بعد رحيلها اليوم.. حكايات رجاء الجداوي مع سيدة الشاشة والسندريلا

كتب: دينا عبدالخالق

بعد رحيلها اليوم.. حكايات رجاء الجداوي مع سيدة الشاشة والسندريلا

بعد رحيلها اليوم.. حكايات رجاء الجداوي مع سيدة الشاشة والسندريلا

جذب الفن عيني الراحلة رجاء الجداوي منذ نشأتها، فأحبته لتميز خالتها الفنانة تحية كاريوكا، فدخلته من بوابة الأناقة والحُسن اللافت، لتكون واحدة من ملكات الجمال اللاتي تركن بصمة كبيرة في قلوب الجمهور، تُبقي ذكراها، رغم وفاتها اليوم، بعد معاناة استمرت 43  يومًا ناضلت فيها ضد فيروس كورونا المستجد، داخل مستشفى العزل بالإسماعيلية.

وكتبت أميرة مختار، ابنة الفنانة الراحلة، عبر صفحتها على فيسبوك: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. مامي في ذمة الله"، فيما أعلن أشرف زكي نقيب الممثلين، خبر الوفاة.

قبل رحيلها، أمتعت رجاء الجداوي جمهورها لنحو 60 عامًا، برصيد فني لأكثر من 300 عمل بين السينما والإذاعة والمسرح والتليفزيون، حيث كانت انطلاقتها الأولى خلال حفل تتويجها ملكة جمال القطر المصري، عام 1958، حيث إنها عقب ذلك طلب منها المخرج الكبير هنري بركات، العمل معه في فيلمه "دعاء الكروان" مع العملاقة فاتن حمامة وأحمد مظهر، بينما حاولت خالتها تحية كاريوكا رفض ذلك خوفا عليها، لكن "سمراء القاهرة" أصرت على العمل.

وظهرت "رجاء" في الفيلم الشهير الصادر عام 1959، المصنف ضمن أفضل الأفلام بالسينما المصرية، بصحبة سيدة الشاشة العربية، حيث قدمت دور الابنة "خديجة" التي عملت فاتن حمامة لدى أسرتها، وارتبطت معها بصداقة قوية قبل انتقالها إلى منزل أحمد مظهر لتنتقم لشقيقتها، وخلال ذلك العمل، استقت الشابة مبادئ الفن مجددًا ولكن هذه المرة على يد "سيدة الشاشة".

ومن بين المواقف المميزة التي روتها الراحلة عن سيدة الشاشة، خلال مشاركتها في حفل افتتاح مهرجان أسوان لسينما المراة، قولها: "فاتن حمامة كانت صاحبة خالتى تحية كاريوكا، فدخلت حجرة الماكياج على مدام فاتن، فقالت لي بهدوء انتى خبطتي على الباب، قولتها لا، فطلبت مني الخروج، وأخبط على الباب، وأدخل لما تقولي أدخل، فقولتها حاضر يا طنط، قالتي هنا مفيش طنط، هنا في مدام فاتن"، وهو ما اعتبرته درسًا مهمًا بالنسبة لها.

وأضافت أن فاتن حمامة كانت ذات شخصية عظيمة وحاسمة ولطيفة، مؤكدة أنها علمتها العديد من القيم والمبادئ على رأسها احترام الكبير في العمل، بجانب التمثيل، قائلة "طلبت مني قراءة المشهد أمامها، وأخفقت فيه، وعلمتني كيف أعبر عما أجسده"، على حد قولها.

ورغم بدايتها الفنية، إلا أن "ملكة حوض البحر المتوسط" حظت أيضا بالعمل مع عمالقة السينما منذ فترة الستينات، وعلى رأسهم سعاد حسني، حيث شاركتها في فيلمي "إشاعة حب" و"الضوء الخافت"، وفي الأول قدمت دور كوميدي من خلال "زيزي" صديقة السندريلا، ضمن مجموعة من الشابات اللاتي يتناقلن الأحاديث بالنادي وتنجذب لعمر الشريف بعد تغير مظهره، حيث شاركت فيه بترشيح من المخرج فطين عبدالوهاب.

واعتبرت ذلك العمل "الأصعب في مسيرتها"؛ كونها مازلت حينها في بدايتها، لتتفاجأ بمشاكتها لقامات فنية كبيرة مثل يوسف وهبي وعمر الشريف وسعاد حسني، لذلك قالت إنها كانت تخشى مواجهتهم، إلا أنهم ساعدوها بشدة.

وتحدثت الفنانة الراحلة، عن علاقتها بالسندريلا بشكل أكبر، في نهاية عام 2016، خلال برنامج "فحص شامل" مع الاعلامية راغدة شلهوب، حيث قالت "رجاء"، "إنها لم تكن صديقة لسعاد حسني في الحياة، رغم عملهم معًا، حيث كانت حياة الساحرة الصغيرة كلها فن، وعاشت طوال عمرها الشخصيات التي قدمتها، زوزو وسميحة وأميرة، ولم تعش أبدًا كسعاد حسني إلا في الغربة، عندما كانت بحاجة إلى قلب بجوارها يطبطب عليها"، على حد قولها، مضيفة: "ربما نحن مسؤولون إلى حد ما عن رحيل سعاد حسني".

 


مواضيع متعلقة