حدث في مصيف بلطيم.. غرق اثنين وإنقاذ ثالث رغم إغلاق الشواطئ

حدث في مصيف بلطيم.. غرق اثنين وإنقاذ ثالث رغم إغلاق الشواطئ
- كفر الشيخ
- مصيف بلطيم
- غرق شاب بمصيف بلطيم
- شواطئ مصيف بلطيم
- محافظ كفر الشيخ
- كفر الشيخ
- مصيف بلطيم
- غرق شاب بمصيف بلطيم
- شواطئ مصيف بلطيم
- محافظ كفر الشيخ
حادثة مفجعة عاشها أهل قريتين بمحافظة كفر الشيخ، بعد غرق شابين في مياه مصيف بلطيم، حيث اُنتشلت جثة أحدهما، بينما ما تزال قوات الإنقاذ تبحث عن الجثمان الثاني من خلال 3 فرق من الغواصين، فيما أنقذت ثالثًا كان معهما.
الحادث المأساوي أثار كثيرًا من التساؤلات، أهمها يتعلق بكيفية دخول الشباب الثلاثة إلى مدينة بلطيم رغم قرار إغلاقها بسبب فيروس كورونا.
في 28 مارس الماضي، أصدر اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، قرارًا بغلق جميع شواطئ مدينة مصيف بلطيم، وكذا شاطئ مدينة مطوبس، لحماية المواطنين من أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن ديوان عام محافظة كفر الشيخ، فإن هذا الإجراء جاء في إطار اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطهير ونظافة وتعقيم تلك الشواطئ، وفقًا للإرشادات الصادرة من وزارة الصحة والسكان في هذا الشأن.
وعلى الرغم من قرارات غلق الشواطئ، وتأكيد المسؤولين أكثر من مرة على تأمين المنافذ بقوات من الشرطة بجانب إنتشار الأمن الإداري، ووضع لافتات تحذيرية على كافة الشواطئ بمنع اقتراب الأهالي، إلا أن مجموعة من الشباب والأطفال تمكنوا من الدخول للمصيف، ما أدى لغرق "م ف"، 16 عامًا، من قرية الكوم الطويل التابعة لمركز بيلا، حيث نُقلت جثته إلى مستشفى بلطيم المركزي، فيما تواصل القوات بحثها عن جثة شاب آخر يدعى محمد فوزى طه السعدني، 17 سنة، ومقيم بقرية إبشان التابعة لمركز بيلا، بينما جرى إنقاذ شاب ثالث كان معهما.
وترصد " الوطن" رحلة الشباب من الدخول حتى الغرق وانتشال جثمان شاب والبحث عن آخر .
في صباح أمس، استقل 3 شباب أحدهم من قرية الكوم الطويل والآخرين من قرية إبشان التابعتين لمركز بيلا "توك توك"، وقطعوا مسافة تُقدر بـ70 كيلو مترًا إلى مدينة مصيف بلطيم، قاصدين قضاء يوم ترفيهي على شواطئ المدينة، اعتقادًا منهم بإعادة فتحها تزامنًا مع القرارات التي أعلن عنها الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء منذ أيام قليلة.
وعند وصولهم لبلطيم أكد أحدهم للآخرين أنهم لم يستطيعوا الدخول للمدينة، لاقتصارها على الملاك والمستأجرين وفقًا لقرار المحافظة.
وفكر الشباب الثلاثة في حيلة للدخول الى المدينة المُغلقة منذ 3 أشهر، فاستقلوا ميكروباصًا ليتمكنوا من الدخول بطريقة شرعية، وحين سألهم أفراد الأمن الإداري بالبوابة الرئيسية، أفادوا أنهم مستأجرون، ومن ثم دخلوا بطريقة شرعية، حيث بدأوا في التنزه على الشواطئ دون وجود رقيب، لينتهي الحال باثنين منهم بالغرق، ويُنقذ الثالث ويُنقل للمستشفى فاقدًا الوعي، ثم تتحسن حالته ليؤكد أن زميليه كانا معه وغرقا.
بعد غرق الشابين وانتشال جثمان أحدهما، تحولت المدينة الهادئة والمُغلقة الا على سكانها منذ 3 أشهر بسبب فيروس كورونا، الى مكان يسيطر عليه صراخ السيدات حزنًا على فقد الشاب وعدم استخراج جثمانه.
كما انتشرت قوات الشرطة والإنقاذ النهري، على الشواطئ في محاولة منهم لإيجاد جثمان الفقيد، الذي من المرجح أن تكون الأمواج قد جرفته بعيدًا، حيث استعانت الوحدة المحلية بـ3 فرق إنقاذ للبحث عنه، بدءً من شاطئ السلام الذي شهد الواقعة، ومروراً بالشواطئ الـ7 في المدينة.
"عادل.س"، أحد أبناء قرية إبشان، يروي تفاصيل الحادث لـ"الوطن"، قائلًا، "إن محمد، البالغ من العمر 16عاماً، والمفقود منذ أكثر من 24ساعة، من أسرة متوسطة الحال، فقد تعائلها حينما توفي في شهر رمضان بعد صراع مع المرض، لتعيش الأسرة في حزن، ليأتى غرق محمد بحزن أكبر".
ويضيف أحد ابناء القرية، أن الشاب كان يُدرك أن الشواطئ كانت مغلقة، وأن صديقيه حاولا إخراجه من حالة الحزن التي ألمت به عقب وفاة والده، وظنا أن الحياة عادت لطبيعتها، وأنه يمكنهم قضاء يوم ترفيهي على شواطئ المصيف، ومساء أمس فوجعنا جميعًا بخبر فقدانه، حيث جرفته أمواج البحر، ولازال البحث جاريًا لإستخراج جثمانه.
ويبدو أن أفراد الأمن الإداري بالمدينة لم يستطيعوا السيطرة على مداخل المدينة بشكل كامل، وتنفيذ قرار غلقها، وذلك رغم التحذيرات التي جرى وضعها في كل المنافذ المؤدية لها، واعترف المهندس محمد إمام، رئيس المدينة خلال حديثة لـ"الوطن"، بأن هناك خطأ ما حدث، "مجموعة شباب دخلوا على أنهم مستاجرون، ورغم إننا علقنا لافتات، ورغم إن الأمن الإدارى بيمر، لكن صعب يغطي 11 كيلو بطول 7 شواطئ".
وأضاف "الشباب نزلوا المياه، بدون حد مايشوفهم، أنقذنا شابًا كان على وشك الغرق، وعقب نقله للمستشفى وإفاقته أكد أن صديقيه غرقا، فتمكنا فورًا من نتشال جثمان أحدهما، ودفعنا بـ3 فرق من الغواصين للبحث عن جثمان الآخر".
"ولادنا ماتوا من الإهمال، المسؤولين لازم يتحاسبوا على سماحهم بدخولهم من البوابة الرئيسية، موتنا ولادنا"، بهذه العبارة بدأت والدة الشاب المفقود حديثها لـ" الوطن"، مؤكدة أنها لم تفق من وفاة زوجها في شهر رمضان، لتُفجع بفقد نجلها.
وذكرت "محمد كان طيب وبيراعينا، وأخوه فى الجيش، جوزى اتوفي فى رمضان وابنى مات ومش لاقيه جثته، إحنا عاوزين محاسبة لكل واحد تسبب فى وفاة ابنى وصاحبة، وقبل كل ده لازم يخرجوا جثة ابنى، علشان نارى تبرد، نفسي ادفنه جنب أبوه".
ولاتزال فرق الإنقاذ النهري تكثف جهودها للبحث عن جثة الشاب، وسط تواجد العشرات من ذويه وأهل قريته، بينما جرى إيداع جثمان صديقه شمرحة مستشفي البرلس المركزي وتحرير محضر بالواقعة.