ضربة شمس وإجهاد وتشجنات عضلية.. أزمات صحية يسببها ارتفاع درجات الحرارة

كتب: أ.ش.أ

ضربة شمس وإجهاد وتشجنات عضلية.. أزمات صحية يسببها ارتفاع درجات الحرارة

ضربة شمس وإجهاد وتشجنات عضلية.. أزمات صحية يسببها ارتفاع درجات الحرارة

يشهد فصل الصيف الحالي ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة، مصحوبا بارتفاع نسبة الرطوبة، وهو ما يشكل خطرا محدقا بالمواطنين الذين يبذلون مجهودا بدنيا شاقا، حيث يصعب على الجسم -مع المجهود المبذول- التكيف على تنظيم درجة حرارته، ويؤدي التعرض المكثف لأشعة الشمس لنفس التأثير الإكلينيكي، ويؤدي ذلك إلى حدوث خلل في الوظائف المسؤولة عن تنظيم درجة حرارته، وذلك بحسب ما أكده الدكتور محمود الشربيني أستاذ العناية المركزة وطب الحالات الحرجة وعضو الجمعية الأمريكية.

وعدم قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته والتخلص منها يؤدي إلى الإصابة بعدد من المشكلات الصحية مثل الإجهاد الحراري وضربة الشمس، الأمر الذي يبرز ضرورة مراعاة اتخاذ الإجراءات الوقائية بشكل عام، وخاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمشكلات الصحية الناجمة عن الحر الشديد من كبار السن والمواليد والأطفال دون السادسة، والمرضى بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والرئة والكلى.

طبيب يحذر من خطر ارتفاع درجة الحرارة: يسبب التشجنات الحرارية 

والتشنجات الحرارية والإجهاد الحراري وضربات الشمس أشكال مرضية مختلفة تصيب الإنسان عند التواجد في بيئة حارة لفترة طويلة، وممارسة التمرينات الرياضية أو القيام بالأنشطة الشاقة تحت تأثير ارتفاع درجات حرارة والرطوبة يمكن أن تسبب التشنجات العضلية، لاسيما في الذراعين أو الساقين أو البطن، وهي تقلصات مؤلمة، تنشأ نتيجة فقدان الجسم للمياه والأملاح من خلال إفراز العرق الغزير، بحسب ما أوضح الدكتور الشربيني، قائلا: "يمكن الوقاية من هذه الحالة بتعويض الجسم بالقدر الكافي من الأملاح، وأخذ قسط من الراحة وتناول السوائل المالحة والانتقال لبيئة باردة"، موضحا أن الإجهاد الحراري يحدث نتيجة لممارسة تمرينات شاقة أو الزيادة المفرطة في إفراز العرق مع عدم وجود كميات كافية من السوائل بالجسم.

ويمكن الحد من المشكلات الصحية الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة ورطوبة الجو باتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، وتجنب التعرض للحرارة المرتفعة مع حصول الجسم على كميات كافية من السوائل، وتقليل أوقات التعرض للحرارة وأشعة الشمس، لا سيما مع الازدحام الشديد في ظل مناخ قائظ الحرارة شديد الرطوبة.

كيفية تجنب الإجهاد الحراري 

وأشار "الشربيني" إلى أن هناك 12 طريقة سهلة تسهم في عدم الإصابة بضربات الشمس وإجهاد حراري، وفي مقدمتها البقاء في أماكن ظليلة قدر الإمكان، وحسن استخدام الأماكن المكيفة والباردة، وتجنب القيام بأنشطة بدنية شاقة خاصة في الحرارة المرتفعة وتحت أشعة الشمس المباشرة، وأخذ قسط من الراحة قدر الإمكان والحصول على ساعات نوم كافية خلال الليل، وتناول الكثير من السوائل كالماء والعصائر الطبيعية والمشروبات السريعة لتعويض الجسم عما يفقده من سوائل عن طريق العرق.

ونصح أيضا بالإكثار من شرب الماء حتى عند عدم الإحساس بالعطش، وتجنب شرب القهوة والمشروبات الغازية والمشروبات الكحولية، وتناول وجبات مالحة لتعويض الجسم عما يفقده من أملاح في العرق، والبعد عن تناول الوجبات الدسمة، وارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون وفضفاضة تساعد على تبخر العرق، وتفادي ارتفاع درجة حرارة الجسم، وارتداء قبعة لحماية الرأس من التعرض المباشر لأشعة الشمس، واستخدام الأملاح المستخدمة في علاج حالات الجفاف والمعتمدة من وزارة الصحة، بمعدل كيس على كوب ماء كل ساعتين أو ثلاثة حسب كمية السوائل المفقودة.

وأشار خبير الحالات الحرجة، إلى أن الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم يؤثر على الأداء الذهني والبدني للإنسان، وقد يصيبه بمشكلات صحية بعضها طفيف مثل التشنجات الحرارية والإجهاد الحراري، والبعض الآخر خطير مثل ضربة الشمس، لافتا إلى احتمالية ظهور طفح جلدي في صورة بقع حمراء صغيرة على الجلد مسببة وخز وحكة، لافتا إلى أنه يمكن أن تؤثر الحالات المتطورة للطفح الجلدي على وظائف العضو المسؤول عن تنظيم درجة الحرارة "الثرموستات"، مما يؤدي إلى الإصابة بالحمى أو الإجهاد الحراري.

ونوه "الشربيني" بأنه من بين الأعراض المصاحبة لهذه الحالة غزارة إفراز العرق وبرودة الجلد ورطوبته، وشحوب الوجه وسرعة وضعف النبض وسرعة وضيق التنفس، إلى جانب بعض الأعراض الأخرى مثل الصداع والدوار والإرهاق والغثيان والإغماء والتشنجات الحرارية والبول الداكن، وقد تتفاقم حالة الإجهاد الحراري وتؤدي إلى ضربة شمس تهدد حياة المريض.

وشرح أن ضربة الشمس تصيب المرء في أغلب الأحيان نتيجة القيام بنشاط بدني مجهد تحت درجة حرارة مرتفعة وعدم حصول الجسم على الكميات الكافية من السوائل، وتوصف بأنها حالة خطيرة يمكن أن تودي بحياة المريض إذا لم تعالج بالشكل المناسب، مشيرا إلى أنها تحدث عندما لا يستطيع الجسم إنقاص درجة حرارته حيث يتوقف إفراز العرق وترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة.

وتابع بأنه من الأعراض الشائعة لضربة الشمس ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، وعدم إفراز العرق، وارتفاع درجة حرارة الجلد، وجفافه، وسرعة نبضات القلب، وصعوبة التنفس، والارتباك والهزيان، والسلوك الغريب، واحتمال الانفعال أو الغيبوبة، مؤكدا أن حالات ضربة الشمس تتطلب عناية طبية عاجلة ومناسبة.


مواضيع متعلقة