40 مرة توقف فيها المصريون عن أداء مناسك الحج والعمرة في التاريخ

40 مرة توقف فيها المصريون عن أداء مناسك الحج والعمرة في التاريخ
- فريضة الحج
- مناسك الحج
- علي جمعة
- دار الإفتاء المصرية
- هيئة كبار العلماء
- فريضة الحج
- مناسك الحج
- علي جمعة
- دار الإفتاء المصرية
- هيئة كبار العلماء
يستعد المسلمون في المملكة العربية السعودية هذا العام لأداء مناسك الحج، دون غيرهم، حيث قررت المملكة هذا العام اقتصار الحج على المسلمين المقمين بالمملكة دون غيرهم بسبب وباء كورونا.
وبالعودة للتاريخ، تجد أن المسلمين في مصر توقفت عنهم مناسك الحج 40 عاما. ووفق لما رصد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عبر صفحته الرسمية، فإنه بالرجوع لكتب التاريخ، وبعد بحث ماتع تبين أن عدد المرات التي توقف المصريون فيها عن الحج 40 مرة، لعوارض متعددة منها البرد الشديد، انتشار الأمراض والأوبئة، العطش، الاضطرابات السياسية، عدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، اضطراب الجو وثوران الرياح والعواصف، وفساد الطرق.
أوضح، المفتي السابق أن انقطاع الحج ومعرفة علماء الأمة به تؤيد اختيارنا في ترتيب المقاصد، وأن حفظ النفس مقدم، فإن التصرف العملي الذي جرى دون نكير من العلماء، والبعيد عن النقاش النظري في المسألة، رجح حفظ النفس عند قيام المخاطر على المضي في الحج.
ومن طرائف ما قرأت ما ذكره الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار"، في المجلد 3 صفحة 606 وهو يتكلم عن أحداث سنة 1235هجريا حيث قال: "وفي سابع عشرة وصل الحاج المصري ومات الكثير من الناس فيه بالحمى، وكذلك كثرت الحمى بأرض مصر، وكأنها تناقلت من أرض الحجاز وكأنه يشير ويقر بانتقال الأوبئة وإدراكهم لهذه الحقيقة الكونية".
انقطاع الحاج المصري على قسمين، قسم انقطع معهم الحج من كل مكان، وقسم انقطع الحج منهم فقط أو منهم ومن الجهات وإن كان قد ورد الحاج من جهات أخرى، فإن هناك سنين وإن كانت قليلة انقطع الحج فيها بالمرة.
ذكر الذهبي في كتابه "تاريخ الإسلام"، في أحداث عام 316 هجريا: "ولم يحج أحد في هذه السنة خوفا من القرامطة". وقال ابن تغري بردي في كتابه "النجوم الزاهرة"، في أحداث سنة 317 هجريا "قال أبو المظفر في مرآة الزمان: والظاهر أنه لم يحج أحد من سنة سبع عشرة وثلاثمائة إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة خوفا من القرامطة"،فهذه عشر سنين.
وذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" في أحداث سنة 357 هجريا: وفيها في تشرين عرض للناس داء الماشري فمات به خلق كثير وفيها مات أكثر جمال الحجيج في الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج.
وفي النجوم الزاهرة وتاريخ الإسلام في تلك السنة لم يحج أحد من الشام ولا من مصر، وفي سنة 390 هجريا انقطع الحاج المصري في عهد العزيز بالله الفاطمي لشدة الغلاء.
وفي سنة 419 هجريا لم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل الديار المصرية، وفي سنة 421 هجريا، تعطل الحج أيضا سوى شرذمة من أهل العراق ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج، وفي أحداث سنة 430 هجريا لم يحج أحد فيها من العراق وخراسان ولا من أهل الشام ولا مصر إلا القليل.
وفي أحداث سنة 492 هجريا حل بالمسلمين ارتباك وفقدان للأمن في أنحاء دولتهم الكبيرة بسبب النزاع المستشري بين ملوكهم, وقبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات فقط لم يحج أحد لاختلاف السلاطين.
وفي تاريخ الإسلام مجلد 39 صفحة 11 في أحداث سنة 563 هجريا، أنه لم يحج المصريون لما فيه ملكهم من الويل والاشتغال بحرب أسد الدين، وفي أحداث سنة 648 هجريا لم يحج أحد من الشام ولا مصر لاضطراب الأمور.
ومن سنة 654 هجريا إلى سنة 658 هجريا لم يحج أحد من سائر الجهات سوى حجاج الحجاز، وفي كتاب (السلوك) للمقريزي المجلد الثاني صفحة 72 في وصف أحداث سنة 699 هجريا ورد: ولم يحج أحد في هذا العام من مصر لا في البر ولا في البحر.
كما ذهب الدكتور صبري أحمد العدل المدير السابق لوحدة البحوث الوثائقية أنه في عام 1799م (الموافق 1213هجريا) توقفت رحلات الحج أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق. وأكد بعد ذلك (كما في الجبرتي) أن الحج انقطع من سنة 1223هجريا بسبب الخلافات بين مصر والسعودية ولمدة عشر سنوات.
وفي سنة 1928ميلادي حدث ما يسمى بحادث المحمل المصري وتسبب عنه انقطاع الحج تماما من مصر، وبذلك يكون عدد ما ذكرناه من توقف الحج المصري عبر التاريخ نحو أربعين مرة ولله الأمر من قبل ومن بعد.