«إنتيسا سان باولو» الإيطالية: نتوقع نمو الاقتصاد المصرى بنسبة 4% بعد الانتخابات

«إنتيسا سان باولو» الإيطالية: نتوقع نمو الاقتصاد المصرى بنسبة 4% بعد الانتخابات
توقع قيادات مجموعة إنتيسا سان باولو الإيطالية تحسن الاقتصاد المصرى خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية، باعتبارها خطوة نحو الاستقرار، مؤكدين أنهم يخططون للتوسع فى السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة، عبر تنفيذ خطة مدتها 4 سنوات.
وقال إيجناسيو جاكوتاو، رئيس قطاع إدارة البنوك الدولية التابعة لمجموعة بنك إنتيسا سان باولو، خلال مؤتمر صحفى بمقر البنك الرئيسى فى مدينة تورينو الإيطالية، إن مصر تعد دولة محورية بالنسبة لنا فى الخطة التوسعية بالأسواق الخارجية، مشيراً إلى أن خطة مجموعته للتوسع فى مصر ستركز على خدمات التجزئة المصرفية، وتمويل الشركات فى القطاعات الأقل مخاطر، مثل البترول والغاز والتغذية. لافتاً إلى أن محاور الخطة التوسعية للسنوات الأربع المقبلة تهدف إلى تحقيق معدلات نمو تصل إلى 10% فى الودائع والقروض سنوياً، عبر 3 محاور أساسية، هى تحقيق معدلات نمو جيدة، والتوسع فى مجال الأعمال، وتحسين الشبكة المعلوماتية، لافتاً إلى أن معدل كفاية رأسمال بنك الإسكندرية وصل إلى 17%، وهو يزيد على متطلبات البنك المركزى فى ذلك الشأن بنحو 7%، لذا لا توجد لدينا حاجة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات فى رأسمال البنك. وقال: «رغم ما شهدته مصر من أحداث سياسية أثرت بشكل سلبى على الوضع الاقتصادى خلال السنوات الماضية فإننا نتوقع نمو الاقتصاد المصرى بنسبة 4% سنوياً خلال الفترة المقبلة، إذا تحسن الوضع السياسى بعد الانتخابات الرئاسية»، مشدداً على أن المجموعة الإيطالية ترغب فى تنمية استثماراتها فى مصر ولا توجد لديها نية لبيع حصتها فى بنك الإسكندرية. وأشار إلى أن المجموعة جاءت إلى مصر لتستثمر فيها، لا لتخرج منها، قائلاً: «عندما جئنا إلى مصر وجدنا السجلات فى بنك الإسكندرية لا تزال مكتوبة باليد، وقمنا بضخ استثمارات لتطوير البنك هى الأكبر على مستوى استثماراتنا فى المصارف بالدول الأخرى»، لافتاً إلى أن قاعدة عملاء البنك تتجاوز 8 ملايين عميل فى 40 دولة. وأضاف: «نعلم أن الظروف التى تمر بها مصر مؤقتة»، لافتاً إلى أن الدعم العربى ساهم فى تعزيز احتياطيات الدولة من النقد الأجنبى ودعم الموقف الاقتصادى خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن دفع معدلات النمو الاقتصادى خلال الفترة المقبلة سيتوقف على تحقيق الاستقرار والمساعدات والاستثمارات التى سيقوم بضخها أصدقاء القاهرة فى الاقتصاد.
فابريزيو جيانلوكا، مسئول فى قطاع إدارة البنوك الدولية التابعة للمجموعة، قال إن مصر من أهم الأسواق الخارجية التى تعمل فيها مجموعة إنتيسا سان باولو الإيطالية، مشيراً إلى أن شبكة فروع مؤسسته الخارجية تصل إلى 1400 فرع حول العالم.
وأضاف: «ندير أصولاً تتجاوز قيمتها 600 مليار يورو»، مشيراً إلى أن حجم القروض الممنوحة من مصرفه تتجاوز 372 مليار يورو، وهو ما يشير إلى أن موقف السيولة لدى مجموعته جيد جداً، وهو ما ساعد فى تخطى الأزمة المالية العالمية بثبات.
وكشف عن أن المجموعة تستعد لتوزيع الأرباح خلال الفترة المقبلة، فى إطار خطة تستهدف خفض التكاليف وتحسين أداء الإيرادات، مؤكداً أنه سيتم إغلاق نحو 800 فرع من إجمالى 5 آلاف فرع فى السوق الإيطالية فى إطار خطة إعادة هيكلة الانتشار الجغرافى وإعادة توزيعه، بما يحقق أعلى عائد وأقل تكلفة، لافتاً إلى أنه لن يتم الاستغناء عن أى عامل لدى المجموعة، سواء فى السوق الإيطالية أو خارجها.
من جهته قال جيانلوكا سالسيشى، رئيس مكتب الاقتصاد الدولى وإدارة البحوث بالمجموعة الإيطالية: «نوجد فى الأسواق التى تسرع فى معدلات نموها الاقتصادى، ومصر على رأس قائمة الدول التى نركز على التوسع فيها رغم ما شهدته من أحداث خلال الآونة الأخيرة»، لافتاً إلى أن متوسط معدل النمو الاقتصادى فى الدول النامية تجاوز 5%، بينما سجل نحو 2% فقط فى الدول المتقدمة.
وأكد أن ما يحدث فى مصر مؤقت، وأن التباطؤ الاقتصادى يرتبط بتراجع إيرادات مثل السياحة والاستثمارات الأجنبية، وأنه من المتوقع أن يحقق الاقتصاد نمواً خلال المرحلة المقبلة بمجرد استقرار الأمور، قائلاً: «لهذا نتوقع تزايد النمو فى مصر مستقبلاً».
باسل رحمى، الرئيس التنفيذى لقطاع التجزئة المصرفية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، قال إن مجموعة إنتيسا سان باولو تهتم كثيراً بالسوق المصرية التى تحتوى على 90 مليون مواطن، 40 مليوناً منهم تحت الـ30 سنة، كما أنها تمثل ارتكازاً محورياً فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف أنه تم تنفيذ استراتيجية عمل خلال السنوات الأربع الماضية تم وضعها من قبل «المركزى» الرئيسى فى ميلانو بدقة، مما أعطانا دفعة لوضع أقدامنا بشكل أقوى فى السوق المصرية، متوقعاً أن تسفر الخطة الموضوعة للمرحلة المقبلة عن نمو المركز المالى للبنك وزيادة الحصة السوقية.
وكشف عن أن المجموعة الأم خصصت مبالغ تقدر بنحو 400 مليون جنيه سيتم ضخها فى بنك الإسكندرية، بواقع 100 مليون جنيه سنوياً لتطوير البنية التحتية، ومنها شبكة الفروع والأنظمة المصرفية، لافتاً إلى أن البنك يستمد قوته من شبكة فروعه المنتشرة فى كافة المحافظات وقاعدة العملاء البالغة 1.6 مليون عميل والخطط التوسعية.
وأشاد رحمى بالدور القوى الذى لعبه البنك المركزى المصرى فى السوق المحلية خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث أسفرت سياساته وحزم الإجراءات والقرارات التى أصدرها وإدارته للمرحلة الماضية عن الحفاظ على الاتزان النقدى داخل السوق المصرية، رغم ما مرت به البلاد من صعوبات، خلال الفترة الماضية.