ما بين الحقن والاستنشاق.. هل يعالج "القنب" كورونا؟

ما بين الحقن والاستنشاق.. هل يعالج "القنب" كورونا؟
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" أن علماء إسرائيليين يجرون حاليا بحثًا حول احتمال أن يكون لنبتة القنب تأثيرًا إيجابيا في تخفيف أعراض الإصابات الخطيرة بفيروس الكورونا المسبب لمرض "كوفيد 19".
ووفقًا للهيئة الإسرائيلية، تشير النتائج الأولية للبحث الذي يجرى في مستشفى رامبام في حيفا أن استخدام القنب لمعالجة المصابين بالفيروس يمنع تدهور حالاتهم وتطور الالتهاب في الرئتين الأمر الذي يشكل العامل الرئيسي للوفيات من جراء المرض، مشيرة إلى أن المرحلة الثانية من التجارب ستبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويقول الدكتور "يجآل لوريا حيون" الذي يترأس طاقم الباحثين إن البحث يركز حاليًا على مدى تأثير مستحضر من القنب على الالتهاب الذي يتسبب فيه الفيروس وذلك عن طريق تهدئة جهاز المناعة في جسم المريض علما بأن رد الفعل القوي لجهاز المناعة يسبب في بعض الأحيان الفشل الرئوي مما يلزم الأطباء بربط المريض بجهاز التنفس الاصطناعي ويسبب في بعض الحالات وفاة المريض.
ويستخدم الباحثون المئات من المواد التي تحتويها نبتة القنب والتي تشبه مواد يفرزها جسم الإنسان وأن التحدي الكبير والهدف من البحث عما تشخيص المواد الفعالة من بين المئات.
وبدورها تقول الدكتورة "شلوميت يهودائي ريشيف" التي تشارك في البحث إن هناك قاعدة بيانات واسعة تراكمت في مستشفى رامبام حول مرضى الكورونا، وقد أخذ الباحثون عينات دم من المرضى في المستشفى لغرض اختبار تأثير المواد الموجودة في نبتة القنب حيث تم استخدامها في المرحلة الأولى من التجارب، ويعرب الدكتور "لوريا حيون" عن أمله في أن يستكمل البحث قبل اجتياح موجة ثانية من الوباء أنحاء العالم في موسم الشتاء القادم.
إيمان مرزوق: نوعين من التأثيرات القوية لمستخلصات القنب للحد من انتشار كورونا
من جانبها قالت الدكتورة إيمان مرزوق أستاذ مساعد علم الفيروسات بجامعة القصيم بالسعودية، إنه بينما يبحث العالم أجمع عن سبل الوقاية والعلاج ضد فيروس كورونا المستجد الذي يهدد الجميع نجد العديد من الأبحاث في شتى بقاع الأرض لإيجاد حل سريع لهذه الأزمة، مضيفة: "نجد دراسة حديثة من جامعة ليثبريدج بكندا عن بعض المواد المستخلصة من نبات القنب Cannabis Sativa وهو نوع من النباتات العشبية المتعددة الاستخدامات والتي يمكن أن تحد من انتشار فيروس كورونا المستجد حيث تشير النتائج إلى نوعين من التأثيرات القوية لهذه المستخلصات".
وتابعت في اتصال لـ"الوطن": "النوع الأول وقائي يعمل على المستقبلات الخلوية ACE2 حيث إن هذا الفيروس ينتقل من خلال الرزاز الصادر من الجهاز التنفسي والتي يتم إخراجه أثناء السعال أو العطس من شخص مصاب ويصل لآخر سليم من خلال المستقبلات الخلوية ACE2 المسؤولة عن دخوله إلى الخلايا المضيفة لذا قامت بعض الدراسات بحقن مستخلصات مختلفة من أوراق القنب التي يعتقد أن لها تأثيرات على المستقبلات الخلوية ACE2 فأظهرت نتائج جيدة حيث قللت من نشاط المستقبلات الفيروسية بنسبة 73٪ مما أدى إلى احتمالية أقل للإصابة كما وجد أن الفرق بين نشاط هذه المستقبلات ACE2 في أنسجة معينة قبل وبعد إعطاء المستخلصات يعتد به إحصائياً لذا توجد محاولات لإستخدامها كنوع من سبل الوقاية السهلة الاستخدام التي يمكن ان تكون على شكل غسول للفم ومنتجات لغرغرة الحلق".
أستاذ مساعد علم الفيروسات: دراسة تسعى إلى تطوير منتج وقائي من مستخلصات القنب بواسطة الاستنشاق
وأضافت: "يوجد دراسة أخرى تسعى إلى تطوير منتج وقائي محتمل ضد فيروس كورونا المستجد يستخدم فيه أجسام صغيرة محملة بمستخلصات نبات القنب والذي سيعطى على الأرجح من خلال الاستنشاق لكي يمنع و يعيق دخول الفيروس إلى الجسم بينما يستمر اختبار هذه المنتجات على نطاق أوسع للتأكد من قدرتها على تقليل دخول الفيروس عن طريق الغشاء المخاطي للفم و الأنفثانيا عن طريق تأثير هذه المستخلصات في تقليل الإلتهاب حيث تجري حاليا ثلاث تجارب سريرية في بلاد أخرى لاختبار آثار نبات القنب Cannabis Sativa في تقليل الإلتهاب و الحد من فرط نشاط الجهاز المناعي استنادا إلى خصائص النبات المعروفة مسبقا بأنها مضادة للالتهابات حيث أن الغالبية العظمى من الحالات الشديدة المصابة بهذا الفيروس لوحظ معها ظاهرة تسمى عواصف السيتوكين و التي توصف بأنها مستويات استثنائية عالية من استجابة الجسم المناعية و التي تؤدي إلى مهاجمة و تدمير الخلايا الحاملة للفيروس الموجودة في الرئتين".
واستطردت: "لكن الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها فحص نبات القنب ومحاولة استخدامه كوسيلة للوقاية من الفيروسات التاجية حيث تناولته أبحاث سابقة في الصين في عام 2007 من حيث تأثيره على فيروس سارس التابع لنفس العائلة والذي تسبب في انتشار المرض في عام 2003 حيث تم اختبار العديد من المركبات النباتية التي أظهرت آثارًا قوية مضادة لانتقال فيروس سارس مع العلم أن هذه الأبحاث التي تسلط الضوء على نبات القنب كإستراتيجية للوقاية وكمساعد في العلاج من فيروس كورونا المستجد لا تزال في المراحل المبكرة والتي تحتاج للمزيد من الأدلة من حيث فعاليتها و درجة أمانها و الآثار الجانبية التي قد تصاحبها فلا يجب التسرع والإندفاع إليها مطلقا".