قتلى وجرحى وتهديد بنسف مفاعل نووي.. ماذا يحدث على حدود أرمينيا وأذربيجان؟

كتب: نورهان نصرالله

قتلى وجرحى وتهديد بنسف مفاعل نووي.. ماذا يحدث على حدود أرمينيا وأذربيجان؟

قتلى وجرحى وتهديد بنسف مفاعل نووي.. ماذا يحدث على حدود أرمينيا وأذربيجان؟

حالة مستمرة من الحرب المشتعلة تشهدها الحدود الأذربيجانية الأرمانية، حيث لم تهدأ جذوتها على مدار الأيام الماضية، ولكن الوضع دخل اليوم في حالة من الهدوء الحذر، بعد أيام اشتعل فيها القتال بين الجانبين، باستحدام أسلحة ثقيلة وقذائف هاون.

ويعود تاريخ تجدد المناوشات بين البلدين إلى 12 يوليو الجاري، عندما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أن وحدات الجيش الأرمني هاجمت مواقع أذربيجانية في منطقة توفوز الحدودية باستخدام سلاح المدفعية، ما أسفر عن قتل جنديان أذربيجانيان وإصابة خمسة آخرين بجروح، بينما حملت وزارة الدفاع الأرمنية الجانب الأذربيجاني مسؤولية التصعيد الأخير، قائلة إن مجموعة من العسكريين الأذربيجانيين حاولت اقتحام مواقع للجيش الأرمني في المنطقة الحدودية، وأكد الجانب الأرميني إصابة اثنين من رجال الشرطة وثلاثة عسكريين بجروح طفيفة، دون وقوع قتلى، وفقا لما نشرته وكالة "نوفوستي".

وبعد يومين من الاشتباكات وصل عدد القتلى إلى 15 شخصا في معارك على الحدود بين البلدين، حيث أعلنت أذربيجان مقتل 11 من عسكرييها، فيما أعلنت أرمينيا مقتل 4 عسكريين أرمن وإصابة 10 آخرين بجروح.

وفي 15 يوليو اتهمت أعلنت وزارة الدفاع الأرمنية، القوات الأذربيجانية بإطلاق عشرات القذائف على المراكز الأهلية في أرمينيا، وقال المتحدث باسم الوزارة الأرمنية، "حسب تقديراتنا تم إطلاق أكثر من 50 قذيفة مدفعية على 5 أو 6 مراكز أهلية".

وتم فرض وقف إطلاق النار على الجانبين منذ منتصف ليل 15 يوليو، ولكن لم يدم الأمر سوى ساعات، حيث أعلنت السكرتيرة الصحفية لوزارة الدفاع الأرمني استئناف الاشتباكات على الحدود، قائلة: "في الساعة 03.40 ليلا، لاحظت القوات المسلحة الأرمنية على خط الجبهة تحركات لقوات العدو، وعلى الفور اتخذت قواتنا وضع الدفاع وتمكنت من منع محاولة تسلل معادية، بعد معركة شرسة، اضطر العدو للتراجع، بعد تكبده خسائر".

ووفقا لها، بدأت الوحدات الأذربيجانية في الساعة 20: 04 صباحا بقصف قريتي أيجبار وموفسيس، باستخدام مدافع هاوتزر من طراز "D-30"، وهو ما دفع رئيس أذربيجان، إلهام علييف، لإقالة وزير الخارجية، إلمار ممادياروف من المنصب الذي كان يتولاه منذ عام 2004، عقب تعرض ممادياروف لانتقادات شديدة اللهجة من قبل علييف لكيفية أدائه مهامه مع بدء التصعيد مع أرمينيا.

حذرت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أمس، من أن قواتها قد تنفذ ضربة دقيقة على محطة ميتسامور الكهروذرية غربي أرمينيا إذا قررت يريفان ضرب منشآت استراتيجية أذربيجانية، قائلة: "على الجانب الأرمني ألا ينسى أن أحدث الأنظمة الصاروخية المتوفرة لدى جيشنا قادرة على ضرب محطة ميتسامور للطاقة الذرية بدقة عالية، مما سيتحول إلى مأساة كبيرة لأرمينيا".

وأكدت موسكو أنها ستبذل قصارى جهدها للحد من التوتر بين باكو ويريفان، فيما اصطفت تركيا مع أذربيجان مهددة أرمينا بأنها "ستدفع ثمن فعلتها". وتتمتع المنطقة المتنازع عليها بحساسية كبيرة، حيث تنتمي أرمينيا لتحالف سياسي عسكري تقوده موسكو، ويتمثل بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، في حين تحظى أذربيجان بدعم من تركيا.

الحرب بين أذربيجان وأرمينيا ليسا وليدة اليوم، بل تعود شرارتها الأولى إلى فبراير 1988 على خلفية إعلان منطقة "قره باغ" ذاتية الحكم من جانب واحد استقلالها عن جمهورية أذربيجان السوفيتية، ونتيجة الأعمال القتالية التي دارت رحاها من العام 1992 وحتى العام 1994، خسرت أذربيجان السيطرة على "قره باغ" وسبع مناطق متاخمة لها، خلال حرب في تسعينيات القرن الماضي أدت إلى مقتل 30 ألف شخص.

ومنذ العام 1992، تستمر جهود دبلوماسية لحل النزاع، ضمن إطار "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تترأسها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.

وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل سنوات طويلة، لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول "قره باغ" الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.


مواضيع متعلقة