17 طبيبا وممرضا يتهمون مستشفى كفر الشيخ بالتسبب في إصابتهم بكورونا

17 طبيبا وممرضا يتهمون مستشفى كفر الشيخ بالتسبب في إصابتهم بكورونا
- كفر الشيخ
- كورونا في كفر الشيخ
- مستشفي كفر الشيخ العام
- فيروس كورونا
- اصابة الأطقم الطبية بكورونا
- كفر الشيخ
- كورونا في كفر الشيخ
- مستشفي كفر الشيخ العام
- فيروس كورونا
- اصابة الأطقم الطبية بكورونا
في خضم التطورات والأحداث المتلاحقة التي فرضها على عالمنا فيروس كورونا المستجد، طالعنا خبرا أثار ضجة كبرى في وسائل التواصل الاجتماعي خلال الآونة الماضية، مفاده إصابة 17 طبيبا وممرضا بقسم القلب بمستشفى كفر الشيخ العام بفيروس كورونا المستجد بسبب عدم إجراء المسحات اللازمة وإخفاء حقيقة إصابة إحدى نزيلات المستشفى بالفيروس، وهو الاتهام الذي وجهه أفراد الأطقم الطبية إلى إدارة المستشفى التي نفت التهمة عن نفسها مؤكدة تطبيق كل الإجراءات المتبعة في هذا الشأن.
بداية القصة عندما شعر طبيب داخل الرعاية المركزة بقسم القلب في مستشفى كفر الشيخ العام، بأعراض فيروس كورونا حيث ارتفعت درجة حرارته وتعرض لهبوط حاد لم يجعله يقوى على الوقوف على قدميه، حينها قرر إجراء مسحة طبية أظهرت لإصابته بالفيروس.
الطبيب الذي رفض ذكر اسمه، يقول إنه كان سببا في انتقال الفيروس لـ 16 من زملائه العاملين بالأطقم الطبية بقسم القلب: "قضيت نوبتاجية لمدة 24 ساعة ممارسا لعملي داخل غرفة الرعاية المركزة الخاصة بمرضى القلب بالمستشفى، كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي لكن بعد 3 أيام، وبينما كنت في المستشفى، شعرت بأعراض كورونا"، بحسب ما قاله لـ"الوطن".
حكى الطبيب ما ألم به لإحدى الممرضات بالمستشفى، وهنا كانت الصاعقة عندما أخبرته أن إحدى المرضى المحجوزات في المستشفى مُصابة بفيروس كورونا، على حد وصفه، وأن مسؤولي المستشفى يعرفون بذلك، "شعرت بالخوف الشديد على أسرتي رغم أنني أتسلح بالإجراءات الوقائية، لكني نقلت العدوى لطفلتي فقررت عمل عزل منزلي، بعد التأكد من إيجابية التحاليل والمسحة الخاصة بي وبطفلتى، واتبعت البروتوكول العلاجي منذ 5 أيام".
في الثالث عشر من مايو الماضي، أصدرت الإدارة العامة لشؤون مكافحة العدوى بوزارة الصحة والسكان، منشورا بشأن بروتوكول تعامل المستشفيات مع ظهور حالات إيجابية بفيروس كورونا، بين طاقم العمل بالمستشفى أو المنشأة الصحية.
وينص البروتوكول على أنه في حالة ظهور حالة إيجابية بين أفراد طاقم العمل (أطباء–تمريض- فنيين- أمن- عمال) يتولى فريق مكافحة العدوى بالمنشأة وحدة التعامل، طبقا للتالي: لا يتم أخذ مسحات من المخالطين للحالة، وغير مصرح بعزل المخالطين (منزلي أو بجهة العمل)، وتطهير الأماكن التي تواجد بها الحالة المكتشفة تطهيرا روتينيا ولا يوجد أي احتياج لغلق المنشأة أوأقسام التي ظهر بها حالة أو الحالات (عدا مدة التطهير فقط).
وذكر البروتوكول، كيفية التعامل مع حالات الإصابة داخل المستشفيات، مضيفا أنه على جميع العاملين بالمنشأة عامة والمخالطين للحالة خاصة عمل تقييم ذاتي لأنفسهم (ارتفاع درجة الحرارة أو ظهور أعراض تنفسية) وعليهم إبلاغ جهة العمل حال ظهور تلك الأعراض لإجراء الكشف والفحوصات المطلوبة، وفي حال الاشتباه في الإصابة بالعدوى تؤخذ له مسحة ويتم عزله بالمنزل.
