د. مدبولى يعلم مدى تقدير الرئيس للأطباء
أعرف د. مصطفى مدبولى منذ سنوات طويلة، حيث كنت رئيساً لقطاع القاهرة الكبرى والفيوم بوزارة البيئة، ونفذت برنامجاً للتنمية الحضرية والبيئة مع مركز بحوث الإسكان، أعتقد كان رئيسه د. رامز مع إحدى الهيئات الدولية، وكنا نطرح لأول مرة فكرة العمارة الخضراء، وشارك معنا أيضاً فريق كبير من مركز بحوث الإسكان ومعهد الدراسات البيئية وكلية هندسة القاهرة، وقد تفوق د. مدبولى تفوقاً باهراً فى التخطيط العمرانى حتى تولى رئاستها، وهو من وضع مخطط التنمية العمرانية الذى تطبقه مصر حالياً، بعد أن شاركت بنفسى مع د. صبحى عبدالحكيم فى مقترحات تطوير القاهرة، ونجم عنها إنشاء المدن الصغيرة الملحقة بالقاهرة، ولكنها كانت كلها مساكن شعبية وأولها مدينة السلام ثم مايو ثم القاهرة الجديدة ثم أكتوبر ثم العبور وبرج العرب حتى جاء د. إبراهيم سليمان وجعلها كلها مدناً حديثة.
وأشهد أمام الله أن د. مصطفى مدبولى متواضع جداً، يذهب مع أسرته ببساطة دون حرس إلى المطاعم، حينما يحين مواعيد المصيف، وفى يوم الجمعة الذى يستطيع أن يخطفه مع أهله لساعات من زحمة العمل، وقد قابلته مع أسرتى مرتين ينتظر فى الطابور، لا يحب بهرجة ولا حراسة، وهو رجل عالم من علماء مصر، وقد حدث أن علمت أنه هو وم. إبراهيم محلب كانا على وشك القبض عليهما من قبل الإخوان المسلمين، وأن بعض الجهات أبلغتهما بذلك، فسافر هو ليلحق بأهم منصب دولى فى التخطيط العمرانى، كما رأس إبراهيم محلب إحدى أهم شركات التعمير فى المملكة السعودية، والرجل له مكانته بين خبراء التخطيط العمرانى، وقد شهد بذلك زملاؤه الوزراء، ومنهم د. طارق رفيق صديقى العزيز ووزير الإسكان الأسبق. وقد تابعت فى مجموعات الواتس، التى أشارك فيها زملائى الأطباء، حجم الهجوم الذى وقع على الرجل، منه ما هو عاقل ومنه ما هو مجنون، مثل: حالة غضب عارمة بين الأطباء بسبب اتهام رئيس الوزراء لهم بالغياب عن أداء دورهم، تصريح غير موفق وقتاً أو معنى، وهى لغة وزيرة الصحة منذ تم تعيينها، اتهام دائم للأطباء، واشتعلت مواقع ومجموعات الأطباء بالنداء للرئيس بالتدخل لإنصاف الأطباء.
وأيضاً يقول د. حسام بدراوى على صفحة فى الفيس بوك: أنا حزين وأنا أستمع لملكة إنجلترا ومستشار ألمانيا ورئيس وزراء فرنسا وقادة البلاد وهم يشكرون أطقمهم الطبية ويرفعون من روحهم المعنوية، وأكثر حزناً عندما أرى الفيديوهات للناس وهى تصفق فى الشوارع والبلكونات لأطباء بلادهم وممرضاتها، ونحن نتهمهم ونلقى مسئولية انتشار الوباء عليهم، ما هذا؟
وتعليق آخر مثل أنا أتفق مع ذلك فى أنه لم يحسن اختيار التوقيت وأسلوب العرض، ولكن تناولنا القضية كمجتمع طبى يتسم بالعصبية وعدم الحكمة، ولو استمر على هذا المنوال سيلحق بنا الضرر أمام الرأى العام على المدى البعيد.
وفى ضوء هذه التعليقات تستطيع أن تؤكد أن الرجل كلامه فهم خطأ تماماً، وسواء كان سوء الفهم عرضاً أم غرضاً فإنه لا يتفق مع طبيعة الرجل ولا خلقه، وأقصى ما يمكن وصفه أنها زلة لسان. ومن المؤكد أن د. مدبولى أول من يعلم مدى تقدير الرئيس للأطباء والأطقم الطبية، وقد كتب الرئيس بنفسه عدة تويتات يحيى فيها الجيش الأبيض سواء أيام كورونا أو فى عيد الطبيب أو فى عيد الممرضة.
وقال فخامة السيد رئيس الجمهورية على صفحة تويتر وأيضاً فى كافة وسائل التواصل: فى يوم التمريض العالمى، وبالأصالة عن نفسى وعن الشعب المصرى العظيم، أقدم تحية تقدير واحترام للعاملين فى مجال التمريض ممن يقدمون تضحيات غالية من أجل تلك الرسالة الإنسانية النبيلة التى يؤدونها بجد وشرف، خاصة خلال تلك المرحلة الصعبة ويثبتون خلالها كفاءتهم، وإخلاصهم للوطن وأبنائه.
كما أن الرئيس السيسى هو أول رئيس جمهورية يرفع مرتبات الأطباء وهيئة التمريض بعد فترة طويلة من تجميد سقف هذه الفئات، وكذلك أثناء افتتاحه مستشفى التأمين الصحى ببورسعيد أكد على ضرورة رفع مرتبات المتعاقدين مع هيئة التأمين الصحى طبقاً لقانون ونظام التأمين الصحى الجديد، الذى يحدد أجور الأطباء طبقاً لرتبتهم العلمية كممارس عام أو أخصائى أو استشارى، كما أنه قرر إعادة توزيع الأصول الثابتة لتتولى كل هيئة ومن بينها هيئة الخدمات الصحية كل الأصول الحكومية، وتتولى هيئة التمويل التابعة لوزير المالية تدبير الأجور والنفقات دون تحديد لسقف حكومى، وتتولى هيئة الرقابة والاعتماد برئاسة الزميل د. أشرف أنور اعتماد كل منشأة وطبيب وممرضة قبل التعاقد للعمل فى منافذ التأمين الصحى.
وختاماً: وللتاريخ فإن د. مدبولى عمل فى صمت لإنجاح نظام التأمين الصحى وتحمل دون ضجر مسئولية كورونا وكتب له التاريخ أنه حاول بإخلاص شديد العبور بمصر وبالأطباء والمرضى هذه المعركة.