من أثير الإذاعة إلى التلفزيون.. مذيعات تألقن عبر الشاشة في الستينيات

كتب: هبة أمين

من أثير الإذاعة إلى التلفزيون.. مذيعات تألقن عبر الشاشة في الستينيات

من أثير الإذاعة إلى التلفزيون.. مذيعات تألقن عبر الشاشة في الستينيات

"كله ثقافة وعلوم وفنون بيسلي تمام زي السيما التلفزيون، علم سياسة توجيه أخبار، أفلام عربية وغربية، وتلات قنوات ليل ويا نهار شغالة عشان التسلية".. كلمات تغنت بها فرقة الثلاثي المرح منذ 60 عامًا احتفالًا بتأسيس التلفزيون، الذي كان يهدف إلى جمع شمل الأسرة، وتقديم وجبة كاملة لهم، تشمل المعرفة والمتعة، ومع انطلاق التلفزيون، ظهر عددًا من المذيعين، غالبيتهم كان الجمهور يعرفهم من حناجرهم الذهبية، التي كانت تصدح عبر أثير الإذاعة، وبفضل الشاشة الصغيرة أصبح التواصل بـ"الصوت والصورة".

من أوائل هؤلاء، تأتي همت مصطفى، التي وقع الاختيار عليها لتكون ضمن أول كتيبة من الإعلاميين العاملين بالتليفزيون عند تأسيسه، خصوصًا بعد عملها في الإذاعة من عام 1951، وكانت من الوجوه الأولى التي يراها المشاهدين، لا سيما مع قراءتها نشرة الأخبار من التليفزيون المصري، فضلًا عن إشرافها على القناة الثانية، وترقيات عدة حظيت بها "همت"، حتى وصلت لمنصب رئيسة التليفزيون عام 1980.

تعد "همت"، المحاورة الوحيدة التي قدمت أكبر عدد من اللقاءات مع الرئيس محمد أنور السادات، من داخل قريته ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وكان يظهر الرئيس معها بجلبابه البلدي وعباءته، ومقولته الشهيرة التي كان يرددها معها "همت يابنتي"، ورحلت عن عالمنا عام 1995، عن عمر 68 عامًا، لاسيما أنها من مواليد محافظة الدقهلية عام 1927.

أما المذيعة أماني ناشد، التي انتقلت من الإذاعة إلى التليفزيون، حققت شهرة واسعة من خلال برامجها منها "كاميرا 9، وسهرة مع فنان، تحت الأضواء"، ومحاورتها لعمالقة الفن والأدب، أبرزهم "عباس محمود العقاد، طه حسين، فاتن حمامة، عمر الشريف، عادل إمام".

سافرت أماني ناشد، إلى ألمانيا لدراسة فن التليفزيون، وعادت لتصبح أشهر المذيعات، ولمجهودها ودأبها، تولت منصب مراقب برامج برغم صغر سنها، ومع اتساع شهرتها ونجاحها، إلا أنها ترحل بشكل مفاجئ، بسبب أزمة قلبية عام 1980، عن عمر 42 عامًا.

تميزت سلوى حجازي، بملامح بريئة وهدوءً أظهر ملامح وجهها وجعلها أشبه بالملائكة، فضلًا عن ثقافتها وقدرتها على محاورة العديد من المشاهير، على رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، كما ذهبت معها في رحلتها إلى باريس، فضلًا عن لقاءاتها مع بديع خيري، والفنانة نجاة ونجلها، ومن أشهر برامجها "العالم يغني، شريط تسجيل، المجلة الفنية"، فضلا عن "عصافير الجنة"، الذي كان مخصصًا للأطفال.

كان للإعلامية سلوى حجازي، التي تعد من أوائل المذيعات اللاتي انضممن للتليفزيون، موهبة في كتابة الشعر، وتأليف عدد من الدواوين، منها ما كتب باللغة الفرنسية، وفي ديوان شعر "ضوء وظلال"، حملت مقدمته لمسات وتوقيع الشاعر مأمون الشناوي، وفي عِز تألقها، وأثناء عودتها مع بعثة التليفزيون من ليبيا عام 1973، تم إسقاط الطائرة من العدو الإسرائيلي، لترحل "سلوى" شهيدة، ويمنحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية.

"ماما سميحة"، من أكثرالألقاب التي حظيت بها الإعلامية سميحة عبدالرحمن، لبرنامجها الشهير جنة الأطفال، على شاشة التليفزيون، لخبرتها في العمل بهذه النوعية من البرامج بالإذاعة مع بابا شارو، وبعد عملها بالإذاعة لمدة 14 عاما، انتقلت للعمل بماسبيرو مع بداية انطلاقه في الستينيات، وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى وكيلة التليفزيون، ورحلت عن عالمنا عام 1994 عن عمر ناهز 74 عامًا.

ليلى رستم، كانت من أشهر المذيعات بالبرنامج الأوروبي، الأمر الذي أهلها لأن تصبح من أولى الإعلاميات اللاتي التحقن بالتليفزيون قبل بدء البث الرسمي، عمها الفنان الكبير زكي رستم، وحصلت على ماجستير الصحافة من جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن أشهر برامجها بالتليفزيون "نجمك المفضل، 20 سؤال، نافذة على العالم، الغرفة المضيئة"، ومن أبرز ضيوفها، "محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، عبدالوارث عسر، الأديب يوسف السباعي، إحسان عبدالقدوس، مصطفى أمين، الشاعر أحمد شفيق كامل، أنديرا غاندي رئيس وزراء الهند".

ومن أشهر لقاءاتها كانت مع الفنان أحمد رمزي، وسؤالها له عن "سر فتح زرار القميص، وارتدائه خرزة زرقاء"، وإجابته لها "لو قفلت القميص مش هعرف أكل عيش، والخرزة عشان المدام بتخاف عليا من الحسد"، لترد بطريقتها "يختي عليه"، وهى الحلقة التي أثارت جدلًا كبيرًا وقتها، وترددت الأقاويل بأنها كانت سببًا لانفصال "ليلى" عن زوجها، لاعتباره ما حدث مغازلة منها لدنجوان السينما، وابتعدت "ليلى" عن التليفزيون عام 1967، وقيل وقتها أنه تم إيقافها عن العمل بسبب هذه الحلقة.


مواضيع متعلقة