مصر تصدر تقريرا شاملا عن مكافحة الإرهاب.. وخبير: تغلبنا على موجة قوية

كتب: محمد حسن عامر

مصر تصدر تقريرا شاملا عن مكافحة الإرهاب.. وخبير: تغلبنا على موجة قوية

مصر تصدر تقريرا شاملا عن مكافحة الإرهاب.. وخبير: تغلبنا على موجة قوية

أصدرت وزارة الخارجية، اليوم، تقريرا وطنيا عن جهود مصر في مُكافحة الإرهاب، أُعد بالتنسيق مع الوزارات وأجهزة الدولة المعنية.

وصرح السفير إيهاب فهمي نائب مُساعد وزير الخارجية مدير وحدة مُكافحة الإرهاب الدولي، بأنّ التقري، الأول من نوعه، ويُوثّق جهود الدولة المصرية ومُؤسساتها الوطنية وما تمتلكه من أدوات مُتنوعة لمُكافحة الإرهاب.

وأوضح أنّ التقرير يعكس بجلاء المُقاربة المصرية الشاملة في التصدي لتلك الآفة العالمية، والتي طالما طالبت مصر المجتمع الدولي بتنفيذها لاجتثاث الجذور المُسببة للإرهاب، بما في ذلك من خلال مُواجهة التنظيمات الإرهابية دون استثناء، ومُحاسبة الدول الداعمة له، وتجفيف منابعه الفِكرية ومصادر تمويله، مع ضرورة التزام الدول في هذا السياق بالاحترام الكامل للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأضاف نائب مُساعد وزير الخارجية مدير وحدة مُكافحة الإرهاب الدولي، أنّ التقرير شَدَّد على أهمية مفهوم "الدولة الوطنية"، وإعلاء قِيَم المُواطنة والوسطية، والحوار بين الثقافات المُختلفة.

وتابع أنّ التقرير يتناول الجهود الوطنية فيما يتعلق بالشق التشريعي، والاتفاقات الدولية والعربية والأفريقية ذات الصلة بمُكافحة الإرهاب التي انضمت إليها مصر، وكذلك الجهود الوقائية والتوعوية اتصالاً بمُواجهة الفِكر المُتطرف، باعتبار أنّ هذا البُعد يُعد المُحَفِّز الرئيسي لارتكاب أعمال إرهابية، سواء كان نابعا من أيديولوجيا تكفيرية مُنحرفة أو خطاب مُتشدد تحريضي قائم على العنصرية وكراهية الأجنبي.

وأبرز التقرير أنّ مصر كانت سَبَّاقة في هذا المجال أيضا من خلال المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ 2014 لتصحيح وتصويب الخطاب الديني، وبالمطالبة بالتصدي للخطاب الإرهابي وطرح قرارَ مجلس الأمن رقم 2354 لسنة 2017 في هذا الخصوص.

ولفت إلى أنّ التقرير تضمن كذلك الإجراءات التي اتخذتها مصر فيما يخض المواجهة الأمنية، وجهود مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، فضلا عن المُواجهة الاقتصادية والاجتماعية من خلال تحسين الظروف المعيشية للمُواطنين والارتقاء بمختلف المرافق والخدمات والبنية التحتية وتنفيذ عديد من مشروعات التنمية المستدامة، وتمكين الشباب وتحصينهم من مخاطر الاستقطاب، بما يُسهم في خلق بيئة طاردة للإرهاب والتطرف، إضافة إلى الشق المتعلق بحماية حقوق ضحايا الإرهاب ورعاية الشهداء والمُصابين والذي توليه الدولة المصرية اهتماما كبيرا.

