دخلت كل بيت.. برامج ماسبيرو جعلت من مذيعيها نجوم شاشة

دخلت كل بيت.. برامج ماسبيرو جعلت من مذيعيها نجوم شاشة

دخلت كل بيت.. برامج ماسبيرو جعلت من مذيعيها نجوم شاشة

على مدار تاريخه الكبير منذ انطلاقه وبث فقراته للمرة الأولى عام 1960 كان التلفزيون المصري بمثابة الرفيق ونافذة الأسرة المصرية على العالم كما كان صوتا للتعبير عنهم.

وتميز التلفزيون المصري بمختلف أجياله المتعاقبة بعدد من البرامج والإعلاميين التي ارتبط بها الجمهور بشكل كبير وبالرغم من مرور سنوات عديدة إلا أنه مازالت تلك البرامج تعيش في ذاكرة المصريين.

ومن أبرز البرامج في فترة التسعينيات والتي عبرت عن الشباب وصوتهم وحقق نجاحا كبيرا كان برنامج "أماني وأغاني" وكان من تقديم كل من الإعلامي جمال الشاعر والإعلامي أحمد مختار، وأذيعت الحلقات الأولى من برنامج أماني وأغاني منذ ما يقرب من 30 عاما، وكان يطوف في الشارع المذيعين لإجراء أحاديث في مواضيع مختلفة مع المواطنين وخاصة فئة الشباب، ويقول الإعلامي أحمد مختار: "لحد النهاردة الناس لما بتقابلني في الشارع بيسألوني عن أماني وأغاني وكمان فاكرين حلقاتي".

وأكد "مختار"، أنه يسعد كثيرا بتذكر الجمهور للبرنامج حتى الآن قائلا: "لما الشباب بيقابلوني بتخض، من كتر معرفتهم بالبرنامج، حتى وفيه أطفال عندهم 10 و16 سنة عارفني، البرنامج كأنه مازال عامل حالة شعبية، ومهما مرت السنوات لسه الناس عارفاه".

وعن استمرار نجاح البرنامج وحب الناس له لمدة سنوات أكد "مختار": "ذكريات لا تنسى، لأن البرنامج خلى رجل الشارع العادي، وخاصة الشباب يبقوا هما النجوم، أماني وأغاني قرب منهم، والمواطن بقى عنده إحساس إنه حد مهم، وله مطلق الحرية في الكلام والظهور والتعبير عن نفسه".

ويضيف "مختار"، بأنه من ضمن أسباب وصول البرنامج داخل كل بيت، هو حرص صناعه على السفر إلى كل محافظات مصر: "روحنا بالفعل، محافظات، قرى ونجوع، وفعلا وصلنا لكل الناس، والشباب حس انه بيتم التعبير عنه بشكل صادق"، مضيفا: "فكرة البرنامج جماهيرية، وكانت تشبه الشباب في ذلك الوقت، وظهرنا كمذيعين بلبس شبابي بعيدا عن البدل، اللي كانت زي رسمي في أغلب البرامج، وكمان كان سننا كمذيعين من سن الشباب، وده قرب المسافة بيننا، لسه بتجيلي رسايل وتعليقات من الناس بخصوص أماني وأغاني، بتسعدني جدا".

وقال الإعلامي جمال الشاعر مقدم أشهر البرامج في التلفزيون المصري مثل "الجائزة الكبرى" و "بين الناس" كما كان أحد مقدمي برنامج "أماني وأغاني"، إن التلفزيون المصري يعتبر مدرسة كبيرة في الإعلام بالوطن العربي تعلم وتتدرب فيه عددا كبيرا من الإعلاميين العرب، وعن برنامج "أماني وأغاني" أوضح "الشاعر" بأنه أحدث ضجة كبيرة في الإعلام العربي وليس المصري فقط، مؤكدا أنه من مؤسسي البرنامج بعد أن طرح الفكرة وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف وكوثر هيكل ومجيدة قطب، مؤكدا أنه بدأ بتصوير أول حلقتين من البرنامج الذي اعتمد على التصوير في الشارع وحرية الكاميرا.

وأوضح "الشاعر"، أن من الأسباب الأساسية في نجاح برنامج "أماني وأغاني" أنه أوصل صوت كافة طوائف الشباب من طلاب الجامعة الأمريكية حتى جامعات الأقاليم ومن الطبيب والمحامي حتى العامل البسيط، ليصبح البرنامج منبرا للشباب يتحدثون من خلاله عن قضاياهم وأحلامهم وأمنياتهم.

