رئيس منطقة آثار دمياط لـ" الوطن": المياه الجوفية أثرت على بعض الآثار

رئيس منطقة آثار دمياط لـ" الوطن": المياه الجوفية أثرت على بعض الآثار
أكد رضا صالح رئيس منطقة آثار دمياط في حوار لـ"الوطن"، وجود 14 تلا أثريا في مختلف أنحاء المحافظة، مشيرا للقيام بالكشف الأثري في تل الدير والبراشية، واكتشاف وجود جبانة كاملة بتل الدير، مؤكدا على حاجة دمياط الملحة لإقامة متحف لعرض مقتنياتها الأثرية به، نافيا تعرض تل الدير لتعديات عقب ثورة الـ 25 من يناير، مشددا في حواره على القيام بوقائع التنقيب عن الآثار أسفل المنازل عديدة خلال السنوات الماضية وإليكم نص الحوار:
- بداية ما أهم مناطق دمياط الأثرية ؟
المواقع الأثرية عبارة عن تلال بكر حيث يوجد لدينا 14 تلا أثريا منقسمين ما بين ما يتم الإشراف عليها ما بين خاضع لأحكام قانون حماية الآثار كتلال "بحيرة المنزلة - كوم الدهب - الجصة ببحيرة المنزلة أيضا - الشيخ فريد - الزاوية على أطراف البحيرة والجمالون على ترعة السلام وأبوان والنجارين في قرية العطوي بفارسكور"، ومملوكة للمجلس الأعلي للآثار كـ "تل آثار البراشية -الغز - العرب - الدير- المحجرة والكوم الأحمر".
- ما الأماكن التي قمتم بالتنقيب فيها؟
تل الدير والبراشية المقام على مساحة 8 فدادين حيث قامت حفائر علمية بالتنقيب فيه من عام 1995 حتى 2000، وتم نقل المكتشفات للمخزن المتحفى بالدقهلية كما تم العمل بتل الغز بكرم ورزوق وتم عمل حفائر به لموسمين من عام 2002- 2003، وتوقفت لعدم وجود اعتمادات مالية من المجلس الأعلى للآثار حيث تم العثور على بقايا حمام روماني وبقايا جدران من الطوب الأحمر وأواني فخارية وعملات برونزية وتم نقل المكتشفات لمخزن أحمد موسى بالدقهلية ثم بدأنا العمل في تل الدير في عام 2007، ولازال العمل مستمرا حتى وقتنا هذا، حيث تبلغ مساحته 8 فدادين وتم إخضاع مساحة 14 فدانا محيطين به لإشرافنا، والتل عبارة عن جبانة ترجع إلى عصر الأسرة 26 وتمتد لنهاية العصر الروماني أو البيزنطي ومتوالى على فترات متعاقبة بداية من الأسرة 26
- هل كنتم على علم وقت بداية عملكم بأن وراء تل الدير جبانة كاملة؟
طلب منا من منطقة آثار دمياط عمل مجسات اختبارية لتقييم مبنى إداري ومخزن متحفي في تلك الفترة، ولكن يشاء الله سبحانه وتعالى في بداية الكشف وجدنا جبانة كاملة، حيث اكتشفنا جبانة كاملة ترجع للأسرة 26 وممتدة للعصر الروماني أو البيزنطي، ولم نكن نتوقع ماوجدناه فنحن ذهبنا لعمل مجسات اختبارية حيث كنا فريق عمل مصري خالص من منطقة آثار دمياط تابعين لوزارة الآثار وخلال تلك الفترة اكتشفنا عددا من التوابيت الحجرية نقلت للمخزن المتحفي بتل الربع بالدقهلية، كما نقلت بعض التوابيت للمتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه قريبا إن شاء الله .
- كم قطعة أثرية تم اكتشافها في تل الدير منذ بداية أعمال التنقيب؟ وما أنواع الاكتشافات؟ وإلى أين نقلت؟
تم اكتشاف 5000 قطعة منذ بداية التنقيب وهي عبارة عن توابيت حجرية ترجع للأسرة الستة والعشرين وعملات ذهبية من العصر البيزنطي ومجموعة لاحصر لها من التمائم الجنائزية والمعبودات المصرية القديمة وجعارين وتمائم قلب أوشابتي.
