فرق الأندرجراوند.. تمويل ذاتى ونجاح جماهيرى كبير

كتب: ناهد سمير

فرق الأندرجراوند.. تمويل ذاتى ونجاح جماهيرى كبير

فرق الأندرجراوند.. تمويل ذاتى ونجاح جماهيرى كبير

يتقابلون يوميا على مقاهى مصر المختلفة، يشبهون بعضهم البعض فى الهدف والطموح، تجمعهم موسيقاهم التى يعشقونها، لا يعبأ أى منهم بأماكن «البروفات»، سواء كانت فوق أسطح العمارات أو فى أحد الأستوديهات، لا يهتمون إلا بأن تصل رسالتهم ومشروعهم الفنى، عازمون على استكمال مشوارهم الفنى بالرغم مما يقابلونه من عوائق شتى. من فرق الأندرجراوند التى فرضت نفسها على الساحة بشكل قوى فى الفترة الأخيرة وأصبحت تنافس العديد من الفرق القديمة أيضاً، تضم ثمانية أفراد، من بينهم سبعة عازفين، و«فوكال»، وهو المغنى الأساسى للفرقة، كأحمد ياسين فى فرقة «عشرة غربى». بدأ تشكيل الفرقة بالاتفاق بين ثلاثة أفراد هم: «سوكا» عازف العود، ومصطفى ياسين، مدير أعمال الفرقة، وأحمد ياسين، كما انضم إليهم محمد يوسف وشهرته «جو»، وهو عازف كى بورد، ثم بدأوا فى اختيار باقى العازفين؛ شريطة أن يكونوا قادرين على إكمال المشوار معهم، وأيضاً مُقدرين لشكل الموسيقى الخاصة بهم، إلى أن توصلوا للشكل الحالى للفرقة. أخذ التجهيز لظهور فرقة عشرة غربى ما يقرب من ستة أشهر، إلى أن أقاموا أول حفلة لهم بساقية الصاوى عام 2009. مصطفى ياسين قال لـ«الوطن»: إن الفرقة استغرقت وقتا طويلا فى اختيار باقى أفرادها، حيث اعتمدنا على أن يكون كل فرد داخل الفرقة راقيا من الناحية الإنسانية، وسوى السلوك، قبل أن يكون ماهراً فى العزف على الآلة الخاصة به، وأضاف مصطفى: «كلنا فى عشرة غربى لايقين على بعض». أما عن اسم الفرقة فقال ياسين: «الاسم جه بعد مناقشات كتيرة»، وتابع: «كنا نحاول أن يكون الاسم لائقا على شكل الموسيقى التى نعزفها، إلى أن توصلنا إلى عشرة غربى»، وأشار إلى أن الاسم مناسب؛ لكونه يجمع أغلب أنواع المزيكا التى تعزفها الفرقة، فهم يعشقون الموسيقى النابعة من عدة مناطق مختلفة، وأكد ياسين أن «الموسيقى السمراء» هى الأقرب لقلوبهم، وأن الفرقة تسعى دائماً لتقديم الموسيقى القادرة على احتضان الكلمات بشكل جيد. وعن البروفات الخاصة بالفرقة قال ياسين: «كنا بنعمل البروفات فوق سطح عمارة زميلنا «جو» فى وسط البلد، ونلحن ونطلع هناك «أغانى كتير» واستكمل: «وبعد كده نوزع ونخلص الأغانى فى الأستوديو». وأضاف: «إحنا مقسمين نفسنا؛ ناس تعمل دعاية على مواقع التواصل الاجتماعى، وناس تعمل البوسترات الخاصة بالفرقة». فرق «الأندرجراوند» تتعامل مع العديد من الشعراء الشباب أصحاب المواهب الباحثة عن فرصة البزوغ، فمن أبرز شعرائهم؛ «محمد داوود، نور الدين شريف، وليد حسن»، وبرر مصطفى ياسين تعامل الفرقة مع هؤلاء الشعراء