9 أسئلة توضح.. هل انتهى كورونا في مصر؟

كتب: ماريان سعيد وسمر صالح

9 أسئلة توضح.. هل انتهى كورونا في مصر؟

9 أسئلة توضح.. هل انتهى كورونا في مصر؟

أخبار متتالية لانخفاض أعداد الإصابات، تلاها بشرى بغلق عدد من مستشفيات العزل والمدن الجامعية المخصصة للعزل خلال الأيام القليلة الماضية، بعد معركة دامت 4 أشهر في مواجهة فيروس كورونا المستجد، عادت بعدها المستشفيات للعمل بشكل طبيعي في استقبال المرضى بمختلف التخصصات بعيدًا عن كورونا، في مؤشر جيد لضعف قوة انتشار كوفيد 19 وتخطي مرحلة الذروة في مصر.

تزامنا مع غلق عدد من المستشفيات، بدأت الحياة تعود بشكل تدريجي، وجرى تقليل عدد ساعات الحظر وفتح المحلات والمطاعم والمولات وفقًا لضوابط وإجراءات احترازية، ما دفع الكثيرون إلى التساؤل عن مصير فيروس كورونا في مصر.

مستشفيات ومدن جامعية أغلقت أبوابها من العزل إلى العمل بشكل طبيعي

الأيام الماضية، أغلق عدد من مستشفيات العزل والمدن الجامعية أبوابه بعد انخفاض محلوظ في عدد الإصابات، ففي محافظة الأقصر، بدأ التجهيز الثلاثاء الماضي لخروج المدينة الشبابية الدولية في الطود، من قائمة مستشفيات العزل الصحي لمصابي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بعد تعافي آخر 15 حالة من كورونا، ليصبح إجمالي حالات التعافي 316، وذلك منذ تحويلها وتخصيصها لعزل حالات كورونا في 19 أبريل الماضى.

الدكتور سعد مكين وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أعلن إغلاق دور كامل في مستشفى الحجر الصحي بتمي الأمديد لقلة الإصابات، مؤكدا أنّ سعة المستشفى 136 سريرًا وعدد المرضى حاليًا 62 مريضًا بالمستشفى.

وجرى إخلاء المستشفى الميداني في أبوقير، قبل 4 أيام، بعد خروج آخر مصاب وتعافيه، ليكون ثاني مستشفى عزل يتم إخلاؤه في الإسكندرية، بسبب انحسار أعداد مصابي فيروس كورونا المحولين إليه من المستشفيات الأخرى، بعدما كان بسعة 200 حجرة للمرضي.

وشهد الشهر الماضي، تعافي جميع مصابي كورونا في مستشفى النجيلة، وبدأت إدارة المستشفى تنفيذ خطة للتعقيم الشامل لجميع أقسام وعيادات وطرقات وغرف المستشفى وقسم الإدارة والاستقبال، ومعامل التحاليل والحمامات وغرف الأشعة، وتعقيم جميع الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة، للكشف على المرضى، إضافة إلى التخلص من النفايات بشكل آمن.

ما سبب انخفاض إصابات كورونا.. وهل هي نهائية؟

الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصادات الصحة وعلم الأوبئة، قال إنّ أي وباء يمر بعدة مراحل، تتمثل في التفشي والتشبع والذروة، ومن ثم فقلة عدد الإصابات عادة ما يعود لسببين، الأول اكتساب مناعة والآخر انقطاع سلسلة التفاعل بين المصابين باتباع الإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامات، وغيرها من الإجراءات، وبالتالي انعكاس الأسباب يتسبب في موجات ارتدادية.

وأوضحت الدكتورة أماني مختار أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي بكلية الطب جامعة عين شمس، أنَّه أصبح من الضروري أن يدرك المواطنون وخصوصًا غير الملتزمين بالإجراءات، أنّ كورونا مرض خطير يحتاج لاتباع إجراءات احترازية استثنائية، خاصة مع عودة الحياة.

