خبراء تغذية: لا توجد أغذية محظورة على مرضى كورونا

كتب: خالد عبد الرسول

خبراء تغذية: لا توجد أغذية محظورة على مرضى كورونا

خبراء تغذية: لا توجد أغذية محظورة على مرضى كورونا

أكد عدة خبراء في مكافحة العدوى وخبراء تغذية، أنه لا توجد أطعمة محظورة على مريض كورونا، وإنما فقط أطعمة ينبغي التقليل منها، كاللحوم والدهون، وفي المقابل فإن هناك أطعمة مفضلة ينبغي الإكثار منها، وفي مقدمتها الخضروات والفواكه والتي من شأنها المساعدة في الحفاظ على كفاءة المناعة.

وقالت دكتورة عايدة عبدالمحسن، أستاذ طب المجتمع ومدير مكافحة العدوى بالمركز القومي للبحوث، إنه لا يوجد ما يسمى بـ "أغذية ممنوعة أو محظورة" بالنسبة لمريض كورونا، مشيرة إلى أنه كانت هناك مدرسة قديمة تقول إن من ترتفع حرارته يجب أن نمنع عنه البروتين، إلا أن الدراسات الأحدث، ومن بينها رسالة الماجستير الخاصة بها، أثبتت أنه من الضروري أن يكون البروتين جزءا من النظام الغذائي للمريض ولكن ليس بكميات كبيرة.

وأضافت "عايدة": "من الضروري أن يكون في الوجبة بروتين ودهون، ولكن ليس بكثرة، نظرا لأن هضمهم صعب، وفي فترة المرض بكورونا لا يمكن للمعدة أن تتحمل كميات كبيرة منهم، سواء بسبب الأدوية أو ارتفاع الحرارة، لكن لايمكن أن نقول إن هذه الأغذية محظورة"، واستطردت: "نقلل اللحمة نعم، لكن لا نمنعها، بمعنى أنه يمكن تناول قطعة لحم واحدة مع الخضار، وليس كيلو كفتة مشوية مثلا".

وعن الأغذية المفضلة، لمريض كورونا، تقول "عايدة"، "من أهمها الخضار الطازج، وطبق السلطة الذي يحتوي على كل الخضراوات إن أمكن، بما فيها البصل والبروكلي والجزر، وهي الأشياء التي من المعروف أنها ترفع المناعة، أو شوربة الخضار أو الخضار السوتيه، وجميع أنواع الفاكهة الطازجة".

أما عن الكلام الشائع الآن على مواقع التواصل، بأن تناول بصلة مرتين يوميا يمكن أن يقي من كورونا بدون الالتزام بأي تدابير احترازية أخرى، فقالت البصل مفيد كأحد أنواع الخضار، لكن لا يمكن أن نعتمد عليه فقط، ويجب أن نتبع نظاما غذائيا متوازنا يتضمن كل أنواع الخضراوات والأغذية الصحية الضرورية، كجزء من نمط الحياة على المدى الطويل، وذلك نظرا لأن جهاز المناعة لا يقوى في يوم وليلة، ولا يوجد زرار يمكن أن نضغط عليه أو أكلة نأكلها فتقوى مناعتنا فورا، لأن جهاز المناعة القوى يأخذ فترة حتى يتم بنائه ونحن نساعده على الاستمرار قويا، وبنفس الطريقة فإنه يأخذ فترة أيضا لكي ينهار سواء نتيجة لسوء التغذية أو التعرض لضغط نفسي لفترة طويلة.

وشددت مديرة مكافحة العدوى بالقومي للبحوث، على أن المناعة القوية قد لا تمنع الإصابة بكورونا، ولكنها قد تحد من تطور المرض، بمعنى أن قد يظل في منطقة "الحلق" ولا تصل للرئة، مشيرة إلى أن التدابير الاحترازية مهمة جدا في الفترة الحالية لوقف انتشار المرض، ومن بينها غسل اليدين جيدا بالصابون والتطهير بشكل مستمر، واستمرار التباعد وتجنب التزاحم.

وفي السياق نفسه، قال الدكتور عماد صبحي، استشاري التغذية العلاجية، إن مريض كورونا، يكون "نفسه مسدودة وفاقد لحاسة الشم والتذوق، وبالتالي فلو أكل أي شيء يكون ذلك جيد له ولا نستطيع أن نقول له أن هناك ممنوعات"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأطباء واستشاريي التغذية يحاولون في هذه الحالة رفع مناعة المريض عن طريق الأكل، مع عدم إهدار طاقة الجسم في هضم أشياء صعبة ليستطيع مقاومة الفيروس.

وأضاف، "نطلب أولا من مريض كورونا أن يأكل خضراوات وفواكه، لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن والمنجنيز والحديد والسيلينيوم والنحاس والبوتاسيوم، وهي أشياء مهمة للمناعة، هذا فضلا عن فيتامينات أ، د، وهاء، علما بأن أ و هاء موجودون في الخضار وخصوصا الملون كالجزر والفلفل الألوان والأوراق الخضراء، وفيتامين د موجود في اللبن والبيض والجبنة، ويمكن الحصول عليه من التعرض للشمس لفترة ليست كبيرة".

وتابع استشاري التغذية: "المطلوب أيضا لمريض كورونا شرب السوائل بكثرة، حتى تعمل وظائف الكلى، ولأن نقص السوائل يقلل المناعة، وبالتالي لابد أن يشرب الشخص على الأقل لتر ونصف أو 2 لتر سوائل يوما، ومهم جدا أن يكون من بين هذه السوائل عصائر، ويا حبذا أن تكون عصير برتقال أو ليمون للحصول على فيتامين سي".

أما عن تناول اللحوم والفراخ لمريض كورونا، فيقول "صبحي"،: "يجب أن تكون بكميات ليست كبيرة، لأنها تستهلك طاقة في التمثيل الغذائي، وفي نفس الوقت لا يجب أن تكون ممنوعة لأن الأجسام المضادة أساسا بروتين، يعني لحمة وفراخ وسمك".


مواضيع متعلقة