إيناس الدغيدى: تفهّمت قرار «محلب» بمنع عرض «حلاوة روح»

إيناس الدغيدى: تفهّمت قرار «محلب» بمنع عرض «حلاوة روح»
أكدت المخرجة إيناس الدغيدى أنها تتفهّم قرار رئيس الوزراء د. إبراهيم محلب بمنع عرض فيلم «حلاوة روح» لهيفاء وهبى، وإخراج سامح عبدالعزيز، رغم إجازته رقابياً، وبررت ذلك بالظروف التى يمر بها البلد حالياً، وأضافت «إيناس» فى حوارها مع «الوطن» أنها ضد أفلام ونجوم وأفكار «السبكى»، وأنها رغم جرأتها وخلافها الدائم مع الرقباء، فإنها ترفض إلغاء جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، لأن ثقافة المجتمع لا تسمح بذلك حالياً، وأكدت المخرجة المثيرة للجدل تأجيل فيلمها «الصمت»، ومسلسلها «اضطراب عاطفى» للعام المقبل، وشنت هجوماً كبيراً على مؤلفة مسلسل «سرايا عابدين» هبة مشارى، متهمة إياها بسرقة فكرة مسلسلها «عصر الحريم»، ودافعت «الدغيدى» عن أفكارها التحررية.
■ كيف استقبلت قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب بمنع عرض فيلم «حلاوة روح» بعد إجازته رقابياً؟
- القرار صدر فى ظل ظروف حرجة جداً، ووسط صراع دينى وطبقى فى البلاد، ورغم رفضى منع الأفلام، فإننى تفهمت هذا القرار نظراً للظروف التى تمر بها مصر حالياً.
■ وما رأيك فى نوعية الأفلام التى يقدمها «السبكى»؟
- أنا ضد أفلام ونجوم «السبكى» وكل ما يقدمه من أفكار.
■ وماذا عن الأفلام المعروضة فى السينما حالياً؟
- 90% منها رديئة، ومعظمها من إنتاج «السبكى» وبأقل التكاليف، وبممثلين ليس لهم علاقة بالتمثيل، يجعل منهم أبطالاً، ومثل هذه النوعية من الأفلام تفسد الذوق العام، لأنه لا يوجد سواها على الساحة، وأنا لا أطالب بعدم إنتاج هذه الأفلام، بل بوجود أفلام جيدة تنافسها، فأوروبا وأمريكا بها أيضاً أفلام دون المستوى، لكن فى مقابل ذلك هناك أفلام أخرى على مستوى عالٍ من الإبداع.
■ هل أنت مع أم ضد فكرة إلغاء الرقابة؟
- رغم أن الرقابة تقييد للحريات، فإنها تراعى المجتمع وآدابه، ووجودها شىء أساسى، لأن المجتمع لا يملك من الثقافة والفكر ما يجعله يتقبل كل شىء بحرية، ولن أنادى يوماً بإلغاء الرقابة، رغم مشاكلى معها، حيث كنت أدخل فى مناقشات مع الرقباء للخروج بالعمل الفنى بالشكل اللائق للمشاهد والمجتمع، دون أن أعادى أحداً منهم، بالإضافة إلى أن الرقابة تتعامل مع كل فيلم بأسلوب معين، حيث تستعرض الفكرة أولاً، وهل الجرأة ضرورية لها أم لا؟ ثم يقوم الرقيب بتحكيم ضميره، لأنه سيواجه المجتمع بعد ذلك من خلال الموافقة أو الرفض لأى عمل فنى.
■ لماذا لم تقدمى حتى الآن أى عمل فنى عن ثورات الربيع العربى؟
- لأننا ما زلنا فى وسط الأحداث، ولم تتضح الرؤية الكاملة حتى الآن، ولو قدمت فيلماً اليوم سيكون فى شكل إخبارى أو تسجيلى، لذا أنتظر وضوح الرؤية حتى أقدم فيلماً روائياً بوجهة نظرى، وذلك لأن السياسة ليس لها قوانين، وكلها ألاعيب وخطط سرية، وسأنتظر حتى تتضح الرؤية تماماً، ولو قدمت 3 أفلام على مدى 20 عاماً ستختلف الرؤى فيها، وتتغير وجهة نظرى فى كل منها، ليس بسبب تغيير أفكارى ولكن لتغير الأمور السياسية، وعلى سبيل المثال كنت أدعم عبدالمنعم أبوالفتوح فى انتخابات الرئاسة قبل السابقة، وبمرور الأيام تغيرت وجهة نظرى تماماً فى كل رموز تيار الإسلام السياسى.
■ وماذا عن فيلمك «الصمت»؟
- تم تأجيله، لكن السيناريو مكتوب وحصل على موافقة الرقابة، وسيتم عمله قريباً، وموضوع الفيلم ليس له وقت ولا زمان معين، لأنه يتحدث عن موضوع إنسانى جداً، يصلح لكل المجتمعات، ولكل الأديان.
■ فى ظل ظاهرة التحرش المنتشرة حالياً هل تعتقدين أن السينما قدمت أعمالاً لرفع الوعى الجنسى فى المجتمع؟
- حاولت أن أفعل ذلك فى بعض أفلامى، ولو وجدت اليوم فكرة تشدنى لن أتردد، ولكن الكبت الجنسى الموجود حالياً يعود لموروثات مجتمعية كثيرة هى السبب فى هذا السعار الجنسى المنتشر اليوم فى مجتمعنا، وقد قدمت فى فيلمى «لحم رخيص» بعض الفتيات اللاتى قمن ببيع أجسادهن عن طريق الزواج من أثرياء عرب، وبعدها تعرضن لمشاكل عدة، عكس دور إلهام شاهين التى فضلت أن تعمل خادمة فى أحد البيوت، وهذا نوع من أنواع التوعية غير المباشرة.
■ بعيداً عن السينما ما أخبار مسلسلك الجديد «اضطراب عاطفى»؟
- هذا العمل عُرض علىَّ من منتجته الفنانة إلهام شاهين، وعندما قرأت السيناريو وجدته مميزاً فى أسلوب كتابته، ورصده لأدق التفاصيل النفسية لشخصيات العمل، وقد اخترنا اسمه «اضطراب عاطفى»، لأن جميع العلاقات الإنسانية داخل العمل تدور عما يحدث داخل أى أسرة مصرية، حيث نجد كل العلاقات فى حالة اضطراب نفسى، ومنها علاقة المرأة بالرجل، وتأثيره فى حياتها سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً، أو العلاقة بين الأب والابن، أو غيرهما، فكل هذه العلاقات الإنسانية متوترة، كما أعجبنى هذا الخط الدرامى لأنه مختلف تماماً عما يقدم فى الدراما المصرية حالياً.
■ وهل صحيح أنه تم تأجيل المسلسل لظروف إنتاجية؟
- هذا الكلام غير صحيح، لأن العمل -كما قلت- من إنتاج إلهام شاهين، ولم يتعرض لأى مشاكل إنتاجية، بل بالعكس، كانت «إلهام» مستعدة للبدء فى تصويره لتدخل به السباق الرمضانى المقبل، ولكنى أقنعتها بتأجيل العمل لعام 2015 نظراً لضيق الوقت، وانشغال أغلب طاقم العمل بتصوير أعمال أخرى، وكان من الصعب أن أبدأ فى تصوير عمل، وأنا غير ملمة بجميع أدواتى الإخراجية، لأننا فى النهاية نريد أن نقدم عملاً مميزاً ومختلفاً بمعنى الكلمة.
■ قلت إن هناك تشابهاً فى الأحداث بين مسلسلك «عصر الحريم»، ومسلسل «سرايا عابدين»، فماذا تفعلين فى هذه المشكلة، علما بأن الأخير أوشك على انتهاء التصوير؟
- بالفعل هناك تشابه بين «سرايا عابدين» و«عصر الحريم» ولكنه تشابه مقصود ومتعمد، من مؤلفة «سرايا عابدين» هبة مشارى، التى سرقت العمل، لأنها كانت ترأس لجنة القراءة التى كلفتها الشركة المنتجة «إم بى سى»، بقراءة «عصر الحريم»، والتى رفضت العمل بحجة أنه ضعيف، إلى أن أخبرتنى الفنانة يسرا أن هناك عملاً شبيهاً لمسلسلى عُرض عليها، فقلت لها: اقبلى العمل، وأنا سأتصرف مع هذه المؤلفة، وبالفعل عندما قرأت أول ثلاث حلقات من مسلسلها وجدت نفس شخصيات «عصر الحريم»، فقدمت شكوى فى نقابة المهن السينمائية ضد المؤلفة أتهمها بسرقة العمل، لكن النقابة خذلتنى، وأصدرت تقريراً يفيد بأنه لا يوجد تشابه بين العملين.