انخفاض مرضى كورونا على أجهزة التنفس الصناعي.. هل أصبح كورونا أقل شراسة؟

انخفاض ملحوظ في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، خلال الأيام القليلة الماضية، إذ لم يتبق إلا 111 مريضًا فقط على أجهزة التنفس الصناعي بمستشفيات العزل، في نهاية الأسبوع الماضي، وهذا أقل عدد منذ أشهر طويلة خلال الأزمة الحالية، بحسب تصريحات الدكتور شريف وديع، مستشار وزيرة الصحة للطوارئ.

الدكتور محمود الأنصاري استشاري أول الكائنات الدقيقة وأمراض المناعة، فسّر سبب تراجع أعداد المرضى على أجهزة التنفس الصناعي لـ111 مريضا فقط، بأنّ عائلة الفيروسات التاجية التابع لها كورونا جزء من مادتها الوراثية يعرف بالجينات الإضافية، وهي المسؤولة عن إحداث المرض وشدته على البشر، وهذا الجزء يفقد حدته مع كثرة انتقاله بين البشر حتى يصبح الفيروس غير قادر على إنتاج نسل جديد له.

وحين يصبح الفيروس غير قادر على إنتاج نسل جديد تضعف حدته ولا يحدث آثارا قوية على البشر، وبحسب قول الأنصاري لـ"الوطن"، قد يصيب الإنسان ولا يؤدي إلى أي عرض شديد كما كان في بدايته.

ولفت استشاري أول الكائنات الدقيقة وأمراض المناعة، إلى أنّ فيروس كورونا سيستمر في الضعف ولن يرحل كباقي أفراد عائلة كورونا التاجية، أي أنّه سيستمر في الضعف حتى يتوطن ويصبح كأي دور برد عادي لن يحدث خطرًا شديدا على صحة الإنسان.

هل التراجع يعود لارتفاع درجات الحرارة؟

وقالت الدكتورة نهلة عبدالوهاب استشاري المناعة، إنّ الفيروسات التاجية، عادة ما كانت تقضي عليها الحرارة، لكن ذلك لم يتحقق في فيروس كوفيد 19، مشيرة إلى أنّه فيروس متحور، وعدم وجود علاج أو لقاح له جعله غامضا، ولا يمكن التنبؤ بآثاره.

وأكدت عبدالوهاب، في حديثها لـ"الوطن"، أنّه لم يثبت بعد علاقة بالفيروس بالحرارة، إذ إنّه نشط في البلاد الحارة بالفعل، وما نراهن عليه مناعة الجسم، ويجب مقاومة الإجهاد الحراري، وشرب الكثير من السوائل طوال اليوم، بما يعادل 3 لترات في اليوم، وتجنب الإجهاد الحراري، وعدم التعرض للشمس.

ما هي الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها في الفترة الحالية؟

قالت الدكتورة أماني مختار استاذ الطب الوقائي بجامعة عين شمس، إنّه من الضروري الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل غسل الأيدي بشكل دوري من 20 لـ30 ثانية، ومراعاة التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة خصوصًا في المواصلات لضيق مساحتها أو العمل لكونه مكانا مغلقا، مشيرة إلى أنّ أول ما يجب فعله هو توعية المواطنين بخطورة المرض وطرق نقله بالرذاذ.

هل هناك ضرورة للكمامة في الوقت الحالي؟

واحدة من أهم الإجراءات التي يجب اتباعها، تقول مختار موضحة أنّ هناك طريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة لنقل العدوى، فالأولى تتمثل في العطس ورذاذ الفم، والثانية عن طريق ملامسة الأسطح، وهو ما يتعرض له المواطن في المواصلات أو محيط العمل دون السماح بغسيل الأيدي المتكرر، وبالتالي يجب ارتداء كمامة مع الحرص بعدم ملامسة الوجه.

هل هناك إجراءات إضافية يمكن اتباعها؟

قالت إنَّه على سبيل المثال الأظافر تحمل الميكروبات ويجب عند غسل الأيدي الاهتمام بنظافتها من الداخل والخارج وغسلها بالماء والصابون، وهو ما يصعب تحقيقه حال طول الأظافر والحاجة للغسيل الدوري لليدين على مدار اليوم وبالتالي قص الأظافر واحدة من أهم طرق الحفاظ على نظافة اليدين وضمان عدم نقلها الفيروسات.

