ممرض بدرجة معالج نفسي.. أحمد يسهر مع مرضاه بعد مواعيد عمله: بخفف عنهم

كتب: سمر صالح

ممرض بدرجة معالج نفسي.. أحمد يسهر مع مرضاه بعد مواعيد عمله: بخفف عنهم

ممرض بدرجة معالج نفسي.. أحمد يسهر مع مرضاه بعد مواعيد عمله: بخفف عنهم

بوجه بشوش باتت ملامحه مألوفة للعاملين بمستشفى نصر النوبة، يدخل الممرض "أحمد" على مرضاه النائمين على أسرتهم بعدما تحصن جيدا بملابسه الواقية، يداعبهم بابتسامة ومُزحة يدعم الشباب وكبار السن نفسيا لتخطي الأزمة دون خوف، بعدما لاحظ استسلام الكثير منهم وكأنه لا مفر من الموت لمن أصيب بفيروس كورونا.

اشتهر بين المرضى بما يفعله من أجلهم، يقضي وقتًا إضافيا بعد مواعيد عمله من أجل راحتهم فأضحى ممرضًا بدرجة داعما نفسيًا بالمستشفى.

منذ اليوم الأول لاستقبال مستشفى نصر النوبة لمصابي فيروس كورونا، في مطلع مايو ماضي، انضم الممرض البالغ من العمر 24 عاما، إلى الطاقم الطبي المكلف بالعمل في العزل، يعمل على مدار اليوم دون كلل يستقبل الحالات ذات الحالة المتوسطة والحرجة، وبحسب روايته لـ"الوطن"، أغلبهم من كبار السن يرهبون الموقف ولاعلم لديهم بالفيروس يتوهمون أنه لا مفر من الموت.

يرفض الانصراف بعد انتهاء مواعيد عمله لدعم المرضى نفسيا

من الثامنة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا هي المدة المحددة يوميًا لفترة عمل الممرض العشريني في قسم الشعبة العامة، يأبى الانصراف بعدها، "كنت بفضل مكمل في المستشفى لحد بليل بيكونوا نايمين وأعدي عليهم أطمن لو حد محتاج حاجة".

مهمة الدعم النفسي الذي يقدمه الممرض النوبي، تطوعا، لم تقتصر عند ذلك بل كثيرا ما جلس بجوار سرير أحد المرضى يتبادلون الحديث بصوت خافت وسط ظلام الليل ليهون عليه خوفه من المرض.

أحمد ساعد فتاة على التخلص من صدمة نفسية لشدة خوفها من فيروس كورونا حتى تعافت وخرجت من بيتها

فتاة تبلغ من العمر 23 عاما انتقلت إلى العناية المركزة من شدة خوفها وتعرضها لصدمة نفسية حالة صعبة تعرض لها الممرض النوبي خلال وجوده بالعزل كانت تصارع الموت حتى استطاع أن يجتاز بها مرحلة الخطر، "فضلت أتكلم معاها وأطمنها كل يوم لحد ما اتحسنت واتعافت وخرجت لبيتها وأسرتها".

كبار السن دائما ما يكون لهم نصيبًا كبيرًا من الدعم النفسي الذي يحرص الممرض العشريني على تقديمه لمرضى كورونا، لامانع لديه من البقاء ساعة كاملة أو أكثر بجوار أحدهم يبث الطمأنينة في نفسه يتحدث إليهم كواحدا من أبنائهم، يشكون إليه ما يجول بخاطرهم من مخاوف سرعان ما يبددها بابتسامته وكلامه، حتى بعد خروجهم من العزل لايزال الحديث مستمرًا بينه وبينهم، "في ناس بعد ما تطلع من العزل بيحسوا بتعب في الصدر بيتصلوا بيا يسألوني يعملوا إيه"، وبعد نصحهم يعاود الاتصال بهم للاطمئنان عليهم حتى التعافي التام من أي آثار جانبية للفيروس، بحسب تعبيره.

رمضان وعيد الفطر، مناسبتان قضاهما الممرض أحمد بعيدا عن أسرته، جعلت قلب والدته يعتصر حزنا على غيابه وخوفا عليه من العدوى، كلما حادثها هاتفيا تبكي ترجوه العودة إلى حضنها، "أول مرة أبعد عنهم الفترة دي كلها بس مقدرش أسيب مكاني ودوري مع المرضى"، لافتًا إلى ارتفاع نسب الشفاء عن بداية الأزمة في مستشفى نصر النوبة، "العامل النفسي أهم حاجة وده اللي بحاول أعمله أنا وزمايلي في المكان".


مواضيع متعلقة