«حبيبة».. فرحة ابنة شهيد «مديرية الأمن» داخل اللجنة ببدلة الجيش

كتب: إسراء حامد

«حبيبة».. فرحة ابنة شهيد «مديرية الأمن» داخل اللجنة ببدلة الجيش

«حبيبة».. فرحة ابنة شهيد «مديرية الأمن» داخل اللجنة ببدلة الجيش

فى ثالث أيام الانتخابات الرئاسية، وقبل التاسعة صباحاً، كانت أرملة الشهيد على موعد مع عرس انتظرته كثيراً، ارتدت حليها وتزينت، وبدأت تجهز ابنتها لتكون فى أحسن صورة، فألبستها بدلة الجيش المصرى. تأملت وجه صغيرتها، وسألتها: «تعرفى إن بابا كان نفسه يشوفك لابسة البدلة دى؟»، هذه الكلمات فهمتها «حبيبة»، صاحبة الخمسة أعوام، فشاركت المصريين مهمة اختيار الرئيس الجديد. حبيبة ابنة الشهيد المُجند محمود شفيق، لم تعبأ بحرارة الجو، وكانت قبل الكبار تتقدم الصفوف الأمامية فى لجنة مدرسة الشروق الإعدادية فى بولاق الدكرور، تقف إلى جوار والدتها التى قضت ليلتها فى حياكة بدلة الجيش لكى ترتديها ابنة الشهيد فى أول انتخابات بعد ثورة يونيو. «عايزة أفرحها وأعرفها معنى التضحية اللى قدمها أبوها، سهرت طول الليل، أخيط بدلة الجيش، وصحيت من بدرى علشان أكون فى اللجنة، مش ممكن أفوت الفرصة دى»، قالتها الأم وشريط الذكريات يمر أمام عينيها. كانت الأم تتمنى أن تقف فى الطابور الانتخابى مع زوجها ضحية انفجار مديرية أمن القاهرة الذى وقع فى 24 يناير الماضى، لم تكن تتخيل أن يأتى ذلك اليوم الذى يتركها تواجه الحياة بمفردها، تمسح دموعها قبل أن تكمل: «جوزى راح منى علشان مصر، فجأة لقيت خبر وفاته فى التليفزيون، زى أى حد غريب، ما حستش بنفسى إلا وأنا جوة كردون المديرية، بصرخ بعلو صوتى، رجعوا لى راجلى أبوبنتى». «اللى راح عمره ما بيرجع، وكلنا فى النهاية هنموت، بس اللى هيبقى مصر، علشان كده، رغم حزنى، قررت اختار مع «حبيبة» رئيس البلد، اللى هيعيشنى فى أمان، وأعرفها إن روحأبوها باقية طول ما مصر باقية، والكلام ده حافظاه أكتر منى».