أمهات على شاطئ النخيل.. 8 سنوات من البكاء ومناجاة البحر: "عايزة ابني"

أمهات على شاطئ النخيل.. 8 سنوات من البكاء ومناجاة البحر: "عايزة ابني"
قد تبدو ملامح الوجه مختلفة، والاسم المدون في البطاقة الشخصية كذلك، لكن الحزن الذي يعتصر قلب الأم ويضرب أوتار جسدها الهزيل الملقى أمام شاطئ النخيل لم يتغير رغم مرور 8 سنوات، فهذه والدة محمود تناجي الأمواج العاتية في 2012: "خدت فرحة عمرى وابني الوحيد..عايزه جثمانه.. أستحلفك بالله.. عايزة أحضنه.. أقبله وأدفنه بيدي"، تلك الكلمات رددتها أيضا والدة شادي في 2020 بدموع لم تنقطع "عايزة ابني التاني.. دفنت عثمان وعايزة شادي".
قبل 8 سنوات وبالتحديد في شهر رمضان عام 2012، كانت صرخات والدة محمود تهز شاطئ النخيل وقلوب المارة وعابري السبيل، يعرفها الجميع هنا.. تحضر يوميا منذ 16 يوما.. وتجلس بملابسها السوداء.. لا تسمح لأحد بأن يقترب منها.. تتحدث فقط إلى البحر ودموعها في عينيها: "عاوزة ألم لحمه.. العوض عليك يارب.. العوض عليك يارب".
الضحية محمود زين محمد 17 سنة، من البحيرة وبالتحديد من قرية بطورس التابعة لمركز أبو حمص، حضر لزيارة عمه في الإسكندرية، وعقب أداة صلاة عصر يوم 13 رمضان وقبل ساعة من الإفطار، نزل للاستحمام مع ابني عمه، فجرفته الأمواج بعيدا.. سحبته إلى الموت.. الخبر انتقل إلى والدته 41 سنة فى منزلها بالقرية.
أطلقت الأم صرخاتها وتوجهت إلى الإسكندرية لتعود بجثمان وحيدها إلى مدافن القرية.. كان أملها أن يجدوه حيا.. كانت تتمنى ذلك.. واستمر اختفاءه طويلا.. والآن تتمنى العثور فقط على جثته.
لقراءة مأساة والدة محمود اضغط هنــــــــــــا.
.. بعد مرور 8 سنوات المأساة تتجدد
في نفس المكان على شاطئ النخيل، والمشهد لم يتغيّر كثيرا، نفس التفاصيل الدقيقة، أم ترتدي الأسود بوجهها الشاحب والدموع قد رسمت عليه تجاعيد جديدة، كبرت من الحزن والألم كما لو مرت عليك سنوات، تصرخ والدة شادي في وجه الأمواج القاسية التي ترفض أن تعيد لها فلذة كبدها: "أبوس رجليك ساعدني ألاقي جثمان ابني بقاله 4 أيام في البحر"، هكذا طلبت من محافظ الإسكندرية الذي حضر بناء على طلبها.
دفنت ابنها "عثمان"، وجلست على الرمال منذ أيام تنتظر خروج نجلها الثاني "شادي" صاحب الـ17 عاما، لتدفنه بجوار شقيقه، بعدما غرق الاثنان في مياه شاطئ النخيل المعروف بـ"شاطئ الموت" غرب الإسكندرية، واستمرت عمليات البحث لمدة 14 يوما كاملة، حتى ظهر عائما وقد اختفت ملامح وجهه، فانتشله الغواصون لتستكمل الأم رحلة تحليل الـDNA للتأكد من هويته.
لقراءة مأساة والدة شادي قبل العثور عليه اضغط هنــــــا