بين السيادة والانتخابات.. خلافات تل أبيب الداخلية ترجئ ضم الضفة

بين السيادة والانتخابات.. خلافات تل أبيب الداخلية ترجئ ضم الضفة
يبدو أن الحكومة الائتلافية التي شكلها قطبي إسرائيل الحاليين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وشريكة "بيني جانتس" لن تستمر طويلًا كما هو متوقع بسبب الخلافات بينهما، ولكن ظهور الخلافات التي تهدد استمرارها جاءت أسرع من المتوقع بسبب المخطط الإسرائيلي لضم أراضي من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.
أزمة بين "نتنياهو" و"جانتس" بشأن ضم أراضي الضفة الغربية
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة، والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي، قال إن "هناك خلافات أساسية بين نتنياهو وجانتس حول ماهية وكيفية ضم الأراضي في الضفة".
وأضاف كنعان لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، أن نتنياهو عرض عدة سيناروهات على جانتس وأحدها كان ضم 30% من أراضي الضفة، وآخر عن ضم مناطق معينة على عدة مراحل في الوقت الذي طالب فيه جانتس أن يكون الضم باتفاق مع الدول المختلفة في العالم، وتحديدًا دول الجوار العربية ومن خلال حوار مع الجانب الفلسطيني، مع إعطاء تسهيلات للفلسطينيين اقتصادية، وغيرها".
قيادي بالقائمة المشتركة: نتنياهو يسعى إلى انتخابات ليشكل الحكومة بدون ائتلاف
وبشأن إمكانية أن يتم الذهاب لانتخابات جديدة، قال: "نتنياهو يريد أن يمرر هذا العام، ولا أعتقد إجراء انتخابات الآن، لكن من الممكن أن نشهد انتخابات جديدة العام القادم، وذلك لأن نتنياهو لا يريد أن يكون جانتس رئيسًا للحكومة، ويريد الذهاب لانتخابات على أمل أن يستطيع تشكيل حكومة دون ائتلاف".
وفي وقت لاحق مع تطور الأحداث، هدد نتنياهو شريكه في الحكومة جانتس بحل الحكومة والذهاب إلى الانتخابات إذا لم يدعم خطة فرض السيادة على أراضي الضفة وغور الأردن.
وذكرت وكالة "معا" الفلسطينية، أنه منذ تشكيل الحكومة الحالية، تشير التقديرات إلى أن نتنياهو لا يعتزم إكمال ولايتها، وأنه في مرحلة معينة سيعمل على حلها والتوجه إلى انتخابات جديدة، مبكرة، ولذلك هو يضع عقبات، مستفيدا من خلافات بينه وبين جانتس وأشكنازي، حول مخطط ضم مناطق واسعة في الضفة لإسرائيل وقانون ميزانية الدولة، ويوصفان بأنهما "محطتان" تسمحان بالتوجه إلى انتخابات جديدة للكنيست، إذ يطالب نتنياهو بإقرار ميزانية للعام الحالي فقط بينما الاتفاق الائتلافي ينص على إقرار ميزانية لعامين.
ووفقا لصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، فإنه وفي الأيام الأخيرة، التقى نتنياهو بجانتس عدة مرات لحل الخلاف وخلال هذه المحادثات، وكذلك في نقل الرسائل بين المكاتب، أوضح نتنياهو لشريكه أنه "إذا لم تكن هناك سيادة فلا توجد حكومة، إما السيادة أو الانتخابات، لا يوجد شيء آخر في الوسط. وبالتالي، فإن الأسبوع الحالي حاسم ليس للتسوية فحسب، بل أيضا للنظام السياسي إذا طالب الأمريكيون بالتعاون بين الأزرق والأبيض كشرط للموافقة على الخطة ، فستصبح الحكومة على المحك".
ورغم وجود أغلبية في الكنيست مؤيدة لتنفيذ مخطط الضم، إلا أن الإدارة الأمريكية تشترط إعطاء ضوء أخضر لتنفيذه بموافقة "كاحول لافان".
