ساندرا نشأت: صورت «احلم» فى عشرة أيام.. وتألمت نفسياً بسبب «أطفال الشوارع»

كتب: نجلاء أبوالنجا

ساندرا نشأت: صورت «احلم» فى عشرة أيام.. وتألمت نفسياً بسبب «أطفال الشوارع»

ساندرا نشأت: صورت «احلم» فى عشرة أيام.. وتألمت نفسياً بسبب «أطفال الشوارع»

أبدعت المخرجة ساندرا نشأت للمرة الثانية على التوالى فى تقديم فيلم خارج نطاق المألوف، فبعد فيلمها المتميز «شارك» الذى قدمته قبل الاستفتاء على الدستور، قدمت عملاً آخر شديد التميز قبل الانتخابات الرئاسية بعنوان «احلم» اعتمدت ساندرا فى الفيلمين على وجوه المصريين البسطاء، ابتعدت عن النجوم وصخب الرفاهية، وأناقة الاستوديوهات، ونزلت لأكثر القرى والنجوع والحوارى، لترى مصر الحقيقية وغالبية شعبها البسيط، وترصد وجوههم وأمنياتهم وأحلامهم.[SecondImage] وقالت ساندرا لـ«الوطن»، بعد رد الفعل القوى الذى حققه فيلم «شارك»، رأيت الناس تحب أن ترى وجوههم على الشاشة.. وإن الآراء المحفوظة على الشاشات لم تعد تترك الأثر المطلوب فى المشاهد المصرى، فنحن فى مرحلة شديدة الحساسية من تاريخ الوطن.. يجب أن تعتمد على الصدق فقط والمعلومات الدقيقة غير القابلة للجدل أو التزييف، ومن هنا فكرنا فى عمل فيلم آخر، نجومه هم المصريون البسطاء، بوجوههم البريئة، وخفنا أن تحدث مقارنة بين الفيلم الجديد وفيلم «شارك»، لكننا اعتمدنا على نظرية «اختلاف المضمون» لذلك تحمسنا بشدة لفيلم «احلم».. فالحلم هو النقطة التى لا يزول غموضها أبداً، ولكل منا أحلامه التى لن تتشابه مع غيره، وتختلف الأحلام باختلاف الزوقات والظروف، كما أنه من المهم جداً أن نعرف إجابات متعددة أهمها.. ما أحلام المصريين؟ وكيف يرون وطنهم؟ وما أحلامهم الشخصية؟ وهل تغير مفهوم الحلم؟ وهل ما زال الناس يحلمون لأنفسهم، أم أن الحدث الجلل الذى نعيشه غيّر مفاهيمنا وطريقة أحلامنا؟ وعن تصوير الفيلم قالت ساندرا: استغرق التصوير عشرة أيام فى مختلف المحافظات المصرية، من الصعيد إلى الريف إلى الحضر، لم نترك قرية لم ندخلها، ولا نجعاً مهما كان عدد سكانه قليلاً، والغريب أننا اكتشفنا أن لكل مكان روحاً مختلفة تماماً، ولكل مصرى بسيط أحلاماً.. و«إفيهات» وطريقة حكى تذهلنا أثناء التصوير، وحتى الفئات العمرية لم نلتزم بتحديدها، بالعكس صورنا مع من هم فى الخامسة والسادسة من العمر، حتى من وصلوا إلى المائة عام أو اقتربوا من هذه السن، ورغم أن الفيلم لا تتجاوز مدة عرضه 9 دقائق فإننا قمنا بتصوير أكثر من 30 ساعة مع مختلف المواطنين فى جميع أنحاء مصر، انتزعنا منها هذه الدقائق المعدودة.. واخترنا الأفضل من حيث المقاطع المؤثرة والوجوه المميزة. وأكدت ساندرا أن أصحاب الفضل فى نجاح هذا الفيلم هم المواطنون المشاركون فيه. [FirstQuote] وعن كواليس الفيلم والمواقف المؤثرة التى لا تنسى قالت ساندرا: أكثر حالة أثرت فينا أثناء تصوير الفيلم هو مشاركة بعض أطفال الشوارع فى الفيلم وحديثهم لنا عن أحلامهم البريئة، وهؤلاء الأطفال هى من نشاهدهم يتسولون فى الشوارع ويقفون فى إشارات المرور، وأضافت «شعرت بغضب شديد بسبب هؤلاء الأطفال البؤساء.. لأنى سألت نفسى ماذا لو توفرت حياة وبيئة وأسر أفضل لهؤلاء الأطفال؟ وماذا لو حصلوا على فرصتهم فى حياة كريمة وتعليم فى مصر؟». وقالت ساندرا إنها حاولت أن ترصد مشاكل المصريين فى مناطق مختلفة فسجلت فى الصعيد والوجه البحرى، فيما استعانت بمجموعة من الأغانى القديمة لعدة فنانين، منهم محمد فوزى وعبدالحليم حافظ، وأضافت أنها خلال التصوير زارت غالبية المحافظات المصرية من أجل نقل أحلام وأمنيات المواطنين المصريين البسطاء إلى الرئيس القادم، مشيرة إلى أنها نقلت من خلال الكاميرا مطالبهم للرئيس بغض النظر عن شخصه وعن نتيجة الانتخابات الرئاسية. واختتمت ساندرا حديثها: أحب أن أهدى هذا الفيلم للشعب المصرى، لأنه منهم وإليهم، فهو يتحدث عن أحلامهم، وهل تغيرت نظرتهم للأمور وللحياة بعد ثورتين متتاليتين لم يمر عليهما إلا أعوام بسيطة؟