ممرضة: استقبلنا مريضة بكورونا.. والمستشفى أخفت علينا إصابتها
تروي إحدى الممرضات بقسم القلب بمستشفى كفر الشيخ العام– والحديث على عهدتها- واقعة خطيرة ملخصها استقبال المعهد لمريضة قادمة من أحد مراكز محافظة الشيخ، أخفت إدارة المستشفى حقيقة إصابتها بفيروس كورونا عن الأطقم الطبية وهو ما تسبب في إصابة 17 طبيبا وممرضا بالفيروس التاجي.
وبحسب الممرضة، التي رفضت ذكر اسمها " فوجئنا أن في حالة اسمها (س. ب)، من أحد مراكز المحافظة، اتحجزت عندنا، والأخصائي قالنا دي حالة تبع مدير المستشفى، ومنقدرش نقول لأ، كانت الحالة محتاجة جهاز لقياس ضربات القلب، لأن ضرباتها قليلة".
وأكملت: "اتعاملنا معاها عادي، وبعد وقت قليل، فوجئنا أنها بتكح كحة صعبة، وعرفنا أنها مُصابة بكورونا، ومدير المستشفى والأخصائي وأهلها عارفين، ومع ذلك لم يتم إخبارنا، ولم يتم توفير الواقيات الخاصة بكورونا لنا، تخيلوا كل الطاقم الطبي تعامل معاها على مدار 22 يوما، يعني قرابة الشهر، لتبدأ المعاناة بثبوت إيجابية التحاليل لفيروس كورونا لـ17 من الطاقم الطبي، الذي تعامل معها بينهم 3 أطباء و14 ممرضة وممرض".
ووفقاً لبروتوكول مكافحة العدوى بوزارة الصحة، أنه حال ظهور أعراض كورونا بين الطواقم الطبية، فيتعين على مدير المنشأة الإشراف اليومي، على إجراء المسح الصباحي، لجميع العاملين المعتمد على قياس الحرارة، واكتشاف الأعراض التنفسية، والتأكد من اتباع تعليمات مكافحة العدوى، فيما يخص المسافات البينية، ومنع التزاحم في أي مكان، وارتداء الواقيات الشخصية المناسبة، واتخاذ ما يلزم مع المخالفين.
"مفيش مسحات.. صحتكم حلوة"
اتهمت الممرضة مسؤولي وزارة الصحة بكفر الشيخ، بمخالفة البند المذكور الخاص بتطبيق سبل مكافحة العدوى: "لما اكتشفنا إصابتنا بكورونا، بعد ظهور الأعراض على طبيب الذي تولى إدخال الحالة، اختفى وعزل نفسه، وأغلق تليفونه، لأنه كان على علم بإصابتها، طلبنا من الإدارة عمل مسحات طبية لنا، خوفا من الإصابة، إلا أن المدير رفض، وقال (إنتوا صحتكم حلوة، مفيش مسحات ولا أشعات، اللي عاوز يعملها يبقى على حسابه)".
وأضافت: "طلبنا عمل مسحة للمريضة، رفضوا، لأنهم متأكدين من أنها مصابة بكورونا، بدأنا نقول مش هنشتغل، وأجبرناهم يعملولنا مسحات، طلعنا كلنا الـ17 مصابين، لأننا اتعاملنا مع الحالة اللي قعدت قرابة الشهر عندنا في الرعاية المركزة، بعد كدة تم عزلنا في قسم العزل بالمستشفى، وكانوا بيطالبونا بعزل أنفسنا منزليا، لكن رفضنا، خوفا على أقاربنا وذوينا، ولما هددناهم بتصعيد الواقعة للوزارة، خافوا، وحولونا لمستشفى سيدي غازي المركزي".
الأمر نفسه أكده أحد الممرضين بالمستشفى لـ"الوطن"، مشيرا إلى أنه فور شعوره بأعراض كورونا والتي تمثلت في ضيق التنفس، توجه لمدير المستشفى طالبا منه إجرء أشعة مقطعية على الصدر، لكن طلبه قوبل بالرفض، "حسيت بالأعراض قولت أعمل أشعة مقطعية وصورة دم، لكن فوجئت برفضهم، وعملولنا اختبار سريع أثبت إيجابية الفيروس، وقالوا لنا إنه مش مقياس، وبعد تحايل أجري مسحات لـ6 أشخاص منا، ثبتت إيجابية تحاليلهم".
