ينقله البعوض.. ما هو فيروس "زيكا" الذي يهدد العالم بسلالته الجديدة؟

كتب: منة الصياد

ينقله البعوض.. ما هو فيروس "زيكا" الذي يهدد العالم بسلالته الجديدة؟

ينقله البعوض.. ما هو فيروس "زيكا" الذي يهدد العالم بسلالته الجديدة؟

كشفت صحف تشيلية عن ظهور سلالة جديدة من فيروس "زيكا" بالبرازيل، خلال هذه الأيام، وهو ما يهدد البلاد بتفشي هذا المرض من جديد بين سكان أمريكا الجنوبية، تزامنًا مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأعلنت مؤسسة أوزوالدو كروز FIOCRUZ، أكبر مركز للأبحاث الطبية في أمريكا اللاتينية، انتشار سلالة جديدة من فيروس "زيكا" في البرازيل من جديد خلال هذه الآونة، وفقًا لموقع treehugger البريطاني.

ما هو فيروس زيكا؟

كان فيروس زيكا مرضًا غامضًا حتى وقت قريب، ظهر بشكل مفاجئ في عدد كبير من دول أمريكا الجنوبية، لكن تغير ذلك  في عام 2016، عندما بدأ الفيروس في الانتشار بشكل متفجر على حد تعبير منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت عدم اختفاء الفيروس في أي وقت قريب.

وقالت الدكتورة آن شوشات، نائبة مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، في بيان حول الفيروس في عام 2016: "معظم ما تعلمناه ليس مطمئنًا، يبدو أن كل ما ننظر إليه مع هذا الفيروس يبدو أكثر خوفًا مما كنا نعتقد في البداية".

واستكملت شوشات: "يمكن أن يصيب زيكا ما يصل إلى 4 ملايين شخص قبل نهاية عام 2016".

"زيكا" هو واحدًا من سلالة الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى الصفراء والضنك والتهاب الدماغ الياباني، تمت تسميته نسبة لغابة "زيكا" في أوغندا، وذلك بسبب اكتشافه للمرة الأولى داخل أحد قردة الغابة في عام 1947، حيث أن موطنه الأصلي قارة أفريقيا.

الانتشار الأول للفيروس 

حدث أول تفشي موثق لفيروس "زيكا" في عام 2007، في جزيرة ياب إحدى جزر المحيط الهادئ، ثم انتشر الفيروس إلى جزر جنوب المحيط الأخرى، مدعومًا بنقص المناعة بين الناس في تلك المنطقة.

الفيروس تم تأكيد ظهوره لأول مرة في البرازيل في مايو عام 2015، وانتشر منذ ذلك الحين بسرعة عبر البلاد، وكذلك إلى أكثر من 50 دولة وإقليمًا آخر. 

كيفية انتشار فيروس زيكا

ينتقل فيروس زيكا بشكل رئيسي عن طريق البعوض المصاب بالديدان البيضاء، فهو شائع الانتشار بالمناطق ذات المناخ الدافئ والرطبة أيضًا، وينشط تواجد هذا البعوض في ذروة النهار، حيث يتغذى على لذع مجموعات متنوعة من الثدييات والطيور علاوة على البشر أيضًا.

وللفيروس قدرة كبيرة على الانتقال بعدة طرق، منها نقل الدم، وممارسة العلاقة الحميمية، ومن الأم المصابة إلى جنينها أثناء فترة الحمل، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للبشر.

أعراضه 

وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن واحدًا فقط من بين كل خمسة أشخاص سيصاب بالفيروس، وحتى ذلك الحين قد يبدو الأمر خفيفًا، حيث أنه قادر على التحور بشكل سريع.

وتشمل أعراض الإصابة بفيروس زيكا، الإصابة بحمى، وظهور الطفح الجلدي، وآلام المفاصل، وصداع، والتهاب ملتحمة العين، وعادة ما تكو فترة حضانته من يومين إلى 7 أيام، حيث أن أعراضه تتشابه لحد كبير مع أعراض فيروس كورونا المستجد.

وقد ربطت دراسة علمية سابقة بين فيروس زيكا والتهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر (ADEM)، والذي يتميز بهجوم قصير ولكنه واسع النطاق للالتهاب في الدماغ والحبل الشوكي الذي يضر الغطاء الواقي للألياف العصبية. 

يتسبب في الإصابة بمرض نادر

بعد وصول Zika عام 2015 إلى البرازيل، بدأ الأطباء في ملاحظة ارتفاع في حالات صغر الرأس، وهو عيب خلقي يتميز بشكل صغير للدماغ وعدم اكتمال لنموها.

فعادةً ما يكون لدى البرازيل حوالي 150 تقريرًا عن تواجد حالات لصغر الرأس سنويًا، لكن البلاد أبلغت عن ما يقرب من 4000 حالة من عام 2015، وهو ما يعد ضعف الكمية السنوية، ومنذ ذلك أصبح يشكل الفيروس خطرًا كبيرًا لسكان البلاد بسبب هذه الإصابة النادرة.

بالإضافة إلى صغر الرأس، يحذر مركز السيطرة على الأمراض من العيوب الخلقية الأخرى المتوافقة مع الفيروس، مثل  تشوهات الدماغ والعينين.

الدول التي ينتشر الفيروس بها

وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، هذه هي الدول التي تشهد انتشار نشط للفيروس بها حتى الوقت الحالي، وهي، ساموا الأمريكية، والأرجنتين، وجزر البهاما، وبوليفيا، والبرازيل، وجزر كايمانكو، والولايات المتحدة الأمريكية، وجزر فيرجن الأمريكية، وفنزويلا.

هل تغير المناخ يؤثر على انتشار الفيروس؟

من الصعب ربط تفشي أي مرض محدد بالاتجاهات المناخية الواسعة بالحرارة، ولكن من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى تقليل بعض الأمراض التي تنقلها الحشرات مثل فيروس زيكا.

ما الذي يمكن فعله لإيقاف انتشار الفيروس؟

يتسابق العلماء ومسؤولو الصحة حول العالم للإجابة على هذا السؤال، من خلال محاولة هزيمة زيكا نفسه ومحاولة التنبؤ بانتشاره.

وقدم مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) لتجنب الإصابة بفيروس زيكا والأمراض المماثلة، وهي:

- ارتداء قمصانًا ذات أكمام طويلة وسراويل طويلة.

- البقاء داخل الأماكن المكيفة، أو التي تستخدم نوافذ وأبواب لإبعاد البعوض في الخارج.

- استخدام طاردات للحشرات وعدم رشحها على الجلد.

- تغطية أسرة الأطفال.


مواضيع متعلقة