كما قدم جمال الشاعر في فترة التسعينيات واحدا من أشهر البرامج التي تناولت مشاكل الناس وعرضها بشكل درامي وهو برنامج "بين الناس"، وعند سؤاله عن تشابهه مع البرنامج الشهير الذي كان يقدم في السبعينيات "حياتي"، قال: "برنامج حياتي بالطبع من البرامج المهمة والتي قد تربينا عليها جميعا وكان يتميز بأسلوبه المختلف وقت عرضه، أمام برنامج بين الناس هو نوع من الإحياء والتجديد لنفس الفكرة وهو النزول للشارع وجعل حلول المشاكل تأتي من الجمهور".

وعن أشهر برامجه "الجائزة الكبرى"، قال إنه كان النقلة الكبرى في مسيرته الإعلامية فمن خلاله جعل الناس يتحدثون عن الدين من منظورهم الخاص ولم يتم استضافة شيخا واحدا على مدار خمسة عشر عاما هي مدة إذاعة حلقات البرنامج، وبأنه يحمد الله بأنه لم يحدث أي خطأ خلال مدة إذاعة البرنامج والذي قد أشاد به شيخ الأزهر الرحل محمد سيد طنطاوي.

ومن أبرز البرامج التي اشتهرت بالتلفزيون المصري، وكانت حققت صدى كبيرا هو برنامج "كلام من دهب" للإعلامي طارق علام والذي ارتبط به الجمهور بشكل كبير، وقد أوضح "علام" لـ"الوطن": "أنا محظوظ وحظي سعيد جدا في بدايتي حيث كنت صغيرا جدا وقت دخولي التلفزيون وتربيت في جريدة الأهرام وكنت أبلغ من العمر 22 عاما، وبعد تخرجي من كلية الشرطة التحقت بالدراسات العليا في كليه الإعلام وبدأت مبكر جدا وشاهدت وتتلمذت على يد عمالقة الإعلام، وقتها دخول التلفزيون لم يكن "بواسطة" أبدا بل اختبارات لابد من اجتيازها أولا".

وأضاف "علام": "سهير الأتربي رحمة الله عليها كانت حريصة على تقديم خريطة برامج بها تعبر عن الأسرة بشكل به حرية والتزام سياسي فنتذكر برامج "عالم الحيوان"، "العلم والإيمان"،"من الألف إلى الياء"و "مواجهة" واهتمت بالخطاب الديني مع الشيخ الشعراوي وبرامج مفيد فوزي وكلام من دهب، ومسابقات الشارع والمسابقات المختلفة التي كانت تقدمها نجوى إبراهيم، فقد كان التلفزيون المصري يقدم احتياجتنا كمواطنين، وللإسف حاليا بعض القنوات الذي يديرها أصحاب المال يتم الاستعانة ببعض المتخصصين والاستعانة ببعض الآخر، والذي لم يكن لدية خبرة".

وقال طارق علام، إن "أكثر ما أسعدني حينما فوجئت في رمضان الماضي بأنني حتى الآن أتلقى مكالمات من الجمهور يطالبون بتقديم برنامج "كلام من دهب" رغم كل هذه السنوات، وأرجع هذا إلى المجهود الرهيب الذي كنا نبذله واحترمنا لشغلنا، فأتذكر برنامج كلام من دهب كنا نصوره مثلا في ساعة مثلا وكان المونتاج يتم في يوم ويوم ونصف أحيانا وكنا نسهر على المونتاج بشكل متواصل حتى ننتهي وهذا دليل على احترمنا الشديد للعمل".

وعن كواليس وذكرياته مع برنامج "كلام من دهب" قال الإعلامي طارق علام: "اتذكر وقت دخولي التلفزيون كنت بدخل بمظاهرات واطلع بمظاهرات بسبب حب الجمهور لي وقتها وصدى البرنامج وهذا شئ كان يسعدني جدا، ولا أنسى دعم عدد كبير من أساتذتي ليا المخرج الكبير إبراهيم عكاشة وأمي الراحلة سهير الأتربي وعدد من زملاء الرحلة من فريق إعداد فعلا كانت أوقات جميلة جدا".

ووصفت الإعلامية الشهيرة سوزان حسن، ذكرياتها وبداية عملها في التلفزيون المصري: "بدأت في الالتحاق بماسبيرو عام 1986 ودخلت مدرسة ماسبيرو فهي بالفعل مدرسة ومهما تكلمنا على القنوات الخاصة لا يوجد إطلاقا مقارنة بين تلفزيون الدولة والقنوات المتخصصة، لإننا كمذيعين لم نطلع للشاشة ببساطة وسهولة فأتذكر إنني مكثت 6 أشهر في الاستديوهات في متابعة المذيعين والمذيعات حتى أخذ منهم الخبرة، وكان التلفزيون بالنسبة لي رسالة فهو تلفزيون الدولة ويحمل مسؤولية كبيرة وهي تعليم الشعب وتوجيهه في وقت كان فيه إعداد أميين كتير".

