"فاروق الفيشاوي" زيبق الفن وحاوي تجسيد الشخصيات

"فاروق الفيشاوي" زيبق الفن وحاوي تجسيد الشخصيات
- فاروق الفيشاوي
- الفنان فاروق الفيشاوي
- فيلم فاروق الفيشاوي\سمية الألفي
- أحمد الفيشاوي
- أخبار فنانين
- فاروق الفيشاوي
- الفنان فاروق الفيشاوي
- فيلم فاروق الفيشاوي\سمية الألفي
- أحمد الفيشاوي
- أخبار فنانين
فاروق الفيشاوي، شخصًا محبًا للحياة، متمردًا عليها، نجح في الفن مستغلًا تقلباته المزاجية التي جسدها من خلال أدواره، تارة تجده شابًا حالمًا، وأخرى متهورًا، وأحيانًا منغمسًا في الشر والمؤامرات، أو باحثًا عن الخير ومساعدة الأخرين، ليصبح فنانًا أشبه بسيرة شاطر الشطار"الزيبق" الذي واجه الظلم من خلال الحيل المستمرة ليصبح "الحاوي" المتمرد الذي يدافع عن الغلابة، كما جسدها في مسلسل علي الزيبق في الثمانينات "وفي وسط الضلمة تهل إنت.. ولا نعرف من فين أو إمتى".
في مثل هذا اليوم 25 يوليو من عام 2019، رحل عن عالمنا الفنان فاروق الفيشاوي، جراء مضاعفات إصابته بسرطان الكبد، والذي فاجأ به جمهوره ومحبيه خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2018، وتأكيده أنه لا يخشى هذا المرض وسيتعامل مع باعتباره "صداع وسينتصر عليه".
ولد محمد فاروق الفيشاوي، بمحافظة المنوفية يوم 2 فبراير من عام 1952، وهو أصغر أشقاءه وكان له 3 أشقاء من الذكور، وبنتان، وقبل أن يكمل عامه الحادي عشر وبالتحديد عام 1963، توفى والده، وتولى تربيته شقيقه الأكبر رشاد، والذي عبر به إلى بر الأمان حتى تخرج "فاروق" من كلية الأداب بجامعة عين شمس، التي ظهرت فيها موهبته ومشاركته فريق التمثيل، ليتجه بعدها للدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وعام 1976، شارك فاروق الفيشاوي في فيلم "الحساب يامدموازيل"، وسبقها بعام من خلال مشاركته بمسلسل "أرض النفاق"، لينطلق بعدها بعدد من الأدوار الصغيرة، حتى يتعرف الجمهور على هذا الشاب الوسيم، من خلال مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" وتجسيده شخصية الدكتور ماجد الابن الثالث لبابا عبده".
ومع بداية الثمانينات، شارك فاروق الفيشاوي، في عددًا من الأفلام منها "الباطنية" مع نادية الجندي وفريد شوقي، ومع الزعيم عادل إمام قدم فيلمي "غاوي مشاكل" أمام نورا، و "المشبوه" أمام سعاد حسني، ومع بداية التسعينات قدم من جديد مع عادل إمام فيلم "حنفي الأبهة" أمام هدى رمزي.
"كلام أخوك الكبيريصير ياحسنين، ليه يابوي؟.. عشان أخوك الكبير ياولدي"، من أشهر الجمل الحوارية التي جاءت على لسان الفنان عبدالبديع العربي، وفاروق الفيشاوي، خلال أحداث مسلسل "غوايش" بطولة صفاء أبو السعود، ونبيل الحلفاوي، و زوزو نبيل، وأحمد راتب، ومحمد توفيق، ومن أكثر أدوار "الفيشاوي" التي علقت مع الجمهور وتجسيده شخصية حسنين ابن العمدة الذي يقع في غرام الفتاة غوايش بائعة "المناديل وحاجات الصبايا".
شارك فاروق الفيشاوي، في أعمال درامية كثيرة منها "صيام صيام، ليلة القبض على فاطمة، علي الزيبق، الحاوي، البر الغربي أدهم وزينات و3 بنات، كناريا وشركاه، الدم والنار، ليل الثعالب، الشارع اللي ورانا"، وأبرزها تجسيده لشخصية محفوظ عجب من خلال مسلسل "دموع صاحبة الجلالة"، ومسلسل "ولاد أدم" أمام عبدالمنعم إبراهيم.
وفي السينما، قدم فاروق الفيشاوي، عددًا من الأفلام منها "كشف المستور، سوق المتعة، تجيبها كده تجيلها كده هى كده، ياتحب ياتقب، الجراج، فتاة من اسرائيل، شفاه غليظة، ديك البرابر، فرسان أخر زمن، زوجة محرمة، اغتصاب، المرأة الحديدية، القرداتي، الحنكايش، السكاكيني، لا تسألني من أنا".
مع نادية الجندي، قدم فاروق الفيشاوي، عددًا من الأفلام التي بدأها بـ "الباطنية"، مرورًا بـ "48 ساعة في اسرائيل، امرأة هزت عرش مصر، الجاسوسة حكمت فهمي، شبكة الموت، الإرهاب، ملف سامية شعراوي، جبروت امرأة، الشطار".
كما قدم فاروق الفيشاوي، عددًا من المسلسلا الإذاعية منها "الدنيا على جناح يمامة، دي نهاية العالم يازغلول، خيال الظل"، ومن أشهر أعماله المسرحية "البرنسيسة" أمام ليلى علوي، ومحمود الجندي.
وفي حياته العاطفية، قصة حب جمعت بين فاروق الفيشاوي، والفنانة سمية الألفي، وتزوجا عام 1979، وأثمرت هذه الزيجة عن إنجاب ابنهما الفنان أحمد الفيشاوي، والذي قال عنه والده أنه يشبهه كثيرًا، بعكس الابن الصغير عمر الذي يتحلى بالحكمة في تصرفاته.
بالرغم من أنه كان عاشقًا للنساء و "عينه زايغة" حسب تصريحات له، إلا أن فاروق الفيشاوي لم يتزوج إلا 3 مرات في حياته، بعد انفصاله وسمية الألفي، تزوج من الفنانة سهير رمزي، لفترة قصيرة، ليتزوج بعدها من سيدة من خارج الوسط الفني.
تم اختيار فيلم "ليه يابنفسج"، الذي شارك فيه فاروق الفيشاوي عام 1993 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996، وهو من إخراج رضوان الكاشف، والذي شارك في السيناريو والحوار مع سامي السيوي، بطولة نجاح الموجي، أشرف عبدالباقي، لوسي.
حتى أخر نفس، كان فاروق الفيشاوي، محبًا للفن سابحًا ماهرًا في بحر التمثيل، وقبل احتجازه بالمستشفى على إثر مضاعفات إصابته بالمرض اللعين، كان مشاركًا في مسرحية "الملك لير" مع يحيى الفخراني، ليرحل "الزيبق" المتمرد تاركًا عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية.