م الآخر| براءة مقتولة
أتكلم هنا عن براءة الأطفال التي قد نقتلها بأيدينا، فقد مرت علينا أحداثًا مأساوية ويكون أبطالها هم الأطفال.
فالأطفال يرون الدنيا بعيون بريئة لم يكن في قلوبهم سوى أحلام الصغار التي يحسون بها بالزمن الوردي، وتحقيق سعادتهم فقط باللهو واللعب، ولا يدرون ما يخبء لهم الدهر من هموم وأحزان، ولكننا في هذه الأيام من يقتل براءة هؤلاء الأطفال بدم بارد؛ فمثلًا الطفلة "زينه" ماذا فعلت حتى تلاقي هذا المصير؟.. ماذا فعلت في دنياها حتى يغدر بها الزمن لهذا الحد؟.
فقد لاقت مصيرًا مأساويًا على يد ذئبين بشريين لا يعرفان معنى الطفولة ولا المسئولية تجاه أبناء وبنات جيرانهم ووطنهم، فهم نتاج فاسد من نتاج المجتمع الذي أدى بهما إلى هذا الحال وضياع مستقبلهم، وذلك نتج عن تسيب وإهمال من الوالدين لهما إلى أن أدى بهما الحال إلى اغتصاب طفلة وقتلها خوفًا من الإفصاح عنهم، ولكن عدالة السماء فوق كل شىء وانكشف أمرهم، وضاع مستقبلهم، وضاعت معهما الطفلة البريئة، وأيضًا تحول حال أسرتها إلى هم وحزن على فراق ابنتهم.
هذه الحادثة لم تكن الأولى ولا الأخيرة، فبعدها بفترة قصيرة تكرر مثل هذا مع أطفال آخرين، فنجد في المناطق الريفية بعض النفوس الضعيفة الغادرة التي بدون رحمة تقوم بالتعدي على طفل في مقتبل العمر، نظرًا لخلاف مع أبوه وأعمامه بخصوص قطعة أرض أو بعض الأموال.. فلماذا كل هذا؟.
نقتل بأيدينا براءة الطفولة التي ليس لها أي ذنب لأحداثنا نحن الكبار، ولا نعرف مدى التأثير السلبي على نفوس هؤلاء الأطفال في حياتهم المستقبلية، ومن ناحية أخرى نرى قتل الطفولة من منظور آخر ألا وهو استخدام الأطفال في الأعمال السينمائية التي تعطي انطباعات خارجة وإباحية مثل ما حدث في فيلم (حلاوة روح)، وغيره من الأفلام التي يجب أن تمنع من أساس للحفاظ على أخلاق أبنائنا وبناتنا.
فالويل كل الويل لمن تسوّل له نفسه قتل براءة طفل من أطفالنا، ولمن يستغل براءة طفل لهدف خاص من أهدافة، أو لسبب التربح وجني الأموال.
أخيرًا العصابة الأميركية التي دربت بعض أطفال الشوارع لعمل شغب ضد الشرطة والجيش، والأكثر من ذلك أنه تم الاعتداء جنسيًا على 5 أطفال منهم، وهذا أكبر دليل على قتل الطفولة بدم بارد وخسيس، ومحاربة القيم والأخلاق التي تربينا عليها كلنا.
وهنا أختم كلامي بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ أطفالنا قُرة أعيوننا، وأن يحافظ على أبناء بلدنا الحبيب من كل غادرٍ أو حاقدٍ يأمل في تدمير جيلًا من شبابنا وأطفالنا، وهنا أستشهد بكلام الله عز وجل: "فاللهُ خيرٌ حافظًا وهو أرحمُ الراحمين" صدق الله العظيم.