رغم كورونا.. الآلاف من قرية الوراق يشيعون جثمان أستاذ جامعة كفر الشيخ
رغم كورونا.. الآلاف من قرية الوراق يشيعون جثمان أستاذ جامعة كفر الشيخ
فى جنازة مهيبة، شيع الآلاف من أهالي قرية الوراق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، جثمان الدكتور محمد يحيى عقل رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة كفرالشيخ سابقاً وعضو مجلس النواب السابق، الذي توفي متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، كنوع من رد الجميل لابن قريتهم الذي اعتاد أن يشاركهم في الأفراح والأحزان.
ورغم الإجراءات الاحترازية التي تطبقها الدولة لمواجهة كورونا وتحث المواطنين على اتباعها، ومن أهمها عدم وجود تجمعات كبيرة ووجود مسافة بين الأشخاض، إلا أن أهالي القرية حرصوا على الخروج بالآلاف لشييع جثمان الدكتور "عقل" إلى مثواه الأخير، وتحركو خلف سيارة الإسعاف التي تحمل الجثمان مكبرين ومهللين، حيث يقول نجل شقيق الراحل، أحمد معروف، إنه عمه "كان كثير المجاملات ولم يترك فرحا أو ميتما أو مريضا إلا زاره".
كان الدكتور يحيى عقل يعاني من مرض الكبد طيلة 17 عاما، ومؤخراً ظهرت عليه أعراض الإصابة بكورونا وتم نقله إلى مستشفى حميات كفر الشيخ لمدة 3 أيام، وعندما تدهورت حالته تم نقله إلى مستشفى العزل ببلطيم إلى أن توفى بها.
وبمجرد إعلان خبر وفاته اتشحت القرية بالسواد وجاءت وفود من المحافظة والمراكز المجاورة للمشاركة في تشييع جثمانه وتأدية واجب العزاء.
ويضيف "معروف" لـ"الوطن"، الدكتور كان لديه إصرار وعزيمة على تأدية الواجب رغم اشتداد المرض عليه، موضحاً أنه كان يذهب لعمله بالجامعة ثم يعود للقرية يجلس مع العامة والبسطاء للاطمئنان على أهله، لافتاً إلى أنه كان متعاطفاً مع طلابه الذين يدرس لهم "كان بيوزع الكتب للطلاب غير القادرين مجانا" فضلا عن محاباته للموظفين بالجامعة.
"سيموت الكاتب ويبقى النص يقدم إجابات لأعوام وأعوام" كانت هذه الجملة هي إحدى أقوال الدكتور محمد عقل والتى كان دائم تكرارها على طلابه، وعندما علموا بوفاته رثوه بها فتحولت صفحاتهم إلى مرثية عزاء بعنوان "مات الكاتب.. ربنا يرحمك يادكتور"، وبرر طلابه تزاحم المواطنين في تشييع جنازة أستاذهم بمواقفه الطيبة مع الجميع.
يتذكر أحمد معروف نجل شقيق الراحل، أحد المواقف الشجاعة لعمه الدكتور يحى عقل، قائلاً ، "عندما زار الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق جامعة كفر الشيخ، قبل 10 أعوام، أقسم عليه ألا يغادر الجامعة قبل أن يتبرع بأكثر من 50 مليون جنيه"، مواصلا "كان شخصية قوية ومحبوبة جدا"، موضحاً أنه كان لايبخل على أحد بعمله أو ماله وكان دايما يراضي الفقراء".
