من تجميل حديقة الحيوان إلى تصميم الحلي.. الفن يزين حياة سمر

كتب: جهاد مرسي

من تجميل حديقة الحيوان إلى تصميم الحلي.. الفن يزين حياة سمر

من تجميل حديقة الحيوان إلى تصميم الحلي.. الفن يزين حياة سمر

عمرها لا يتعدى 25 عامًا، لكن مشوارها الفني تضمن محطات مهمة لن تنساها، بداية من الترويح عن أطفال مستشفى 57357 بالرسم، مرورًا بتجميل حديقة الحيوان، وحتى مشاركتها فى المبادرة الرئاسية "صنايعية مصر"، لتنمية موهبتها فى صناعة الحلي.

سمر فارس، تخرجت في كلية التربية الفنية جامعة حلوان دفعة 2018، وظهر شغفها بالفن والرسم تحديدا مبكرًا، وفطنت له والدتها وحاولت تنميته، وبعد أن التحقت بالتعليم استكمل معلموها المسيرة، فكانوا يشجعونها بالرسم على الزجاج والسيراميك، وأبواب وجدران المدرسة، ومن وقتها شعرت أن مستقبلها سيكون مقرونًا بالفن.

اختارت "سمر" كلية التربية الفنية تحديدًا، لرغبتها فى دراسة الفنون المختلفة من رسم، ونحت، وخزف، وجلود، وغيرها، وخلال التدريب العملى في الفرقتين الرابعة والخامسة من الكلية خاضت تجربتين مهمتين، الأولى فى مستشفى سرطان الأطفال 57357، والتي وصفتها بـ"الأمتع" فى حياتها: "كنت أتعامل مع أطفال من سن 3 سنوات حتى 16 سنة، فبعد أن يخضعوا لجلسة كيماوي تمتد إلى 6 ساعات، أحاول أن أرفّه عنهم من خلال التلوين والرسم والمشغولات اليدوية البسيطة، وجمعتني صداقة وطيدة بالأطفال، لدرجة أننى كنت أتأثر بشدة بفقدان بعضهم، وأشعر الآن أن أي خير يصلني، هو نتاج علاقتي بالأطفال".

وفي التدريب العملي بالسنة النهائية من الكلية، وقع الاختيار على حديقة الحيوان، لتقوم "سمر" و13 طالبة أخرى بتجميلها: "وجدنا الجدران مهملة بشكل كبير، فقررنا عمل لوحات جدارية بالحديقة، الأولى كانت جدارية الشمبانزي، وبعد أن انتهينا منها تفاعل معها الزوار بشكل أسعدنا، وبعدها اخترت تزيين باب المجزر المواجه لبوابة الرحلات، بجدارية هى الأكبر فى الحديقة بطول 16 مترًا، ثم نفذنا جداريات عند بيوت الأسد والنمر والفيل".

تفاعل كبير وإشادة واسعة تلقتها "سمر" وباقي الطالبات لجهودهن في تجميل الحديقة، بداية من التقاط الزوار صورًا تذكارية معهن، وحتى تكريم وزير الزراعة لهن، ما جهلها تشعر بالفخر حتى الآن بالعمل: "لم يكن مجرد مشروع بالكلية، إنما عمل قومي، كنا أسرة واحدة فى الحديقة، وجمعتني علاقة حتى بالحراس، لدرجة أن بعضهم كان يُحضر لي طعام الفطور أثناء العمل".

وخلال سنوات الكلية وبعدها ازداد شغف "سمر" بتصميم وتنفيذ الحلي والمجوهرات، وكان لها حظ فى أن تكون ضمن مبادرة "صنايعية مصر": "تقدم لها فى مجال الحلى حوالى 150 شخصًا، وتم اختيارى ضمن 12 آخرين، لكن المبادرة توقفت منذ شهر مارس بسبب كورونا، وستُستكمل قريبًا".

تطرق "سمر" كافة الأبواب لتطوير موهبتها، وتخوض دورات مختلفة، آخرها منحة فى مجال تنفيذ الحلي تحت إشراف فنانة الحلي الشهيرة عزة فهمي، ورغم تقدم الآلاف لها، تم قبولها ضمن 10 أشخاص آخرين، ولم تكتف بذلك حيث تزور ورش لتصنيع الحلي فى منطقة الحسين، لتعلم أصول الصنعة.

أسست "سمر" مشروعًا خاصًا، وتروج لمنتجاتها من الحلي عبر صفحة على "فيس بوك"، وتتمنى أن تنشر فنها على أوسع مدى.


مواضيع متعلقة