- لماذا تتوقف أعمال الحفر بين الحين والآخر؟
نعمل وفقا لتوفر الاعتمادات المالية وأول ما بتخلص بنوقف، فالحفر لا يمكن أن يستمر طول السنة لكونه إرهاق على العامل والمشرف أيضا حيث يتوقف في فصل الصيف حيث عملنا هذا العام لمدة 6 أشهر، ونعمل خلال الفترة المقبلة على تسجيل تلك الاكتشافات.
- هل حصلت دمياط على حظها بعد من الاكتشافات الأثرية أسوة بمحافظات الصعيد أو الجيزة؟.
لا فالوجه البحرى ظل مهملا لفترات طويلة جدا حيث بدأ الاهتمام خلال الفترة من 2010/2011، فالطبيعة الجغرافية لتلك المنطقة صعبة عبارة عن أحراش ومصب النيل في العصور الفرعونية حيث أن الأرض طينية لا تحافظ على الأثر أسوة بالصعيد فقليل جدا حينما تجدين أثرا باقيا ومحافظا عليه كالصعيد مما تتسبب في تآكل الأثر بسبب المياه الجوفية والملوحة المرتفعة ورغم ذلك وجدنا جبانة كاملة تعود للعصر الستة وعشرين بمنطقة تل الدير ولكن دمياط لم تأخذ حقها بعد كمحافظات أخرى في وجه بحرى فلم يكن هناك اهتمام سابقا بالاكتشافات به لذا نردد مقولة وجه بحري يكتب التاريخ من أول وجديد، فدمياط لم يكتب عنها من قبل في العصور الفرعونية فكل اكتشاف جديد تسطر سطر جديد في تاريخ دمياط .
هل أثرت المياه الجوفية على الاكتشافات بمنطقة تل الدير في دمياط الجديدة ؟
بالطبع أثرت بسبب المياه الجوفية وارتفاع درجة الملوحة لوقوعها بالقرب من البحر، ولكن نتغلب عليه بأعمال الترميم وكل الاكتشافات يجرى لها أعمال ترميم فيكون مرافق للبعثة مرمم الذى يتشابه دوره مع الطبيب الذى يعالج الأثر أول بأول ومتابعته حتى وصوله للمخزن
وماذا عن خطتكم حاليا؟
لدينا حفائر حاليا تعمل في منطقة تل الذهب ببحيرة المنزلة وبالطبع المنطقة كلها مياه وصعبة وسبق وجاءت بعثة أمريكية عام 2015 وقامت بإجراء مسح أشار لوجود مدينة رومانية قديمة سنبدأ إبراز بعض ما نوهت عنه البعثة ونعمل عليه حاليا.
تل الذهب عبارة عن إيه؟عبارة عن جزيرة مساحتها 76 فدان مساحتها أضعاف تل الدير فهي جزيرة وسط بحيرة المنزلة ترجع للعصر اليوناني الروماني ويرتفع عن البحيرة بمساحة تتراوح من 2 إلى 3 متر ومسطح في أماكن ثانية تكثر عليه الشواهد الأثرية كباقي "الزجاج الحجر الجيري والطوب الأحمر" وبواقي أساسات كانت موجودة هناك ويقع بالقرب من رسوة الروضة وسبق وتم استخراج أواني فخارية وعملات برونزية .
