في ذكراها الـ52.. قصة استلام "الأرثوذكسية" رفات "مارمرقس" من الفاتيكان
استلام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رفات مارمرقس
يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الإثنين، بحسب "السنكسار الكنسي"، بالذكرى الـ52 لاستلام رفات مارمرقس الرسول، مؤسس الكنيسة المصرية، من الكنيسة الكاثوليكية في روما.
والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الإثنين، 15 من شهر بؤونة لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 1968 ميلادي، استلمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رفات مارمرقس الرسول، مؤسس الكنيسة المصرية، من الكنيسة الكاثوليكية في روما.
وبحسب السنكسار، فأنه في مثل هذا اليوم 22 يونيو سنة 1968، وفي السنة العاشرة لعهد البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 في سلسلة باباوات الكرازة المرقسية، تسلم الوفد الرسمي الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكرازة المرقسية من يد البابا بولس السادس بابا الفاتيكان في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.
ويشير السنكسار، إلى أن الوفد المصري الذي كان موفد لاستلام الرفات مكون من 10 من المطارنة والأساقفة بينهم سبعة من الأقباط و3 من المطارنة الأثيوبيين و3 من الأراخنة.
ويذكر السنكسار، إن الوفد البابوي السكندري، غادر القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 20 يونيو سنة 1968، في طائرة خاصة يرافقه فيها نحو 90 من أراخنة القبط بينهم سبعة من الكهنة، وكان في استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدين من قبل البابا بولس السادس وسفير مصر لدى الفاتيكان، وتحددت الساعة الـ 12 من صباح يوم السبت 22 يونيو لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما، وتسلم رفات مار مرقس الرسول، وقبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برئاسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فيلبرا اندز، أمين عام لجنة العمل على اتحاد المسيحيين، والمطران أوليفوتي، مطران البندقية (فينيسيا)، و3 من الكهنة في موكب رسمي وأقلتهم سيارات الفاتيكان الفاخرة تتقدمها الدراجات البخارية إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان، وفي العاشرة صباحا دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس، مطران أبو تيج وطهطا، رئيس الوفد يتبعه المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنة، وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه الخاص واقفا يستقبلهم ثم جلس على كرسيه، وجلس أعضاء الوفد، وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيي الوفد، مشيدا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنئ بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة.
وأضاف السنكسار: "بعد استلام رفات مار مرقس الرسول، ألقى الأنبا مرقس رئيس الوفد كلمة قصيرة قال فيها إنه يحمل إليه تحيات بابا الإسكندرية ثم سلمه خطابا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إليه ويفيده بأسماء أعضاء الوفد الرسمي الذين انتدبهم نيابة عنه لاستلام رفات مار مرقس الرسول، ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه وحمل بابا روما ورئيس الوفد السكندري معا الصندوق الحاوي لرفات مار مرقس، وسار الكل في موكب رسمي وانتقلوا من مكتب البابا إلى قاعة كبيرة كانت أعدت لاستقبال الأقباط المرافقين للوفد الرسمي؛ ليشهدوا اللحظة تلك ووضع صندوق الرفات على مائدة خاصة فيما أنشد الكهنة القبط الألحان الكنسية المناسبة".
كما ألقى الأنبا جريجوريوس، نيابة عن الوفد، خطابا باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس، معربا عن سعادة مسيحيي مصر وإثيوبيا بعودة رفات مار مرقس الرسول بعد 11 قرنا ظل فيها جسد مار مرقس غريبا عن البلد الذي مات فيه.
ورد بابا روما في خطاب رسمي باللغة الفرنسية أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية، وقدم وثيقة رسمية بتاريخ 28 مايو سنة 1968 تشهد بصحة الرفات، وأنها استخرجت من مكانها الأصلي.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.