لماذا لا تظهر أعراض فيروس كورونا عند البعض؟.. طبيب يجيب

كتب: لمياء محمود

لماذا لا تظهر أعراض فيروس كورونا عند البعض؟.. طبيب يجيب

لماذا لا تظهر أعراض فيروس كورونا عند البعض؟.. طبيب يجيب

أعلن مكتب الإحصائيات الوطنية البريطاني، أن 22٪ فقط من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، أبلغوا عن وجود أعراض في اليوم نفسه من الاختبار، ما يعني أن نسبة كبيرة من الأشخاص مصابون ولكن لا تظهر عليهم الأعراض.

ويبدو أن موظفي الرعاية الصحية والاجتماعية هم أكثر عرضة للإصابة، حيث أظهرت الأرقام اليومية للحكومة البريطانية والتي صدرت أمس الثلاثاء، أن 155 شخصاً توفوا بعدما جاءت نتيجة فحصهم إيجابية، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 44,391 حالة. 

وفي حين أن أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية تتضمن عدداً صغيراً نسبياً من اختبارات المسحة الإيجابية (120 إصابة بالعدوى في المطلق) ما يجعل من الصعب التوصل إلى أي استنتاجات قوية حول مَن من المرجح أن يكون مصاباً، هناك بعض الأنماط التي تظهر في البيانات:

الأشخاص الذين يقومون بأدوار في الرعاية الصحية أو الرعاية الاجتماعية، والذين يعملون خارج منازلهم بشكل عام، كانوا أكثر عرضة للإصابة.

 الأشخاص من خلفيات الأقليات العرقية كانوا أكثر عرضةً للاختبار الإيجابي للأجسام المضادة، ما يشير إلى وجود إصابة سابقة، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي".

الأشخاص البيض كانوا الأقل احتمالاً نسبياً في تسجيل نتيجة إجابية في اختبار الأجسام المضادة.

هناك أيضاً بعض الدلائل على أن الأشخاص الذين يعيشون ضمن عدد أكبر من الأشخاص كانوا أكثر عرضة للاختبار الإيجابي من أولئك الذين يعيشون ضمن أسر أصغر.

وعلى الرغم من أن الرجال أكثر عرضة للوفاة من فيروس كورونا من النساء، إلا أن هذه الدراسة لم تجد فرقاً في مدى احتمالية إصابة الجنسين بالعدوى، وتستند الأرقام إلى اختبارات للأشخاص الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي في منازل في إنجلترا، لم يتم تضمين الأشخاص الذين يعيشون في دور رعاية أو مؤسسات أخرى في هذه الدراسة.

وتحدث رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الاثنين عن كيف قد يكون انتشار المرض من دون أعراض قد ساهم في حالات الإصابة بفيروس كورونا في دور الرعاية.

وحذرت منظمة الصحة العالمية والمستشارون العلميون للحكومة من انتقال العدوى من دون أعراض، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد مدى خطورة هذا الاحتمال.

طبيب فيروسات: الأمر متوقف على مناعة الشخص 

وردا على تلك الدراسات، أوضح الدكتور شريف حتة، أخصائي الفيروسات والطب الوقائي في حديثه لـ"الوطن"، أن فيروس كورونا ليس له تأثير ثابت على جسم الإنسان وإنما تختلف أعراضه من شخص لآخر وفقا لاستجابة الجهاز المناعي وكفاءة عمل الرئتين والعوامل الوراثية والتاريخ المرضي، إلا أن الفيروس يختص بالأساس بمهاجمة الرئة والجهاز التنفسي وقد يسبب مضاعفات في اعضاء أخرى.

وقد يكون هناك شخص مناعته جيدة ولذلك يصاب بالفيروس دون أن يدري، بينما هناك أشخاص تظهر عليهم الأعراض بشكل سريع وقد تتدهور حالتهم بشدة وذلك يتوقف على مدى استجابة ومقاومة جهازهم المناعي وقوته بالإضافة إلى كمية الفيروس التي تعرضوا لها، فعلى سبيل المثال نجد أن الأطباء في مستشفيات العزل هم الأكثر عرضة للوفاة نظرا لأنهم يتعرضون لكميات كبيرة من الفيروسات بشكل يومي على عكس المواطن العادي والذي تتأثر استجابه جهازه المناعي بالأمراض المزمنة وقوة المناعة نفسها.

وعن الدراسات التي قالت إن الرجال كثر عرضة للوفاة من فيروس كورونا من النساء، والأشخاص من خلفيات الأقليات العرقية كانوا أكثر عرضةً للاختبار الإيجابي للأجسام المضادة، فرد "حتة" بأن كل هذه الدراسات وصفية، أي توصف ماثلا أمامها وفقا للإحصائيات والأعداد التي تم تسجيلها، ولا يمكن تأكيد تلك الدراسات في فترة مرض لم يظهر سوى لمدة 6 أشهر فقط ولا يزال غامضا، والأمر في حاجة لمزيد من الدراسات والتجارب من أجل الحكم على دقة نتائجه، لأن مقاييس التجربة نفسها تختلف من شخص لآخر.

وأشار إلى أن الرجال الذين يتوفون بالفيروس أكثر من النساء، فجاءت نتيجة تلك الدراسة بناء على اللايف ستايل أي أن الرجال هم الأكثر عرضة للشارع والاحتكاك بحكم عملهم عن النساء وليس على أساس علمي موثوق به، مؤكدا أنه لابد من فحص مرضي أكثر ومن أعمار مختلفة ومراعاة تاريخهم المرضى على مدد أطول، والدراسة تحتاج لمزيد من التحليل والتفصيل.


مواضيع متعلقة