حكايات على شاطئ الموت.. 72 ساعة من البكاء والبحث عن الجثامين

حكايات على شاطئ الموت.. 72 ساعة من البكاء والبحث عن الجثامين
- شاطيء النخيل
- ضحايا شاطيء النخيل
- شاطيء النخيل بالإسكندرية
- غرق
- غريق
- جثة
- شاطيء الإسكندرية
- شاطيء النخيل
- ضحايا شاطيء النخيل
- شاطيء النخيل بالإسكندرية
- غرق
- غريق
- جثة
- شاطيء الإسكندرية
مياه ساحرة، تجذب زرقتها الناظرين، ورمال ذهبية يأمل من يراها أن تطأها قدماه، سعر التواجد فيه بسيط، والوصول إليها ليس صعب المنال، فقط سيارة أجرة تقل راغبي الاستحمام في مياه عروس البحر المتوسط إلى هناك، تلك كانت مواصفات شاطئ النخيل بالإسكندرية، لتبقى الصفة الأشهر والأكثر خطورة، هي وصفه بـ"شاطئ الموت".
فجر الجمعة الماضي، كان شاهدًا على واقعة أليمة في الشاطئ، بعدما لقي 12 شخصًا مصرعهم غرقًا، عقب تسللهم إلى الشاطئ فجرًا، تاركين خلفهم أياما لم يعيشوها، وجثث مفقودة، وأهالي قلوبهم تتقطع حزنًا عليهم، وحكايات دفنت أسرارها بين أمواج البحر.
دفنت "عثمان" وتنتظر جثمان "شادي".. مأساة والدة ضحايا شاطئ النخيل
دفنت ابنها "عثمان"، وجلست على الرمال منذ 4 أيام تنتظر خروج نجلها الثاني "شادي"، لتدفنه بجوار شقيقه، بعدما غرق الاثنان في مياه شاطئ النخيل المعروف بـ"شاطئ الموت" غرب الإسكندرية، هذا هو حال الأم المكلومة التي فقدت اثنين من أبنائها في تلك المأساة.
تجلس "أم شادي" على رمال شاطئ النخيل الذي ابتلع نجليها في يوم واحد بالعباءة السوداء، تنتظر خروج جثمان ابنها الصغير.
"أبوس رجيلك ساعدني ألاقي جثمان ابني بقاله 4 أيام في البحر"، هكذا قالت الأم وهي منهارة بالدموع للواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أثناء وصوله إلى الشاطئ استجابة لمطالبة الأم باستمرار عملية البحث عن جثمان ابنها.
شقيق أحد ضحايا "النخيل": أخويا سافر في توكتوك.. وراح للموت برجله
شاطئ النخيل بمحافظة الإسكندرية، كان هدف 3 شبان هم أيمن و خالد ومحمد، بهدف "تغيير الجو" دون علم أحد من أهاليهم، حسبما روى سعد غريب شقيق الشاب أيمن، لافتًا إلى أن الأهالي لم ينتبهوا لسفرهم لأنهم اعتادو السهر خارج المنزل لساعات طيلة وهو ما اعتمداو عليه في إخفاء معلومة سفرهم.
"كأنهم رايحين للموت برجلهم".. كلمات ذكرها سعد غريب، لـ"الوطن"، بصوت متأثر، ثم سرد تفاصيل اللحظات الأخيرة لأخيه، حينما قرر أيمن وخالد النزول للاستمتاع بمياه البحر، بينما انتظرهما "محمد" على الشاطئ يحرس متعلقاتهما الشخصية، قبل أن تقع الفاجعة.
حركة مفاجئة في المياه جعلت نحو 26 شخصا يستنجدون من الغرق في آن واحد، هو التفسير الذي قاله شقيق أيمن عن الحادث، مشيرًا إلى أنه جرى إنقاذهم إلا 121 شخصا توفوا من بينهم "أيمن"، وإصابات من بينها "خالد".
غطاس متطوع لانتشال جثث ضحايا شاطئ النخيل يروي تفاصيل ساعات الخطر
عملية بحث مستمرة دامت أكثر من 6 ساعات بدأها سعيد إبراهيم، فجر اليوم مع أول شعاع ضوء يشق ظلام الليل، بحثا عن ضحايا الشاطئ، وصفها بمهمة صعبة لارتفاع الموج بشكل ملحوظ وصعوبة المنطقة التي شهدت الحادث من حيث طبيعتها الصخرية المعروفة للجميع، "الكل عارف إنها منطقة خطر ومليانه صخور ومع ذلك بيغامروا وينزلوا"، يقول الغطاس المتطوع في عمليات البحث في بداية حديثه لـ"الوطن" عن الوضع الحالي في شاطئ النخيل بالإسكندرية.
منذ الساعات الأولى لحادث الغرق أصدر مدير شواطئ النخيل بالإسكندرية أوامره لفرق الغطس للبحث عن الضحايا، انتشرت فرق الإنقاذ النهري في عرض البحر بحثًا عن جثث الغرقى مع فجر أمس، وبعد عدم تمكنهم من العثور على الجثث تطوع سعيد واثنين من الغطاسين للبحث عن جثث الضحايا، وبحسب روايته، عملية تمشيط البحر استمرت ساعات ولكن هناك عراقيل تواجههم منها تغيير الموج لاتجاه اللانشات من شدته، "ارتفاع المياه شديد جدا والموج بيسحب في اتجاه تاني والصخر صعب ويموت".