وأضافت "سوزان": "للأسف حاليا أصبح هناك تراجع في أخلاقيات الناس بسبب أن تلفزيون الدولة لم يكتمل وظهور القنوات الخاصة التي أحدثت نوع من العشوائية ووجود فوضى في الإعلام وهذا لا يعني أنه لا يوحد قنوات خاصة محترمة، من وجهه نظري المشكلة التي حدثت لماسبيرو نتيجة تضخم قنواته بلا داعي فتلفزيون الدوله في أي دولة أوروبية أو إفريقية 3 قنوات فقط أولى للعامة وثانية ثقافية والثالثة للإبداع، كما أن هوس موجة القنوات الخاصة أثر على التلفزيون بشكل كبير وسحب عدد كبير من الكفاءات سواء مذيعين أو مخرجين أو مصورين لأن القطاع الخاص يعطي فلوس أكتر بكتير.. كما أنه حدث تضخم كبير في عدد القنوات وصلنا لأكثر من 25 قناة فهذا أحدث الخلط والخطأ نحن أبناء ماسبيرو في حزن شديد على ما وصل إليه ماسبيرو حاليا في وقت كان فيه ماسبيرو عملاق وله مكانته".

واسترجعت الإعلامية سوزان حسن ذكرياتها مع ماسبيرو: "عندما نتحدث عن التلفزيون المصري نتذكر فوازير رمضان للمخرج فهمي عبد الحميد، والتي مازالت عايشة حتى الآن ولم يستطيع أحد تقديم فوازير مثلها ومازالت لها مشاهدين حتى الآن رغم هذه الفترة الطويلة على تقديمها، ورغم التكاليف الباهظة للقنوات الخاصة إلا أنها فشلت أن تقدم والفوازير التي قدمها التلفزيون المصري ونتذكر أيضا محمد فاضل، الذي قدم دراما صادقة عايشة معنا حتى الآن، عندما نتحدث عن تلفزيون الدولة فهو يخص جميع شرائح المجتمع المزارعين مثل "سر الأرض"، والبرامج العمالية والثقافية والقناة الثانية والبالية والفن الشعبي والمسرح المصري، التلفريون المصري في وقت كان قضى على الدروس الخصوصية، البرامج التعلمية التي كانت يقدمها التلفزيون المصري كانت محاربة الدروس الخصوصية بشكل كبير وكان يعتمد عليها جميع الطلبة فهذه هي فكره تلفزيون الدولة خدمة الشعب وتطويره لكن للأسف الرسالة ضاعت".

وأكدت "سوزان": "مازال لدى الأمل في عودة ماسبيرو مرة أخرى بقوتة وشروطه وجذوره، كما أنه لابد من وقود رقابة صارمة على القنوات الخاصة لما نراه من مهازل في مستوى تقديم البرامج فاتعجب عندما أري مذيعة تقوم ترقص على الهوا مع الضيف أين هيبة المهنة، ووقارها الذي اعتدنا عليه منذ انطلاق المذيعين في ماسبيرو".

كما كان من أبرز الوجوه المميزة في التلفزيون المصري الإعلامية سهير شلبي، والتي أكدت في إحدى لقاءاتها التلفزيونية أنها فور تخرجها من الجامعة ذهبت إلى التلفزيون المصري، ووصفت بأنها قضت أجمل سنوات حياتها داخل مبنى ماسبيرو وعن عشقها للإذاعة أكدت أنها بدأتها منذ سنوات الدراسة فكانت مذيعة في الإذاعة المدرسية وبعد تخرجها رأت إعلان عن طلب مذيعات للعمل في ماسبيرو، فتقدمت وخاضت امتحانات القبول ونجحت بها وكان من زملاؤها الذين بدأت معهم الإعلاميات فريدة الزمر وسلمي الشماع.

وقدمت "سهير" خلال مشوارها الإعلامي عددا من البرامج التي حققت نجاحا مثل: "نجوم في القلب، دردشة".

كما كانت الإعلامية نجوى إبراهيم واحدة من الوجوه المميزة والتي قد حققت نجاحا كبيرا خلال مشوارها الإعلامي وإرتبط بها الجمهور بشكل كبير وبالأخص الأطفال حينما قدمت برامج الأطفال لسنوات عديدة.

وكانت بدأت الإعلامية نجوى إبراهيم عملها في التلفزيون المصري كمذيعة في ماسبيرو في عام 1963، وقدمت العديد من البرامج وكان من أشهرها "اخترنا لك" وبرامج المسابقات الأشهر "فكر ثواني وإكسب دقايق"، كما اشتهرت بتقديم عدد من برامج الأطفال كان من أشهرها برنامج "عصافير الجنة"، والذي ظهر به شخصية عرائس الأطفال الشهيرة "بقلظ" والذي حقق نجاحا كبيرا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وبعد نجاح البرنامج وشخصية "بقلظ" تم تقديم برنامج "صباح الخير" للأطفال.


مواضيع متعلقة