بشكل خاص قائلاً: «بيعرفوا يوصفوا بكلامهم الشارع والناس، ده غير إنهم متفقين مع هدفنا فى تقديم أغنية محترمة، ولها معنى وماتستخفش بعقل الناس». ولعل من أبرز أغانى فرقة عشرة غربى «بيانولا» من كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين، و«جوايا زحام» و«تيجى نرقص»، وهما من كلمات محمد داوود، بالإضافة إلى «حكايات» و«بالكلمة والمعنى»، من كلمات مصطفى ياسين. المعوقات الكثيرة التى واجهت الفرقة كان أهمها نقص الإمكانيات التى تمكنهم من نقل آلاتهم لمناطق أماكن الحفلات، بالإضافة إلى افتقادهم أى وسيلة للتمويل، حيث إنهم ينفقون دائماً من أموالهم الخاصة، وهو الأمر الذى وصفه مصطفى ياسين بـ«البالغ الصعوبة». أحمد ماهر «مدير أعمال» فرقة مشوار، أكد ما قاله «مصطفى ياسين»؛ حيث قال: إن عدم وجود تمويل لفرق الأندرجراوند يعطلها عن العديد من الأمور التى تساعدها على تطوير أدائها فى الكلمات والألحان، وأضاف: «لكننا ما زلنا مستمرين، ونحلم بأن يسمع العالم بأكمله ألحان وأغانى فرقة مشوار، علماً بأن فرقة مشوار ظهرت إلى النور فى عام 2010 على يد مجموعة من الأصدقاء، الذين قاموا باختيار الاسم اقتداءً باسم أحد ألبومات الفنان الكبير «محمد منير». منازلهم كانت وما زالت أستوديوهات للتدريب على الموسيقى، إلى أن جاء اليوم الذى ذهب فيه أحمد يوسف «فوكال الفرقة» لخوض اختبار صوت بساقية عبدالمنعم الصاوى، فذهب معه باقى أفراد الفرقة، من باب خوض التجربة، ونجحوا بالصدفة، على حد قول أحمد ماهر، الذى أضاف: «بعد اليوم ده قالولنا لازم نركز؛ عشان نعمل حاجه كويسة ومحترمة». اختارت الفرقة مزيكا الريجى كملمح أساسى لها؛ لأنه النوع الأقرب لهم ولقلوبهم، يتعاملون فيما يخص كلمات أغانيهم مع العديد من أصدقائهم من الشعراء وكتاب الكلمات، وهم: «أحمد الكاشف، أحمد القاسم، نور الدين، ومحمد شاهين»، وبرر ماهر ذلك قائلاً: «بيعرفوا يكتبوا أغانى شبهنا». أما «فرقة كاميرا» فقد تعثرت عدة مرات منذ عام 2007 لكى تصل للشكل الحالى لها فى 2011، حيث كان التمويل أبرز المعوقات التى واجهت أعضاءها، بالإضافة إلى رفض بعض الأماكن المنظمة للحفلات لكلمات أغانٍ بعينها، خاصة التابعة منها للمؤسسات الحكومية. وتؤكد فرقة كاميرا على كونها تسعى لتصوير الواقع بالغناء، وأن اسم «كاميرا» يعبر عن الأمر بقوة، مبررين ذلك بمقولة يرددونها دائماً هى: «لما الواحد يمشى فى الشارع ومعاه كاميرا ممكن يتفرج على مشهد يعجبه فيتفرج عليه إنما صعب قوى مشهد يشده فيطلع الكاميرا ويصوره». تلعب الفرقة عدة أشكال من المزيكا، مؤكدين على ضرورة أن تكون معبرة عن كلماتهم، وما يشعرون به، ومن أبرز أغانيهم «رجل شرقى» من كلمات أسامة الشاذلى، وأغنية «فوضى»، من كلمات وألحان محمد خليفة.