ترامب يصف "بولتون" بالمجنون بعد فضح تواطؤه مع أردوغان بقضية بنك خلق

ترامب يصف "بولتون" بالمجنون بعد فضح تواطؤه مع أردوغان بقضية بنك خلق
هاجم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، بسبب فضح الأخير لتواطؤ الرئيس الأمريكي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في فضيحة غسيل الأموال لصالح إيران، المعروفة بقضية بنك خلق، وذلك خلال مقتطفات نشرها بولتون من كتابه الذي يصدر قريبًا بعنوان:"من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض"، وفقا لما ذكره موقع "تركيا الآن".
وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على موقع الدوينات القصيرة "تويتر"، إن بولتون "مجنون"، وأنه قد أورد تلك الاتهامات بسبب إقالته من منصبه، واصفًا الوقائع التي أشار إليها الكتاب بـ"القصص المزيفة".
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، قد فجر مفاجأة مدوية بشأن تواطؤ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تسويات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بشأن القضية المعروفة إعلاميًا بقضية "بنك خلق" الحكومي، وذلك في خلال فصل "المستبدون المفضلون لترامب" ضمن كتابه الصادر حديثًا تحت عنوان:"من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض".
وسبق وأن اتهمت وزارة العدل الأمريكية في وقت سابق إدارة بنك خلق الحكومي التركي بالاحتيال وغسيل الأموال على نطاق واسع بهدف مساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الأمريكية عليها.
وشدد ترامب على أن كتاب مستشاره السابق عبارة عن أكاذيب وقصص مزيفة، وقال "لم يقل بولتون إلا أمورًا جيّدة عني للصحافة حتى يوم إقالتي له، وهو غبيّ ممل ساخط، لم يرغب إلا في شن حرب، ولم يفهم أي شيء، وأصبح منبوذًا، وأقيل بسعادة. يا له من أبله".
من جانبها، رفعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دعوى قضائية لمنع بولتون من نشر كتاب يتوقّع أن يرسم فيه صورة قاتمة عن الرئيس الجمهوري وطريقة حكمه، وتطلب الدعوى عدم نشر كتاب بولتون، الذي لم يحصل على موافقة على النص بأكمله، وقالت إن ذلك يجعل المؤلف في انتهاك واضح للاتفاقات التي وقّع عليها كشرط لتوظيفه ولاطّلاعه على معلومات سرية للغاية.
ووفقا لما نشرته صحيفة "كورونوس" الأمريكية، فإن الكتاب يلقي الضوء على وعد الرئيس الأمريكي لأردوغان بإغلاق ملف قضية "بنك خلق" بعد الإطاحة بالقضاة التابعين لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وسلط مستشار الأمن القومي السابق في كتابه، الضوء على العلاقات بين ترامب ومسؤولين بالإدارة الصينية والتركية تحت عنوان:"المستبدون المفضلون لترامب"، وذكر فيه أن ترامب وعد أردوغان بأن يحل قضية بنك خلق التركي فور تخلصه من القضاة التابعين لأوباما. وذلك بعد طلب أردوغان من نظيره الأمريكي تبرئة إدارة البنك التابع للرئيس التركي من القضايا المنسوبة إليه عام 2018.
وأكد بولتون أن ترامب رد حينها بأنه سيعمل على حل القضية بشكل شخصي ولكن ليس في وجود القضاة الحاليين -آنذاك- التابعين لأوباما، مؤكدًا أنه سيبذل قصارى جهده للإطاحة بهم وتغييرهم برجال تابعين له، وأنه بمجرد تمكنه من ذلك سيغلق ملف القضية نهائيًا.
وأوضح بولتون أنه كان من المفترض أن يجري ترتيب لقاء بين صهر أردوغان ووزير المالية التركي الحالي بيرات البيرق، وصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، لمتابعة تطورات القضية وحلها بعيدا عن أنظار الإعلام، مؤكدًا بذلك على تدخل صهري ترامب وأردوغان في علاقات دولية ليست من شأنهما التدخل فيها.
ولفتت الصحيفة الأمريكية أنه بمجرد الإعلان عن طرح كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، حتى حققت حجوزات عالية، مشيرة إلى أنه سجل كذلك حجوزات ضخمة على كبرى متاجر بيع الكتب على شبكة الإنترت مثل موقع "أمازون".
وكانت قضية البنك التركي على رأس لقاءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الجانب الأمريكي منذ أن أطلت الأزمة برأسها عقب إلقاء القبض على رجل الأعمال التركي - الايراني رضا ضراب عام 2016 في الولايات المتحدة. ورغم كل المساعي والجهود والمناشدات والتحذيرات التركية للولايات المتحدة حينها من مغبة السير قدما في محاكمة ضراب، وقع ما كانت تخشاه تركيا.
وقد وصف أردوغان التحقيق الأمريكي مع مسؤول رفيع في البنك في إطار هذه القضية بأنها محاولة انقلاب دولية. ورفض التوصل حينها إلى تسوية مع القضاء الأمريكي لإغلاق هذه القضية مقابل دفع غرامة مالية.
ولدى الإعلان عن توجيه الاتهام للبنك وصف محامي الادعاء جيفري بيرمان (أحد القضاء التابعين لإدارة أوباما) سلوك البنك بأنه وقح، وبأنه كان يتلقى الدعم والمساعدة من مسؤولين رفيعين في الحكومة التركية، وحصل بعضهم على رشاوى بملايين الدولارات. وأضاف بأن على البنك الآن أن يدفع ثمن سلوكه أمام القضاء الأمريكي.