يقول الممرض صاحب الـ 20 عاما، إن إدارة المسشتفى رفضت إجراء مسحة لكل أفراد معهد القلب، "طلبنا عمل مسحات كان الرد (اللي يظهر عليه أعراض نعمله مسحة، والمريضة تم نقلها للعزل)، وبالفعل نقلت الحالة لمستشفى عزل بلطيم، وبعدها بيومين توفاها الله، وثبت إيجابية التحاليل لنا جميعا نظرا لتعاملنا معها، وتم عزلنا وسمعنا أنه قسم الرعاية المركزة سيغلق لتطهيره".
المصابون يطالبون بحقوقهم في "جروب فيس بوك".. ويغلقوه بعد تهديدات "قدرنا أننا نتعرض للإهمال"، هكذا بدأت إحدى الممرضات بقسم القلب في مستشفى كفر الشيخ العام، وهي حامل، حديثها لـ"الوطن" عن واقعة إصابتها بفيروس كورونا أثناء عملها بالمستشفى، مشيرة إلى أنها أصيبت و3 من زملائها بالفيروس و4 مرضى يتلقون العلاج بوحدة القلب.
"طلبت إجازة من المستشفى لأني حامل، تم رفضها للظروف الحالية، جميعنا أصيب بالفيروس أنا و3 من زميلاتي حامل أيضا، وزوجي كاد يفقد عمله بعدما أصيب بالفيروس بسببي، بمجرد علم زملائه في العمل أهانوه، وكأن الوباء سُبة، والجيران تنمروا علينا".
عدد من أفراد الأطقم الطبية ضحايا فيروس كورونا، اتهموا وكيلة وزارة الصحة بمحافظة كفر الشيخ الدكتورة سوسن سلام، بكونها كانت على علم بالواقعة منذ البداية، وأعطت تعليمات لمسؤولي المستشفى، بعدم إجراء مسحات للطاقم الطبي، سوى من تظهر عليه الأعراض، وهو ما دفعهم لتدشين جروب على موقع "فيس بوك"، يستنكرون فيه حدث من مديرية الصحة، باسم "حق تمريض عناية القلب فين"، لتصلهم تهديدات ويجري إغلاقه.
وكيل "صحة كفر الشيخ" تنفي: "زميلهم السبب.. كان شغال في مستشفى خاص موبوء"
من جانبها، قالت الدكتورة سوسن سلام، وكيل وزارة الصحة بمحافظة كفر الشيخ، لـ"الوطن": "الأطقم الطبية أخدت العدوى من زميلهم اللي شغال في مستشفى خاص موبوء، مش من المريضة، مكنش عندها كورونا"، لينقطع الاتصال بعدها، وتغلق وكيلة الوزارة هاتفها.
وقال الدكتور لطفي عبدالسميع، مدير مستشفى كفر الشيخ العام، إن الأطقم الطبية بالمستشفى، تلقى رعاية طبية حال الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه جرى نقل عددا من المصابين بين هذه الأطقم، لمستشفى سيدي غازي للعزل الطبي، عبر سيارات الإسعاف.
وأضاف مدير عام المستشفى، في مقطع فيديو مصور، بثه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن "الفريق الطبي بالمستشفى أولادنا، ويعلم الله لم نقصر مع أحد، وكل من ظهرت عليه أعراض كورونا، أجرينا له أشعة مقطعية والتحاليل اللازمة، ومن يحتاج لمسحة طبية جرى أخذها لعدد منهم، ومن أظهرت النتائج إيجابية تحاليله، تواجدت معهم داخل قسم العزل، ونسقنا له في مستشفى العزل بسيدي غازى، وجرى تسكينهم"، مشيرا إلى أن المستشفى لن يقصر مع أحد، لأن الأطقم الطبية، أمانة في رقاب مسؤوليها، على حد قوله.
وتابع عبدالسميع، بأنه يجري توفير الواقيات الشخصية بالتنسيق مع الوزارة والمديرية والمحافظة، "لا يمكن أن يفر القائد أو الجندي من المعركة، وهذا ما نفعله، ونحن في خدمة الجميع، ونعاهد الله وأنفسنا، أننا مستمرون في خدمة الجميع".
واختتم الفيديو برسالة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "ياريت السوشيال مديا ترحمنا شوية، اللي في النار مش زي اللي قاعد على البر ياجماعة، إحنا في جهاد مع النفس، دوروا على الإيجابيات بلاش سلبيات، ارفعوا من روح الفريق الطبي، وحافظوا عليه، إحنا بنعمل المستحيل محدش حاسس بينا، من الناس اللي قاعدة تتصيد الأخطاء، اللي بيتعمل محدش حاسس بيه، كفاية كدة".