إلى جانب تعقيم كل الأدوات الشخصية أيضًا النظارة أو الإكسسوارات التي نرتديها خارج المنزل وتعقيبها بمجرد العودة للمنزل، نظرًا لالتصاق الفيروس بالأسطح، ما يمثل خطورة العدوى، أيضا أشارت إلى العادات الأخرى التي تتمثل في لمس الوجه أو الشعر، ما يجعل من الضروري الانتباه لهذه العادات، لأنّها قد تكون خطرة.

متي يجب الالتزام بالعزل المنزلي؟

قالت الدكتورة نهلة عبدالوهاب استشاري البكتريا والمناعة، إنّ الحالات البسيطة هي حالات لا تعاني من ضيق تنفس ولا ارتفاع في درجات حرارة الجسم، إذ  يكون الجهاز المناعي للمصاب قاوم الفيروس، وبالتالي تكون أعراضه بسيطة لكنه قد ينقل العدوى لغيره، وبالتالي يجب أن يخضع للعزل المنزلي.

وتابعت استشاري البكتريا والمناعة لـ"الوطن"، أنّ المريض بهذه الحالات يجب أن يخضع للعزل أسبوع، والمخالطين له 15 يوما، نظرا لأن فترة الحضانة 14 يوما، أما هو يكون الأسبوع فيصل بالنسبة له، سواء بالاستجابة للعلاج أو اضطراراه لزيارة المستشفى.

ما هي الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها عند النزول للأندية الرياضية؟

وأكدت مختار، ضرورة تفقد الإجراءات الوقائية التي تتبعها المؤسسات وخصوصا الأندية الرياضية قبل الفتح، لحماية المشتركين، مشيرة إلى أنّه من الممكن إلغاء بعض الرياضيات التي تعتمد على الاحتكاك أو التلامس مثل الرياضات القتالية التي يوجد بها حركات تعرض اللاعب للرذاذ وتنفيس المنافس، أو الرياضيات التي بها احتكاك، حتى في حال اتخاذ الاحتياطات والكشف الطبي على الطلاب.

وفيما يخص حمامات السباحة والرياضات المائية، قالت إنّ نسب الكلور في المياه قد تساهم في الحفاظ على عدم نقل العدوى مع مراعاة أعداد الذين في المياه والكشف الطبي عليهم لضمان سلامتهم قبل نزول الحوض، مثل قياس درجة الحرارة وعدم مخالطته لحالات وغيرها.

كيف يمكن أن تعود الأفراح وقاعات المؤتمرات في ظل وجود فيروس كورونا؟

الدكتور شريف حتة، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، بدأ حديثه لـ"الوطن"، بالتأكيد على أنّ تنظيم المؤتمرات وفقًا للإجراءات الاحترازية ليس أمر صعب، خاصة إذا تم ترقيم المقاعد وووضعها على مسافات متباعدة وفقًا لترتيب الأرقام، حسب تعبيره.

ارتداء الكمامات الطبية للحضور بقاعة المؤتمر مع الحرص على تعقيم الأيدي قبل الدخول، خطوة أخرى أكد عليها حتة، كأحد ضوابط عودة المؤتمرات في ظل كورونا، لافتًا إلى أنّه من الأفضل إيجاد وسيلة تهوية بالمكان لتجديد الهواء بشكل متكرر داخل القاعة.

أما عن عودة الأفراح في ظل كورونا، فهي المعضلة الأكبر، بحسب قول حتة، إذ إنّ الأفراح قائمة على التقارب بين الحضور، وهنا يجب على أصحاب القاعات تحديد أعداد محددة للحضور حسب مساحة المكان مع التشديد على عدم الدخول إلا بارتداء الكمامة الطبية.

وتابع استشاري الطب الوقائي أنّ أحد أهم ضوابط عودة الأفراح في زمن كورونا، يتمثل في منع الأكواب وأدوات الطعام العادية واستبدالها بالبلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وإن كان من الأفضل منع الطعام والاكتفاء بتقديم شوكولاتة للحضور لمنع العدوى من خلال استخدام أدوات الطعام والشراب.


مواضيع متعلقة