تضارب تصريحات وزير "الري" الأثيوبي حول بدء ملء سد النهضة.. ومصر تطلب التوضيح

06:36 م | الأربعاء 15 يوليو 2020

تضاربت تصريحات وزير الري والمياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي، اليوم، حول بدء ملء "سد النهضة"، حيث نفى الوزير "بيكيلي"، مساء اليوم، تقارير نقلت عنه قوله إن الحكومة الإثيوبية بدأت في ملء السد، بعد أن صرح لهيئة الإذاعة الإثيوبية، ظهر اليوم، بأن بناء السد وملئه "يسيران جنبًا إلى جنب".

وقال "بيكيلي"، لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن صور الأقمار الصناعية، التي أظهرت خلال الأيام الأخيرة ارتفاع منسوب المياه في البحيرة الواقعة خلف " سد النهضة" الإثيوبي الكهرومائي، كانت تعكس الأمطار الغزيرة وتدفقها، وذلك بعد أن أفادت وسائل الإعلام بأنه قال إن الحكومة بدأت ملء السد.

وكانت شبكة "سكاي نيوز" قالت إن وزير الري والمياه الإثيوبي أعلن بدء ملء "سد النهضة"، وقال في تصريحات، إن هذه المرحلة التي وصل إليها سد النهضة في إثيوبيا، تمكّن من بدء عملية التخزين الأولي المقدر بـ4.9 مليار متر مكعب، بشكل طبيعي.

وقالت الخارجية المصرية، رداً على استفسارات صحفية اتصالاً بما تردد إعلامياً عن بدء إثيوبيا ملء خزان سد النهضة، أن مصر طلبت إيضاحاً رسمياً عاجلاً من الحكومة الإثيوبية بشأن مدى صحة هذا الأمر، وأكد أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن مصر تواصل متابعة تطورات ما يتم إثارته في الإعلام حول هذا الموضوع.

وأضاف "بيكيلي"، في التصريحات أن المفاوضات التي اختتمت بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان وبحضور مراقبين وخبراء أفارقة، شهدت اتفاقا حول بعض النقاط، مشيرا إلى أن أثيوبيا تحفظت على بعض النقاط في الحوار مع مصر والسودان، خلال المفاوضات الأخيرة. فيما أعلن الاتحاد الأفريقي، اليوم، استعداده مجددا لدعم المفاوضات بشأن "سد النهضة".

وأظهرت صور أقمار صناعية، أمس، ارتفاع منسوب المياه في البحيرة الواقعة خلف " سد النهضة" الإثيوبي الكهرومائي المثير للجدل، غير أن ويليام دافيسون، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، صرح لوكالة "أسوشيتد برس"، مساء أمس، أن البحيرة المتضخمة، التي التقط القمر الصناعي سنتينل -1 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية صورا لها في 9 يوليو، من المرجح أن تكون "زيادة طبيعية للمياه خلف السد" خلال موسم الأمطار هذا. وقال "دافيسون": "حتى الآن، على حد علمي، لم يكن هناك أي إعلان رسمي من إثيوبيا أن جميع أجزاء البناء اللازم الانتهاء منها لإغلاق جميع المنافذ والبدء في حجز المياه في البحيرة".

من جانبها، قالت وزارة الري والموارد المائية السودانية، في بيان اليوم، إنها طلبت من أجهزتها المختصة بقياس مناسيب النيل الأزرق للتحري عن صحة تداول معلومات عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية تناقلتصور ملتقطة بالأقمار الصناعية تشير إلى بدء أثيوبيا في ملء سد النهضة بالمياه قبل التوصل لاتفاق حول الملء الأول والتشغيل، وأكدت أنه اتضح جليا من خلال مقاييس تدفق المياه في محطة "الديم" الحدودية مع أثيوبيا أن هناك تراجعا في مستويات المياه بما يعادل 90 مليون متر مكعب يوميا ما يؤكد إغلاق بوابات سد النهضة، وبدء الملء.

وجددت وزارة "الري" السودانية رفضها لأية إجراءات أحادية الجانب يتخذها أي طرف خصوصا مع استمرار جهود الاتحاد الأفريقي ورئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، للتوصل إلى توافق ما بين الدول الثلاث في النقاط الخلافية العالقة والتي يمكن الاتفاق حولها إذا توفرت الإرادة السياسية.

وأوضحت أن الحكومة السودانية ووزارة الري والموارد المائية ستتابع هذه التطورات بما يؤمن المصالح القومية السودانية.

كانت وزارة الموارد المائية والري المصرية أصدرت بيانًا حول آخر مستجدات مفاوضات "سد النهضة" الإثيوبي، بشأن ختام المحادثات الخاصة بالسد والتي استمرت على مدار 11 يوما برعاية الاتحاد الأفريقى وبحضور وزراء المياه من الدول الثلاث وممثلي الدول والمراقبين بهدف التباحث حول اتفاق ملء وتشغيل "سد النهضة".

وذكرت الوزارة، أمس، أن اجتماعات للجان الفنية والقانونية من الدول الثلاث بغرض الوصول الي تفاهمات بشأن النقاط العالقة في المسارين، وتلى ذلك إجتماعاً للساده وزراء المياه تم خلاله إستعراض مناقشات اللجان الفنية والقانونية والتى عكست إستمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

وفى نهاية الاجتماع اتفق الوزراء على رفع كل دولة تقريرها النهائي عن مسار المفاوضات غداً إلى دولة جنوب أفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقى تمهيداً لعقد القمة الأفريقية المصغرة.