؤخراً، لن يتم رجوع القولون الممسك إلى هارمونيته مثل الأدوية القديمة. ■ وما أهم العلاجات الحديثة التى تناولها المؤتمر؟ - ناقش المؤتمر بعض الأدوية البيولوجية الجديدة لعلاج أمراض القولون التقرحى التى تعد من الأمراض التى تصيب القولون وزاد انتشارها فى مصر حيث يحدث من خلالها دم وإسهال يعانى منهما المريض عند التبرز. والعلاجات المستحدثة البيولوجية يجب البدء فيها مبكراً وخاصة فى الحالات الشديدة والمستعصية، وكان هناك شبه إجماع على ضرورة التعامل مع مرضى القولون التقرحى المناعى بصورة مرضية منذ البداية لمنع تطورات ومضاعفات المرض الذى يمكن أن يؤدى إلى سرطان القولون، لذا يجب التعامل مع الأدوية البيولوجية خاصة للمرضى الذين يعانون من أمراض إكلينيكية وباثولوجية. ■ وماذا عن الجديد فى سرطان القولون؟ - تناول المؤتمر جلسات عديدة عن طرق اكتشاف بدايات سرطانات القولون والأورام الحميدة، ومن المعروف أن سرطان القولون يعتبر من السرطانات الشائعة فى الغرب والذى أصبح يداهم المصريين فى سن مبكرة فى الآونة الأخيرة، مما جعل العلماء فى العالم يوصون بعمل منظار قولون، ويشدد الأطباء على ضرورة إجراء فحص دورى للقولون بعد سن الـ50 مثلما يحدث مع السيدات عند عمل فحص دورى لسرطان الثدى فوق سن الـ40، وسن الـ50 ليس هو الحد الأدنى فى كل الحالات، حيث مثلاً يجب عمل فحوصات دورية للقولون لكل من يعانى من زوائد حميدة أو أمراض وراثية فى العائلة، كما يوصى أيضاً بإجراء فحص دورى فى سن مبكرة جداً أى فى سن الـ20 أو حتى أقل وذلك فى الفئات التى ثبت إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى فى العائلة بسرطان القولون، ويجب أيضاً عمل فحص دورى للقولون بعد ٨ سنوات من الإصابة بالقولون المناعى المتقرح. ■ وما فوائد إجراء الفحص الدورى؟ - إجراء الفحص الدورى فى سن مبكرة من بداية العشرينات يساعد على التشخيص المبكر للإصابة بأمراض القولون واكتشاف الأورام فى مهدها، ويساعد على العلاج الجذرى لهذه الحالات دون إعطاء علاج كيماوى أو إشعاعى، وتصل نسب الشفاء عند اكتشاف الأورام فى بدايتها التى لا تخترق الغشاء المخاطى إلى ١٠٠% فضلاً عن إمكانية استئصالها بالكامل بالمنظار دون الحاجة إلى إجراء جراحة. ■ وهل تناول المؤتمر تقنيات جديدة لعلاج أمراض الجهاز الهضمى؟ - ناقش المؤتمر فى ورشات العمل المختلفة التى كانت فى أروقة المؤتمر استخدام الكلبسات العملاقة التى تسمى بـ«أوفيسول» والتى تستخدم بطريقة آمنة باستخدام المناظير الموجودة حالياً لعلاج أى ثقوب فى القناة الهضمية دون الحاجة إلى إجراء العمليات الجراحية. ■ كيف تعمل هذه الكلبسات؟ وما مميزاتها؟ - هذه الكلبسات العملاقة مفيدة وفعالة للغاية فهى تستطيع سد أى ثقوب تنتج، وخاصة بعد إجراء العمليات الجراحية الخاصة بالسمنة التى انتشرت مؤخراً فى العالم، والتى من ضمن مضاعفاتها حدوث ثقوب فى المعدة والقناة الهضمية والتى لا يستطيع معها الجراح إعادة فتح جسم المريض جراحياً وغلق هذه الثقوب، الآن يستطيع استشارى الجهاز الهضمى عن طريق المناظير الحديثة، والكلبسات تقوم بغلق الثقوب دون الحاجة إلى عمل مراجعة جراحية للمريض، وتمثل هذه الكلبسات تطوراً غير مسبوق فى علاج نزيف القناة الهضمية وتتميز هذه الكلبسات بغلق الثقوب مرة واحدة بسهولة دون الحاجة إلى استخدام مجموعة كبيرة من الكلبسات المعتاد استخدامها والصغيرة الحجم، ويستطيع الأطباء استخدام هذه الكلبسات العملاقة بغلق هذه الثقوب الكبيرة. ■ وماذا عن الحالات المستعصية لنزيف الجهاز الهضمى؟ - أحياناً لا تنجح الأساليب المعروفة فى وقف النزيف بالجهاز الهضمى مثل استخدام الكى والحقن بالأدرينالين، هناك نسبة تزيد على 5% للمرضى لا تستجيب لمثل هذه الأساليب، مما جعل العلماء يفكرون فى استخدام أساليب أخرى تتم الآن بنجاح آمن مثل استخدام بودرة «الهيموسبراى» والتى يمكن رشها بسهولة على أماكن النزيف الحاد والمتكرر غير المستجيب للعلاجات التقليدية. ■ كيف تعمل هذه البودرة وما فوائدها؟ - هذه البودرة آمنة وتتم عن طريق قسطرة تدخل فى قنوات المناظر ويتم توصيلها بجهاز صغير يحتوى على هذه البودرة ويضغط على زر الرش ويتم رش هذه البودرة على أماكن النزيف غير المستجيب للعلاج بأمان تام ونسب نجاح تصل إلى 100%. وتستخدم هذه الطريقة فى الحد من نسب الوفاة الناتجة عن نزيف الجهاز الهضمى، حيث إن هناك نسبة غير قليلة من المرضى حدث لها وفاة بسبب النزيف الشديد المتكرر من القناة الهضمية، أما هذه التقنية الحديثة فهى تتيح للمرضى إمكانية الشفاء التام.