الرئيس السيسى قائد عظيم لجيش من الأبطال
من عظيم لطف الله تعالى وجميل تقديره أن يختار لمصر فى هذه المرحلة الدقيقة وما بها من تحديات وصعاب رجلاً عظيماً بحجم وقيمة وإخلاص ووفاء وشجاعة الرئيس القائد الفذ عبدالفتاح السيسى، حفظه الله تعالى، لقد مرت مصر من قبل بأحداث كبيرة جليلة سادت فيها الفوضى وعم الاضطراب وتفشى العنف والقتل فى كل مكان، وامتلأت النفوس باليأس من أن تخرج مصر من ذلك النفق المظلم الذى أراد قادة الجماعة الإرهابية أن تحبس فيه مصر إلى نهايته المحتومة التى لا تعنى إلا أن يخيم الظلام والخراب على ربوع مصر وضواحيها، مصر مهد الحضارة الإنسانية ومنبع التاريخ البشرى.
وفى قمة حالة اليأس والحزن التى ألمت بقلوب المصريين ينبلج شعاع من النور والأمل نابع من كلمات قائد عظيم واثق بربه ونفسه ينتمى لمؤسسة وطنية عريقة هو الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الصبور الهادئ الذى يحسب لكلماته وقراراته وخطواته ألف حساب، لقد كانت كلمات ورسائل وإنذارات هذا القائد الوطنى الشجاع الشريف التى حاول من خلالها رد قادة الجماعة الضالة عن التمادى فى الغى والضلال وعن الخروج عن إجماع الجماعة الوطنية والسير فى طريق النور والإصلاح عوضاً عن طريق الظلام والفساد الذى اعتادوا عليه أكبر دليل على إصراره على خوض مسيرته بكل شرف ونزاهة ولو أراد غير ذلك فما كان أيسره، وبحنكة قائد شجاع وبمشرط جراح حكيم وبإرادة شعب حر استطاع الرئيس السيسى أن يخلص مصر فى الوقت المناسب من هذا السرطان الخبيث.
ولا شك أن قائداً محنكاً بخبرة وذكاء الرئيس السيسى يعلم جيداً أن المعركة الحقيقية سوف تبدأ من هذه النقطة وسوف تفتح عليه وعلى مصر جبهات حرب كثيرة ليس فى إمكانه تأجيل بعضها وتقديم الأخرى، لكنها ثورة التصحيح التى تأخرت كثيراً، كان أهم هذه الملفات إعادة مصر إلى مكانتها الطبيعية على الصعيد الدولى، فقد عمدت الجماعة الإرهابية إلى تشويه سمعة مصر فى المحافل الدولية، وانتصرت مصر دبلوماسياً وإعلامياً وثبت كذب الإخوان.
وعلى الصعيد الداخلى، دعا الرئيس السيسى المؤسسات الدينية إلى القيام بواجب تجديد الخطاب الدينى وقاد أكبر وأجرأ ثورة لتصحيح المفاهيم الدينية الملتبسة فى عصرنا الحديث والتى كانت السبب الرئيسى فى انتشار العنف والتطرف والإرهاب، وفى نفس الوقت كان القائد الفذ يحدث أكبر ثورة تنموية اقتصادية فى تاريخ مصر، يفتتح المصانع والمزارع ويشق الطرق ويفجر الطاقات ويفتح المجالات أمام هذه الطاقات للعمل والإنتاج والإبداع، ثورة كبيرة جديرة بأن تضع مصر فى مصاف دول العالم المتقدم وتجعل منها دولة مبدعة منتجة تتعامل مع غيرها من الدول على قاعدة من الاحترام المتبادل والندية والانفتاح والتعاون المشترك فى جميع المجالات، كان من المنطقى والضرورى أن تمتد يد الإبداع والتطوير إلى الجيش المصرى الباسل درع مصر وسيفها بالتشجيع على الإنتاج والتطوير والتسليح والتدريب لمواجهة التحديات والمحافظة على القيم العسكرية النبيلة التى تميزت بها العسكرية المصرية عبر التاريخ، التى تتمثل فى تحصيل أكبر درجة من القوة والتدريب والشجاعة للدفاع عن مقدرات الوطن والحفاظ على ثوابته الوطنية وحماية شعبه وأراضيه، مع عدم الاعتداء على الآخرين، وقد كان، وأصبح الجيش المصرى أقوى الجيوش وأولها ترتيباً وأكثرها خبرة ودربة فى الشرق الأوسط، وقد غطت قواعده العسكرية الوطنية جميع منافذ وأرجاء البلاد براً وبحراً وجواً، معلنة فى عِزة ومَنَعة وكبرياء جاهزيتها التامة للدفاع عن كل شبر من أراضى الوطن، والاستعداد التام للذود عنه بالروح والدم ومتعهدة بحماية حدودها الإقليمية والاستراتيجية، منتظرة من القائد الشجاع إشارة الانطلاق إلى ما تمليه عليه المصلحة الوطنية.
كل هذه الانتصارات من توفيق الله تعالى لمصر ولذلك القائد الوطنى المخلص، قد أشعلت قلوب قوى الشر التى لا تريد لمصر الخير، ولأن هؤلاء لا يعرفون إلا الخسة والخيانة والتآمر والاعتداء فقد حاولوا تضييق الخناق على مصر من عدة اتجاهات، وما شحن آلاف المرتزقة إلى الاراضى الليبية وما التعنت والعناد فى عدم الخضوع للاتفاقيات الدولية بملف مياه النيل إلا نموذجان صارخان لهذه الطرق الخسيسة للتضييق على مصر، وقد يتعجب البعض من صبر وثبات الرئيس السيسى وعدم انسياقه -رغم قدراته الفائقة- خلف ما تمليه الأساليب السياسية بمعناها المعتاد من النيل من الخصم بنفس الأسلوب المنحط الذى يواجهنا به، لماذا يصر على المضى قدماً فى خوض المعركة بمنتهى الشرف والصبر والشجاعة والأخلاق مع الثقة التامة فى موعود الله ونصره المبين فى نهاية المطاف، ثقة فى الحق الذى نحن عليه وثقة فى الله الذى ينصر أهل الحق؟! إن الرئيس السيسى قائد شجاع شريف لجيش تاريخى عظيم ودولة حضارية لها تاريخ كبير، ومن هذه المنطلقات فالرئيس السيسى يستكمل كتابة تاريخ مصر كما كتب بنفس المداد الذى سطر به قادة مصر العظام ممن سبقوه على صحائف من النور.
وفى النهاية أوجه كلمة صادقة لشعب مصر أن ثقوا فى قائدكم وجددوا العهد معه وكونوا على ثقة أن القائد الذى يسلك مسلك الشرف والحكمة سوف يترك لأبنائكم مع النصر عِزاً وشرفاً يليق بمصر وتاريخها ولن تهزم مصر إن شاء الله تعالى.
* مستشار مفتى الجمهورية