وأوضح فهمي أنّ التقرير يبرز أيضا الدور الرائد الذي تضطلع به مصر في مُكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال مُواصلة تقديمها للدعم الفني لبناء ورفع قدرات أشقائها في دول القارة في المجالات المُتعلقة بمُكافحة الإرهاب والجريمة المُنظمة، ترسيخا لمبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية" سواء على المُستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأفريقي أو النُسُق الدولية مُتعددة الأطراف، بما في ذلك من خلال رئاسة مصر المُشتركة مع الاتحاد الأوروبي لمجموعة العمل الخاصة بشرق أفريقيا التابعة للمُنتدى العالمي لمُكافحة الإرهاب.

وأشار إلى إسهام مصر في تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، ودورها الفاعل في إطار الأمم المُتحدة من خلال التقَدُّم بعدد من القرارات المُهمة الصادرة عن مجلس الأمن إبان عضوية مصر غير الدائمة في المجلس عامي 2016 و2017 وترؤسها للجنة مكافحة الإرهاب، إضافة لتعزيز التعاون مع الأجهزة الأممية ذات الصلة، حيث يجري التنسيق مع مكتب الأمم المُتحدة لمُكافحة الإرهاب للإعداد لاستضافة مصر مُؤتمر دولي رفيع المُستوى حول "المُقاربة الشاملة لمُكافحة الإرهاب والفِكر المُتطرف المُؤدي إلى الإرهاب".

مدير "العربية للدراسات": مصر ترى أنّ الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود ويجب التعامل معه دوليا

في هذا السياق، قال الدكتور سمير راغب مدير المؤسسة العربية للدراسات، إنّ "مبدأ مصر من البداية أنّها تتعامل مع كل عمل إرهابي على أنّه إرهاب دون تمييز أو ازدواجية، فهناك دول تتعامل مع جماعة الإخوان على أنّها ليست جماعة إرهابية مع أنّها إرهابية.

وأوضح راغب أنّ بعض الدول على سبيل المثال تصنف تنظيمات فرعية من الإخوان على أنّها منظمات إرهابية دون أن تصنف الجماعة ذاتها، كالولايات المتحدة وتصنيفها لحركة حسم تنظيما إرهابيا وهي تابعة لجماعة الإخوان.

وأضاف أنّ مصر أكدت دوما أنّ الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود ويجب التعامل معه بشكل دولي، كما دعت لمقاربة متعددة الأبعاد، ليس البعد الأمني والعسكري فقط، وإنما العمل على إنهاء الأفكار المسببة للإرهاب، وهذه المقاربة تقوم على أنّ الإرهاب يستمر طالما نفس الأفكار مستمرة وتوافرت البيئة الحاضنة للإرهاب.

وأكد راغب أنّ مصر تكتسب ثقة كبيرة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب دوليا رغم الصعوبات والتحديات، كما أشاد بمواجهة موجة الإرهاب التي أعقبت ثورة 30 يونيو، بشكل شجاع وشديد ورشيد، وحشد شامل لجهود الدولة، موضحا أنّ هذه الموجة الإرهابية لو كانت في دولة أخرى لأطاحت بها.

وزاد أنّ مصر عندما تتحدث عن مكافحة الإرهاب لا تتحدث بطريقة نظرية، بل بطريقة عملية، فأثبتت أنّها لم تساند الإرهاب على مر تاريخها، كما أنّها تواجه الإرهاب عمليا وحاليا واجهت الموجة الخامسة من الإرهاب، كما واجهته على المستوى الفكري والإيديولوجي، فالمحاكمين في السجن بتهم الإرهاب يتم إصلاح فكرهم وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم".

وقال إنّ مصر بعد أن تغلبت على الموجة القوية من الإرهاب قادت جهودا إقليمية لدول تعاني من الإرهاب، مثل دول الساحل والصحراء في قارة إفريقيا، كفكرة إقامة جيش موحد لمكافحة الإرهاب، وتقديم التدريب في قاعدة محمد نجيب، وعقد اجتماعات بهذا الشأن، والرئيس السيسي كان حريص على إبراز ذلك في أي خطاب له".


مواضيع متعلقة