"محمد" حرمته الغربة من التصويت.. فراح يوزع "عرقسوس ببلاش في حب مصر"
وقف محمد ينظر للحشود الوافدة إلى اللجنة الانتخابية مبتسمًا، فمع كل أسرة تأتى للتصويت تعلو أصوات الزغاريد وتتكرر مشاهد الرقص والغناء على وقع أغنية حسين الجسمى "بشرة خيرة"، ليتحول الأمر إلى ما يشبه الفرح.
فكر محمد فى المشاركة فى العرس الديمقراطي بشكل مختلف، فقرر أن يوزع المشروبات مجانًا من عربته، مرددًا بصوت واضح: "العرقسوس والتمر ببلاش علشان مصر".
محمد ابراهيم، 25 سنة، ظل واقفاً أمام لجنة "موسى بن نصير" بمنطقة روض الفرج لفترة طويلة، رافعًا العلم وموجهًا حديثه للضباط والجنود الذين حاولوا منعه من الوقوف بعربته أمام اللجنة: "حبى لمصر أهم من أي شيء، أنا واقف قُدام بيتى، أصل اللجنة دى وغيرها هايطلع منها الأصوات اللى هاتغير شكل مصر يبقوا دول بيتى".
إصرار محمد على تقديم المشروبات المجانية للناخبين يرجع إلى فرحته بالأجواء التى تعيشها مصر، ولعدم تمكنه من الإدلاء بصوته فى الانتخابات، حيث إنه من سوهاج ويعمل داخل القاهرة لمساعدة أهله: "مش هاقدر انتخب، وقولت أسعد نفسى والناس بشكل تاني واقدم ليهم المشروبات ببلاش في عز الحر اللي احنا فيه".
اعتبر محمد أن ما يفعله هو رسالة بسيطة للمصريين ليعرفوا قيمة بلدهم، خاصةً أنه ذاق طعم الغربة من قبل حين سافر إلى دولة الكويت: "مع إنى سافرت قبل كده للكويت وهسافرتانى قريب، لكن مالقيتش بلد ممكن الواحد يعشقها زى مصر، وعلشان ميعاد سفرى قرب قررت أنزل أشارك المصريين فرحتهم".