«القاعدة» تفتح «بوابة جهنم» على حدود مصر الغربية

«القاعدة» تفتح «بوابة جهنم» على حدود مصر الغربية
بدأ المقاتلون التابعون لـ«القاعدة» فى التوافد على الأراضى الليبية منذ أوائل العام الحالى، كانوا يعدون العدة لتشكيل نواة لجيش إسلامى ينمو على أنقاض الجيش الليبى النظامى فى زمن فوضى ما بعد سقوط «القذافى».
سرعان ما انتشرت معسكرات «القاعدة» فى شرق ليبيا بالمناطق المتاخمة لمصر واستعجلت الصدام المبكر مع قوات الجيش الليبى، فاختارت استهداف نخبته من الصاعقة والقوات الخاصة خطفاً واغتيالاً غير آبهين برد فعل، مما جرح كرامة وشعور الوطنية الليبية. وعندما حذر اللواء المتقاعد خليفة حفتر فى أوائل الشهر الماضى الميليشيات الإرهابية، تلقت تلك التنظيمات إنذاره باستهانة وسخرية مرتكزة على ترسانة من الأسلحة ورثتها من النظام البائد.
لكن فى المرة الثانية لم يكتفِ «حفتر» بإنذار فضائى، بل شنت طائراته المقاتلة ضربات جوية استهدفت مقرات ومعسكرات ميليشيا 17 فبراير التى يتزعمها إسماعيل الصلابى، القيادى السابق فى الجماعة المقاتلة الليبية، التى أعلنت فى عام 2007 مبايعتها لـ«القاعدة» وأميرها فى ذلك الوقت أسامة بن لادن.
وقبل أن تزحف مدرعاته إلى محاصرة مقر المؤتمر الوطنى الذى يرجع إليه تفكك الدولة الليبية بعد تحكم قادة جماعة الإخوان المسلمين فى قراراته، كانت دباباته تقصف معسكرات أنصار الشريعة وفجّرت إذاعتها التى اعتبرت محرضة على العنف والإرهاب، والتى توجه إليها أصابع الاتهام فى قتل قادة الجيش الليبى وضرب المصالح المصرية بخطف وقتل المواطنين المصريين العاملين فى ليبيا.
وسادت أجواء من التوتر مدينة بنغازى بشرق البلاد بعدما كشف عن مقتل 2 من الماليين، مما يؤكد ما تردد فى الفترة السابقة عن تسلل مقاتلين طوارق ينتمون إلى حركة أنصار الدين المؤيدة لـ«القاعدة» للمشاركة فى القتال ضد الجيش الليبى وفى صفوف «أنصار الشريعة».
أخذت المباركات من قادة الدولة الليبية وقبائلها لعملية «الكرامة» تتوالى، مما أعطى انطباعاً أن المعركة على وشك الحسم، إلا أن المراقبين قد حذّروا من حرب عصابات على وشك الاندلاع، خصوصاً بعد ورود تقارير تؤكد وجود مختار بلمختار، أمير كتيبة الموقعين بالدماء، على الأراضى الليبية، وهى الجماعة التى تبنت عدداً من أخطر عمليات الخطف والاغتيال التى جرت مؤخراً فى بلاد الساحل الأفريقى.
فى المقابل، دعت غرفة عمليات ثوار ليبيا، الثوار إلى الانسحاب بشكل مؤقت وعاجل من الجيش الليبى، وأكدت أن ثوار ليبيا لن يدخلوا فى اقتتال داخلى، ولن يشاركوا فى سفك دماء الليبيين، ولن يسهموا فى إدخال ليبيا حروباً أهلية، المنتصر فيها خاسر. إلا أن أصابع الاتهام تتوجه نحو الغرفة التى يتزعمها أبوعبيدة الزاوى الذى تتأرجح ولاءته بين تنظيمى «القاعدة والإخوان».
وسادت أجواء التوتر وازداد الغضب بين المواطنين الليبيين الذين يميلون بطبيعتهم إلى الإسلام الصوفى المعتدل عندما رفعت الميليشيات والدروع أعلام «القاعدة» فى مواجهة العلم الليبى، مما دفع رئاسة أركان قوات الدفاع الجوى ووزارة الداخلية إلى انضمامهما الكامل إلى قوات «حفتر». ودعت فى بيان لها الشعب الليبى فى المدن والقرى الليبية كافة، إلى دعم الجيش الوطنى والشرطة. وعقب هذا البيان تعرض المقر الإدارى لرئاسة أركان الدفاع الجوى لقصف صاروخى لم تعلن أى جهة مسئوليتها عنه، بالإضافة إلى هجوم مسلح آخر منفصل أسفر عن وقوع خسائر وأضرار مادية.
تمركزت قوات كبيرة بالضواحى للكتائب والميليشيات الإسلامية المسلحة معززة بمدنيين، فى مفترقات وجزر دوران بعض المناطق ووضعوا بعض الحاويات المتفجرة بمناطق متفرقة، معلنين أنهم فى انتظار المعركة الحاسمة. وكان «حفتر» حليفاً لـ«القذافى»، لكنه انقلب عليه فى الثمانينات، وهو أحدث شخصية تظهر فى شبكة المقاتلين السابقين بليبيا والميليشيات والمتشددين الإسلاميين الذين يتنافسون فى السيطرة على أجزاء من البلاد. ويوم الجمعة الماضى بدأ «حفتر» ما سماه حملة عسكرية على الإسلاميين فى بنغازى بشرق البلاد. وأعلن أيضاً المسئولية عن الهجوم على البرلمان فى طرابلس. وفى معركة سياسية بشأن من يسيطر على ليبيا زادت الحكومة من الضغط على البرلمان ليوقف عمله إلى حين إجراء انتخابات برلمانية عامة فى شهر يونيو المقبل، فى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة إلى حل أزمة بشأن البرلمان تشمل كتائب قوية لمقاتلين سابقين بالمعارضة.