مبادرات الأزهر بوابة استقرار الأسرة.. المرأة والطفل على رأس الأولويات

مبادرات الأزهر بوابة استقرار الأسرة.. المرأة والطفل على رأس الأولويات
- شيخ الأزهر
- الأزهر الشريف
- مشيخة الأزهر
- الدكتور أحمد الطيب
- البابا فرنسيس
- بابا الفاتيكان
- شيخ الأزهر
- الأزهر الشريف
- مشيخة الأزهر
- الدكتور أحمد الطيب
- البابا فرنسيس
- بابا الفاتيكان
عمل الأزهر الشريف، خلال السنوات الماضية، على تحقيق الإاستقرار للأسرة المصرية، لما كانت هناك ضرورة ملحة لوضع قواعد حاكمة للعلاقة بين الرجل والمرأة.
وشددت المبادرات الأزهرية خلال السنوات الماضية، على ضرورة خلق منظومة تشريعية وقيمية ومجتمعية متكاملة، تحمى المرأة من الضغوط الاجتماعية المنافية للشرائع السماوية، وتصون كرامتها، وتبعد عنها ممارسات العنف أو الاستغلال الجنسى، تأكيدا على عدم تسلط أى طرف على الآخر، حفاظا على تماسك الأسرة التى تمثل أهم أركان المجتمع الرشيد.
وفي تقرير لـ"صوت الأزهر"، الصادرة عن مشيخة الأزهر، نشرته عبر بوابة الأزهر الرسمية، أكدت أن المظلة الآمنة التى أقرتها الشريعة الإسلامية والقوانين والأعراف المجتمعية تحرص دائما على منع استغلال المرأة، وصيانة وضمان وتوثيق حقوقها
حيث نادى بها الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ووقف داعما ومناصرا لها بمواقف تاريخية خالدة، وعبر إصدار العديد من الوثائق المحلية والعالمية، كان آخرها وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقع عليها الإمام الأكبر والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، التى أكدت فى أحد بنودها على حقوق المرأة، وشددت على أن الاعتراف بحقها فى التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية ضرورة لا يجب التفريط فيها.
وشهد العام المنصرم، انحياز الإمام الأكبر التام للمرأة وانتصاره لكرامتها وحريتها وحقوقها، حيث كان ملف دعم حقوق المرأة والطفل من أهم القضايا التى أولاها الإمام الأكبر اهتماما كبيرا، حيث خصص برنامج "حديث شيخ الأزهر" طوال شهر رمضان المبارك لمناقشة قضايا الأسرة المسلمة، والحقوق التى أقرها الإسلام للزوج والزوجة، وكيفية الحفاظ على الكيان الأسرى، واحترام حقوق المرأة وكرامتها الإنسانية، واستغلال طاقاتها المهدرة بوصفها شريكا رئيسا للرجل فى بناء الأسرة وصناعة النهضة.
كما خصص قسم لفتاوى المرأة بمركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية، يعمل به مجموعة من المفتيات المتخصصات للرد على تساؤلات النساء، كما حرص الإمام الأكبر على دعم حقوق الأطفال والاهتمام بمستقبلهم كونهم أهم دعائم الأسرة المصرية، مؤكدا خلال مشاركته بمؤتمر قمة الأديان بالفاتيكان تحت عنوان: "تعزيز كرامة الطفل"، أن حقوق الطفل فى شريعة الإسلام متنوعة ومحمية بعقوبات شرعية رادعة، وأن هذه الحقوق تمثل مقصدا مقدسا من مقاصد الإسلام وجميع الأديان، ومبررا من مبررات الشرائع الإلهية.
وأكد أن قضية أطفالنا ومستقبلهم الغامض المضطرب فى مرآة التكنولوجيا الحديثة، والعالم الرقمى الجديد، تقلق بال كل بيت وكل أسرة فى الشرق والغرب على السواء، بسبب استحواذ الهواتف الذكية عليهم، مما ينذر بأمراض نفسية واجتماعية تتربص بأطفالنا، مشددا على ضرورة أن يسعى سائر العقلاء من المفكرين والسياسيين، وأصحاب القرارات السياسية الدولية إلى التصدى والمواجهة والبحث الجاد عن مخرج من هذه الأخطار المحدقة بأطفال اليوم وشباب المستقبل وفرسانه، حتى لا نضيف إلى مآسينا الحضارية مأساة جديدة تصيب الإنسانية، بعدما بات واضحا لممثلى الأديان ولكل ذى قلب وضمير أن هذا التطور "الرقمى" قد سرق من هذه الكيانات البشرية الضعيفة براءتها وأحلامها، وأوشكت أن تتحول إلى "أرقاء" فى أيدى الذين لا يؤمنون إلا بالأرض و بالمادة وحدها.
