هل الروح هي الفرق الوحيد ما بين الحياة والموت؟.. شيخ الأزهر يجيب

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

هل الروح هي الفرق الوحيد ما بين الحياة والموت؟.. شيخ الأزهر يجيب

هل الروح هي الفرق الوحيد ما بين الحياة والموت؟.. شيخ الأزهر يجيب

واصلت دار الإفتاء المصرية سلسلة فتاواها الخاصة بالغيبيات. ونشرت الدار إجابات حول أسئلة متعلقة بالروح والاستنساخ.

وجاء نص السؤال كالتالي: برجاء التفضل بتوضيح بعض الأمور المتعلقة بالموت والحياة والاستنساخ؛ الروح هي سر الله تعالى كما جاء بقوله تعالى «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا»، فهل الروح لجميع المخلوقات الحية: الإنسان، والنبات، والحيوان؟ هل الروح هي الفرق الوحيد ما بين الحياة والموت؟ السؤال يشمل كل شيء حي بما في ذلك الخلايا والنطفة. وهل الروح تتجزأ أو تتبدل في كائنها؟ وهل الروح تنفخ في الجنين في بطن أمه بأمر الله تعالى بعد 120 يوما من الإخصاب؟

وأجاب عن السؤال الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر والمفتي الأسبق، حيث أكد أنالروح سر من أسرار الله أودعه في جميع المخلوقات الحية من إنسان ونبات وحيوان، ولا يعلم حقيقتها إلا الخالق سبحانه وتعالى «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي».

اضاف: اختلف أهل العلم في الروح؛ هل تموت، أو لا تموت؟ فذهب طائفة إلى أنها تموت؛ لقوله تعالى « كل شيء هالك إلا وجهه»، وقالت طائفة أخرى: إنها لا تموت؛ للأحاديث الدالة على نعيمها وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله تعالى إلى الجسد، ومن هذه الأحاديث ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قبرين فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان من كبير»، ثم قال: «بلى؛ أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله» متفق عليه.

وقال القاضي محمود الألوسي في تفسيره للقرآن الكريم: «موت الروح هو مفارقتها الجسد، فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت، وإن أريد أنها تنعدم وتضمحل فهي لا تموت بل تبقى مفارقة ما شاء الله تعالى، ثم تعود إلى الجسد وتبقى معه في نعيم أو عذاب أبد الآبدين ودهر الداهرين وهي مستثناة ممن يصعق عند النفخ في الصور على أن الصعق لا يلزم منه الموت، والهلاك ليس مختصا بالعدم بل يتحقق بخروج الشيء عن حد الانتفاع به ونحو ذلك».

تابع: المقرر شرعا أن الروح لا تتجزأ ولا تتفرق ولا تتبدل، كما أن الروح تنفخ في الجنين ببطن أمه بعد مائة وعشرين يوما من الإخصاب؛ لما رواه زيد بن وهب عن عبد الله رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح..» إلخ. رواه مسلم في "صحيحه".


مواضيع متعلقة