- ما حقيقة تعرض تل الدير لتعديات عقب أحداث ثورة 25 يناير
غير حقيقي فلم يتعرض لتعديات لا هو ولا أي من التلال الأثرية
- ما مصير القطع الأثرية التي تم اكتشافها خلال أعمال الحفر بالتلال في دمياط؟
نقل 300 قطعة للمخزن المتحفى و2000 للمتحف المصري
- انتشرت فكرة الحفر أسفل المنازل في دمياط بحثا عن الآثار؟ ما حقيقة وجود آثار أسفل منازل ببعض المناطق؟ وكيف يمكن التصدي لها؟
انتشرت تلك الظاهرة في عدة مناطق ليس في فارسكور فحسب كما يروج البعض فخلال الأيام الأخيرة قام أحد الأشخاص بالتنقيب أسفل منزله بباب الحرس ويرجع ذلك لعدم التوعية أو عدم انتشار الوعي الأثري فالحفر خلسة يتم نظرا لجرى البعض وراء أطماعهم والمكسب السريع فهؤلاء أصيبوا بالهوس ويبحثون عن الأثار فحسب مما يدفعهم لتدمير بيوتهم والبيوت المجاورة إليهم وتدمير الذات نظرا للجرى وراء السراب.
- هل زادت أعمال التنقيب عقب أحداث 25 من يناير؟ وهل لأعمال الجن والشعوذة دور؟
بالفعل زادت تحت بند الجرى وراء الثراء السريع وفي النهاية لا يجدون شيئا بالفعل تلك الأعمال قائمة على الدجل والشعوذة وهو ما أسفر عن وفاة عن عدة أشخاص خلال أعمال التنقيب سواء في فارسكور أو عزبة البرج
مؤخرا نظمتم عدة ندوات في المدارس للعمل على رفع الوعى الأثري حدثنا عنها؟
ننظم الندوات بالتعاون مع التربية والتعليم وإدارة المصايف والسياحة بالمحافظة حيث بدأنا في مدارس دمياط الجديدة وعملت صدى قوي لنا وتركت أرضية للنشاط السياحي والأثري في المحافظة وتستهدف المرحلة الاعدادي والابتدائي و وبدأنا التنسيق أيضا مع النقابات المهنية كالمهندسين "لتنظيم ندوات لكبار السن حيث نعمل على رفع الأثري ونعمل على تعريف الطلبة ماهو الأثر وما تمتلكه دمياط من أشياء رائعة والكتابة الهيروغليفية ووجدنا استجابة رائعة من الطلبة و نعمم الفكرة فالمنقب يبحث عن المال بعيدا عن الحرام والحلال.
- خلال السنوات الماضية شاهدنا عدة وقائع تهريب آثار عبر دمياط.. ما أنواع القطع المهربة؟
تلك الآثار تخرج عبر الحفر الخلسة قد تكون في مناطق أثرية حراستها ضعيفة ولكن جميعها خارج دمياط او بحدوث تواطؤ او التنقيب أسفل المنازل ويقومون بتهريبها عبر دمياط نظرا لاعتبارها منفذ بحري وقد يقومون بتهريبها داخل حاويات موبيليا أو قصريات زرع والوحدة الأثرية بالميناء البحري تعمل جيدا ومختصة بضبط تلك المضبوطات ومن يهرب يهرب بهدف الثراء لا فارق معاه آثار إسلامية أوقبطية أو روماني أو يوناني والغالبية العظمى منها بما يعادل الثلثين آثار مصرية فالآثار المصرية لها بصمتها في كافة أنحاء العالم.
- البعض طالب بإقامة متحف أثري في دمياط مع أم لا؟
حقا دمياط تستحق إقامة متحف ونتمنى ذلك فمع ما اكتشفناه من آثار نحتاج لمتحف لوضع تلك الاكتشافات به وعلى نواب البرلمان والجهات الحكومية اتخاذ تلك الخطوة وحال إقامته سننقل مكتشافتنا له بدل من المخزن.
دمياط لازلت مبتدئة في الاكتشافات ولا يمكن أن نقارن نفسنا بمحافظات كالـ "الشرقية"، فنحن محصورون بين العصر الروماني واليوناني وما استخرجناه من اكتشافات تل الدير عمل صدى كبير وأثنوا عليه وما استخرجنا من تل الدير يعد شيئا بسيط فتل الدير جبانة لدفن الموتى منذ عهد الأسرة 26 حتى العصر البيزنطي أما تل الذهب مدينة تجارية سكنية ترجع للعهد اليوناني الروماني.