وسعيا للحفاظ على كرامة الطفل وحل مشكلاته النفسية ومشكلات التربية داخل المنزل، أطلق الأزهر حملة "جنة" لمناهضة العنف ضد الأطفال، والتوعية بحقوقهم واحتياجاتهم النفسية والاجتماعية، وتوضيح الأسس التربوية للبناء النفسى السليم للأطفال بعد تألم الإمام الأكبر كثيرا بعد سماع ما ارتكب من جريمة وحشية بحق الطفلة البريئة "جنة".
وقال: "إن ما تعرضت له الطفلة (جنة) من حرق وتعذيب هو فاجعة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الآن صعدت روحها البريئة إلى بارئها تشكو ما حل بها من ألم وعذاب فى غفلة منا جميعا، ما حدث للطفلة (جنة) يضعنا جميعا أمام مسئولياتنا تجاه أطفالنا وأبنائنا، ولنعلم جميعا أننا محاسبون أمام الله عليهم"، وتكفل بحالة الطفلة «أمانى» شقيقتها، البالغة من العمر ست سنوات، وعلاجها طبيا ونفسيا وتعليمها وتحمل كافة نفقاتها.
وعقد مسئولو الأزهر العديد من اللقاءات الجماهيرية العامة فى محافظات: الإسماعيلية، وبنى سويف، والمنيا، والدقهلية، والسويس، وجنوب سيناء، حيث عقد ما يقرب من 22000 لقاء وندوة موجهة للتعليم ما قبل الجامعى، والتعليم الجامعى والمقبلين على الزواج أو المتزوجين بالفعل على مستوى الجمهورية.
واستهدفت هذه اللقاءات توعية ما يقرب من 1140000 مواطن حتى نهاية مارس 2020م من مختلف المراحل العمرية، وتعريفهم بأهمية الترابط الأسرى والحفاظ على كيان الأسرة، وكان العنوان الرئيس لهذه اللقاءات: "الأسرة المصرية.. تنشئة وثقافة وبناء"، ويضم عددا من المحاور منها: مهارات التواصل الأسرى، وأهمية الترابط الأسرى ودوره فى استقرار الأسرة، والضمير وأثره فى بناء الفرد والمجتمع.
وأصدرت هيئة كبار العلماء وثيقة حول حقوق المرأة فى 2013، تضمنت 7 محاور رئيسة، هى: قيمة المرأة الإنسانية والاجتماعية، والشخصية القانونية للمرأة، والمرأة والأسرة، والمرأة والتعليم، والمرأة والعمل، والمرأة والأمن الشخصى، والمرأة والمشاركة السياسية.
وقال الدكتور سعيد عامر، الأمين العام المساعد لشئون الدعوة والإعلام الدينى بمجمع البحوث الإسلامية، إن الزواج نعمة من نعم الله تعالى على عباده، وسنة فطرية فطر الله الناس عليها، وأقدس وأوثق حياة بين رجل وامرأة، قال ربنا سبحانه وتعالى: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن".
وأوضح أن الله تعالى، تفضل على عباده بأن أوجد بين الزوجين المودة والرحمة، موضحا أن الزواج يعنى الاقتران والاجتماع والتلاقى بين الرجل والمرأة بعقد يربط بينهما بصفة معينة وبشروط شرعية محددة، مصداقا لقوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواج لتسكنوا إليها جعل بينكم مودة ورحمة"، موضحا أن الإسلام حث على الزواج لما يتميز به من مظلة شرعية وقانونية تحمى الطرفين من عدم تسلط أى منهما على الآخر فى إطار سنه المولى تعالى وأقره الرسول الكريم فى أكثر من موضع للسنة النبوية المشرفة.
وشدد عامر على أن الإسلام أعطى للزوجة المعاملة الطيبة والمعاشرة بالمعروف، لقوله تعالى: "وعاشروهن بالمعروف"، مشيرا إلى أن الشرع الحنيف أوجب على الرجل صيانة المرأة من كل ما يخدش حياءها وكرامتها، وأن يحفظها من كل ما لا يليق، قال صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى"، مضيفا أن النبى صلى الله عليه وسلم كان جميل العشرة مع زوجاته، ودائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم ويضاحكهم، مشددا على أن مثل هذه الصفات من شأنها أن تؤدى إلى الرحمة والمودة والسكينة فى المجتمع
وأكد علي أن التعاون والتكامل بين الزوجين والرحمة تؤدى إلى استقرار المجتمع، وأن المعاشرة بالمعروف تقلل من حالات الغضب والنشوز والطلاق، وتخفض نسبة كبيرة من الأطفال بلا مأوى والمشردين، وتسهم فى تقليل العلاقات بين الرجل والمرأة خارج الإطار الشرعى بما يخدم القواعد الحاكمة لمنظومة تشريعية وقيمية ومجتمعية متكاملة تؤدى إلى استمرار الحياة بإخلاص وتسامح بلا جور على الحقوق وحماية للمرأة وفقا لما أقرته شريعتنا الغراء.