4 أعوام من العزلة.. بحار أمريكي يسكن جزيرة خاوية بمفرده

4 أعوام من العزلة.. بحار أمريكي يسكن جزيرة خاوية بمفرده
عادة ما يصعب على الشخص التأقلم على الوحدة والعزلة بصورة سريعة، لكن ما لقاه ألكسندر سيلكيرك، أحد البحارة الأمريكيين خلال سنوات عمره، يبدو غير مألوفًا بالمرة.
وُلد ألكسندر في عام 1676 بمدينة فايف، التي تقع في ولاية ألاباما الأمريكية، فكان هو الابن السابع لصانع أحذية، حيث كان يعاني الطفل من بعض المشكلات الاجتماعية داخل أسرته، ليتم استدعاؤه للمثول أمام محكم كنيسة المدينة، لكنه لم يحضر وفر هاربًا بصحبة مجموعة من القراصنة إلى البحر.
بعد مرور 6 سنوات، عاد الشاب صاحب الـ19 عامًا إلى عائلته مرة أخرى، لكن لم يدم الحال طويلًا، ليركب البحار مرة أخرى لكن هذه المرة بصحبة قبطان يدعى "دامبيير"، وذلك لمطاردة القراصنة في الجنوب في عام 1703.
وبعد مرور عام واحد، سرعان ما أصبح ألكسندر واحدًا من أبهر البحارة، ليتولى رئاسة شؤون البحارة على إحدى السفن الحربية عام 1704، وفقًا لموقع undiscovered scotland.
وخلال إحدى المهام البحرية، رست السفينة على جزيرة "ماس تييرا" إحدى جزر خوان فرنانديز بالسواحل الجنوبية، وهناك نشب خلافًا حادًا بين ألكسندر وقبطان السفينة توماس سترادلينج، وسرعان ما اتخذ البحار قرارًا بالبقاء وحيدًا على الجزيرة مع أمتعته الخاصة، وعند رجوعه في قراره مرة أخرى كان قد فات الوقت، حيث قاك القبطان بطرده وتركه وحيدًا على الجزيرة المعزولة وغير المأهولة بالسكان وسط البحار.
تقع الجزيرة على مسافة 19 كيلو متر، وتبعد عن سواحل شيلي بمسافة 650 كيلو مترًا، ومن هنا بدأ ألكسندر رحلته الطويلة مع العزلة التي دامت لمدة 4 أعوام، حيث انتظر كثيرًا لمرور أي سفينة أمام الجزيرة لكن دون دوى.
واجه البحار في أول أيامه على الجزيرة صعوبة بالغة في التعايش وحيدًا على أرض الجزيرة، خاصة وأنه لم يكن يملك من المتاع إلا قليلًا، فضلًا عن بعض الأدوات الحادة، والملابس والبطانيات، وبندقية بارود، وكتابين أحدهما للإنجيل والآخر للأناشيد.
أصوات الحيوانات المفترسة على أرض الجزيرة تسببت في إصابة ألكسندر بالرعب الشديد خلال الأشهر الأولى، لكنه سرعان ما تأقلم على العزلة والتعايش وسط الأدغال والحيوانات والجو القارص، مستخدمًا الكثير من موارد الجزيرة، حيث عاش على أكل لحوم بعض أنواع الحيوانات كالضفادع والثعابين، وقام ببناء كوخين له، وأصبحت وسيلة تسليته الوحيدة الكتابين، فضلا عن تعرضه لنسيان التحدث والكثير من المصطلحات اللغوية.
إنقاذه
في 31 يناير عام 1709، وصل قبطان يدعى وودز روجر قبطان مسؤول عن إحدى السفن إلى خوان فرنانديز، وما غن حل المساء حتى شاهد هو ورجاله إشارات ضوئية من جزيرة ماس تييرا، وبعد تفقدهم جاءت الصدمة حول اكتشافهم ورؤيتهم لحالة البحار ألكسندر، حيث وجدوا صعوبة في نطقه للكلام وفهمهم له.
وفور عودة البحار ألكسندر الذي كان منهكًا للغاية إلى موطنه الأصلي، بدأ في التعود على ارتداء الأحذية مرة أخرى، كذلك محاولة التحدث من جديد، حتى قام القبطان روجر بنشر قصته في كتاب بعنوان "رحلة حول العالم"، والذي كان سببًا في شهرة ألكسندر سيلكيرك، الذي تحولت الجزيرة من اسمها "ماس تييرا" إلى حمل اسمه حتى اليوم.