الإمارات تلغي عقود 80 ضابطا بريطانيا اعتراضا على موقف بلادهم تجاه الإخوان

الإمارات تلغي عقود 80 ضابطا بريطانيا اعتراضا على موقف بلادهم تجاه الإخوان
أنهت الإمارات عقود ما يقرب من 80 ضابطًا بريطانيًا سابقين كانوا يعملون لديها كمدربين عسكريين، امتدادًا للاستياء من موقف الحكومة البريطانية تجاه جماعة الإخوان، وامتناع بريطانيا حتى الآن من فتح تحقيق جدي بعلاقة الجماعة بالإرهاب.
وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس، أن الإمارات أوقفت التعامل مع العشرات من الضباط البريطانيين اعتراضًا من موقف بلادهم الغير معلن تجاه جماعة الإخوان؛ وتحول بلادهم إلى قاعدة جديدة للجماعة، واحتجاجًا على تعامل بلادهم بشأن هذا الملف.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الإماراتين والبريطانيين نفوا حدوث توترات سياسية وراء تلك القرارات الإماراتية، ولكن أحد المدربين العسكريين المنتهي عقده مع دولة الإمارات أكد الأمر قائلا: "تحولنا إلى أكباش فداء سياسية".
وأضافت الصحيفة أن إنهاء العقود مع المدربين هي الحلقة الآخيرة في سلسلة القضايا التي تظهر غضب دول الخليج من دعم لندن لجماعات إسلامية متطرفة في المنطقة، وتحولها إلى قاعدة لجماعة الإخوان منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات قررت التراجع في شراء طائرات مقاتلة طراز "تايفون"، والتي تشارك المملكة المتحدة شأن صناعتها، متوقعًا خسارة بريطانيا ما بين 6 إلى 10 مليار دولار جراء التراجع عن إتمام تلك الصفقة التي أوقفتها الإمارات، كما أكدت تقارير أخرى أن فشل مثل تلك الصفقة هي ضربة أخرى لشركة "بي آيه إي سيستمز"، وهي شركة كبرى لأنظمة الدفاع في أوروبا، والتي كانت تسعى لأن تكون أحد أكبر موردي المقاتلات الحربية إلى الخليج.
جدير بالذكر أن الإمارات قد رفضت في شهر مارس الماضي، السماح لغواصة نووية بريطانية زيارتها لدبي، وهذا القرار جاء بالرغم من قيام عدد من كبار الشخصيات البريطانية بزيارة الإمارات، منها زيارتان لرئيس الوزراء البريطاني، "ديفيد كاميرون"، لزيارة دولة الإمارات، علاوة لقرار الحكومة البريطانية إعفاء مواطني الإمارات من تأشيرة لدخول إلى الأراضي البريطانية.
وأثبت مراسل "فايننشال تايمز" بدبي، سيميون كير، أن بريطانيا سمحت بلجوء عنصرين إماراتيين على صلة بخلية إخوانية اعتقلتها الإمارات، أثبتت التحقيقات الرسمية أنها كانت تخطط لقلب نظام الحكم.
في سياق متصل، أكد عدد من المراقبون أن بريطانيا تستهين بمصالحها الاستراتيجية بدولة الإمارات لمصلحة مجموعة تحوم الشكوك حول علاقتها بالإرهاب خاصة في مصر، لافتين إلى أن الإخوان الذين رفعوا شعار "السلمية"، سرعان ما غيروا أسلوبهم لاستهداف الشرطة والجيش.
ولفت المراقبون أن بريطانيا لم تستوعب التغيرات التي تشهدها المنطقة، عكس الولايات المتحدة التي عملت ما في وسعها للتخفيف حدة الأزمة التي وقعت بينها وبين دول الخليج بعد تقارب أمريكي إيراني مفاجئ، حيث قام مسؤولون أمريكيون على رأسهم الرئيس أوباما بجولات في الخليج للطمأنة حول العلاقات الاستراتيجة بين الطرفين.