لقبوه بالوحش.. مأساة طفل فقد وجهه بسبب الكلاب وخضع لـ 50 عملية جراحية

لقبوه بالوحش.. مأساة طفل فقد وجهه بسبب الكلاب وخضع لـ 50 عملية جراحية
وجه مشوه ومحطم، آلام نفسية، 50 عملية جراحية، تلك الكلمات هي ملخص مأساة يعيشها طفل صغير لم يتعد عمره الـ 6 أعوام، لتضاف إلى مشاكله أزمة التنمر حيث يلقبه أصحابه بـ"الوحش" دون أن تشفع له ضحكته المرحة وقلبه الأبيض واللذان كانا دافعه للاستمرار ومكافحة قسوة تلك الحياة التي يعيشها.
البداية في عام 2015، عندما كان الطفل رايدر ويلز عمره 21 شهرا فقط، وتعرض لهجوم شرس من كلبين من نوع "روت وايلر"، ما تسبب في تمزق وجهه وإصابات بالرئة والجسد، ليتم نقله إلى المستشفى جوا، في حالة سيئة للغاية وسط صرخات والدته المنهارة وكل أملها إنقاذه.
قضى الطفل الصغير 14 ساعة متواصلة في غرفة العمليات، وحذر المسعفون والدته "بريتاني" من الاستعداد للأسوأ والتعايش مع فقدانه نظرا لحالته الصعبة للغاية في ذلك الوقت، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
روت "بريتاني" كواليس الهجوم البشع ، قائلة إنها كانت تتناول وجبة الإفطار مع اثنين من أصدقاء العائلة داخل منزلها في منطقة "جرانيت فولز" بولاية نورث كارولينا" الأمريكية، وكان "رايدر" يحب الزحف نحو ألعابه في الحديقة والعودة إلى المنزل من أجل تناول لحم الخنزير المقدد، ولكنه بعد قليل اختفى ولم يعد إلى المنزل، وعندما نظرت من النافذة كان في الحديقة وملابسه ممزقة بالكامل، وعندما حملته كان وجهه قد اختفى وتغطيه الدماء.
وعلقت الأم على هجوم الكلاب، قائلة "كانوا بخير تماما ولذلك لا أعرف أي شئ عما حدث معهم وجعلهم يهاجمون صغيري، تم نقلهم عن طريق التحكم في الحيوانات وقتلهم في نفس اليوم".
ولم يكن الأطباء متفائلين بشأن حالة الصغير، إذ أنه كان صغيرا للغاية في ذلك الوقت وإصابته خطيرة، وهي ثقب في القصبة الهوائية وثقب في الرئة اليمنى، تهتك في الجمجمة، كما فقد كل خده الأيمن وأسفل جفن عينه، 75% من شفته، وكسرت أسنانه وكسور في ذراعه.
خضع "رايدرط حتى الآن لـ50 عملية جراحية من أجل استعادة وجهه الطبيعي وتعافيه، وكان عليه تعلم تناول الطعام والشراب، وحضور رياض الأطفال، ودائما ما كان يذهب مرتديا قبعة ونظارة لإخفاء تشوه ملامحه ولكن بالرغم من معاناته وانتظاره للخضوع لسلسة من العمليات الجراحية التجميلية، لم يرحمه الأباء أو الأطفال الذين يطلقون عليه اسم "الوحش".
وكان يعلم بالفعل أن الناس يتحدثون عنه وتعرضه للتنمر المستمر ولكنه لم يبالي حيث تحاول أمه الترفيه عنه ومداراة خوفها عليه، وتحاول التحدث في وسائل الإعلام لرفع مستوى الوعي حول الآثار التي يمكن أن تحدثها البلطجة على شخص يعاني من تشوه في الوجه حيث من المقرر أن يبدأ "رايدر" الصف الأول في سبتمبر.
ومن المتوقع أن يخضع الطفل لمزيد من العمليات الجراحية حتى يشفى تمامًا، بما في ذلك إعادة بناء الأنف وعمل الأسنان لاستبدال أسنانه المكسرة، حيث قال الأطباء إنه لن يتمكن من تناول الطعام بشكل طبيعي، فلديه الآن ثمانية أسنان فقط لكنه يأكل كل شيء طالما كان مهروسا وليس صلبا، وهو قوي للغاية وتعلم التأقلم مع حالته ولديه الكثير يحبونه ويدعمونه.