"معاريف": مخطط الضم لن يبدأ بحلول أو يوليو.. وسيتم تأجيله
من جانبها، ذكرت صجيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه بسبب تلك الخلافات، فإن تنفيذ مخطط الضم لن يبدأ بحلول الأول من يوليو المقبل، مثلما يتعهد نتنياهو، وإنما سيؤجل، موضحة أن الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية لم تتغير.
وفي تقرير آخر، ذكرت "معاريف"، الثلاثاء الماضي، أنه على خلفية الفجوات اللكبيرة في مواقف حزب "الليكود" وحزب "كاحول لافان" بشأن مسألة ضم أراضي الضفة الغربية، تعثرت المحادثات مع الأمريكيين.
وبحسب التفاصيل التي ذكرتها الصحيفة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، فبعد اجتماع السفير الأمريكي في إسرائيل "ديفيد فريدمان" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء ووزير الجيش الإسرائيلي، بيني جانتس، ورئيس الكنيست ياريف ليفين، ووزير الخارجية جابي أشكنازي في وقت سابق الأسبوع الماضي، تقرر عدم مواصلة المحادثات حتى وصول شركاء حكومة الوحدة، وبناء على ذلك اتفق نتنياهو وجانتس وليفين وأشكنازي على الاجتماع مرة أخرى الليلة الماضية لمواصلة النقاش.
قيادي بـ"فتح": الخلاف بين قطبي الحكومة الإسرائيلية ليس على فكرة الضم
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن "الولايات المتحدة الأمريكية تضع شرطًا جديدًا من أجل إعطاء الضوء الأخضر للاعتراف بضم الاحتلال الإسرائيلي لمناطق من الضفة الغربية وذلك بضرورة اتفاق نتنياهو وجانتس قطبي الحكومة الإسرائيلية على مساحة الضم وآلية تنفيذها".
وأضاف في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن "الخلاف بين قطبي الحكومة الإسرائيلية ليس على فكرة الضم ولكن على آلية الضم وتدرجها، وبيني جانتس يرى ضرورة ألا يتم الضم مرة واحدة مما يحدث صراعات واشتباكات في الضفة والمنطقة وتنهار السلطة الفلسطينية".
وتابع: "يرى جانتس أن لابد من تنفيذ عملية ضم للمستوطنات الكبرى كخطوة أولى مع تخفيف الحمل الأمني على الجيش الذي سيتحمل مسؤولية تنفيذ عملية الضم وأي مواجهات شعبية ترفع تكلفة العمل الأمني في الأراضي الفلسطينية".
وأكمل: "هذا الموقف جعل نتنياهو يطرح فكرة الضم من مناطق الضفة الغربية وليس الضم لمناطق 30% من الضفة وغور الأردن وأن تنفذ عملية الضم بشكل متدرج بناءً على الخرائط التي سلمها الجانب الأمريكي للحكومة الإسرائيلية ولتبرير موقفه أمام اليمين الإسرائيلي بدأ يشير إلى أن خرائط الضم ليست جاهزة بعد".
وأشار إلى أن "عملية الضم المتدرجة قد تكون هي الحل المرضى لطرفي حكومة الاحتلال وقد نشهد الشهر القادم الإعلان عن ضم المستوطنات الكبرى لحدود دولة الاحتلال مع البدء في تعديل جدار الفصل العنصري لضم هذه المستوطنات"، مؤكدًا أن "نتنياهو لا يروق له موقف بيني جانتس ولكن بسبب الملف القضائي الذي ينتظره لن يصطدم معه وينتظر حتى يسوي كل ملفاته القضائية وبعدها سينقض على خصمه جانتس ويكون الخلاص منه بالدعوة لانتخابات رابعة وبذلك ينتهي من كل خصومه".
ومضى قائلًا: "الأمر سيحسم بناءً على ردات الفعل الفلسطينية والعربية والدولية على عملية الضم خاصة أننا ننتظر موقف مجلس الأمن من قرار 2334 وعملية الضم وكذلك الدعوة لعودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كما تقترح قيادة السلطة الفلسطينية بدون شروط وتحت إشراف الرباعية الدولية وأن تكون مفاوضات تكميلية لما تم إنجازه من قبل".
وأنهى حديثه قائلًا: "الأيام القادمة ستكون حاسمة في كثير من الملفات ومنها مستقبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي".