بائع الأعلام: «الرزق يحب الخفية.. والمسيرات والمظاهرات مابقتش تأكل عيش

بائع الأعلام: «الرزق يحب الخفية.. والمسيرات والمظاهرات مابقتش تأكل عيش
بالرغم من الأجواء الدينية التى تطغى على المكان، وأصوات الابتهالات والمديح التى تملأ الميدان، ورائحة الأطعمة التى تخرج من كل خيمة مخصصة لإطعام وخدمة كل من جاء لزيارة سيدة آل البيت «السيدة زينب» تقرباً إلى الله، فإن المشهد لم يخلُ من السياسة، ولافتات ذات حجم ضخم تؤيد انتخاب المشير عبدالفتاح السيسى، تعلو الساحة المقابلة لمسجد «السيدة زينب».
بجوار بائع لعب الأطفال، وبائع الحلوى، افترش «عبدالقادر» بضائعه المكونة من أعلام مصر و«شمسيات وطواقى بألوان العلم»، وبطاقات دعاية انتخابية لمرشحَى الرئاسة عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى. ويقول: «الانتخابات بعد كام يوم، الناس بتحب الحاجات دى فى أى وقت، مش شرط علشان فيه مولد». فى البداية رفض «عبدالقادر» الحديث، وبدا على ملامحه التوتر والقلق. يشير إلى رجال الأمن الذين ينتشرون فى كل مكان، قائلاً بصوت خافت: «هنا الأمن أكتر من الناس، مش عاوز أتكلم مع حد، لييجوا يشيلوا الفرشة ويرموها لى، عاوز آكل عيش». ويضيف: «الأمن مش لازم يكون لابس ميرى، بيكونوا لابسين مدنى». فجأة يترك «عبدالقادر» الحديث، ويسرع لبضائعه ويخبئ بطاقات المرشح حمدين صباحى، ويقول بحذر: «بخبّى حمدين علشان محدش يتخانق معايا من الأمن، حمدين بيتباع فى المحافظات بس، إنما هنا محدش بيشترى بطاقته، كل الناس هنا عاوزة السيسى».
يرى «عبدالقادر» أن تأجيل مولد «السيدة زينب» أسبوعاً حتى لا يتعارض مع موعد انتخابات الرئاسة ليس له علاقة بنسبة الإقبال التى تبدو قليلة مقارنة بالأعوام الماضية. «الناس خايفة برده، محتاجين يحسوا بالأمن علشان ينزلوا من بيوتهم، وبعدين الناس فى المحافظات بتسمع عن المظاهرات اللى فى القاهرة كل يوم والتانى».
اختار «عبدالقادر» مولد السيدة زينب برغم أن مناسبة الاحتفال بالمولد ليست لها علاقة بالسياسة. ويقول بنظرات يبدو عليها التوتر: «أنا بروح كل الموالد زى الحسين والسيدة نفيسة، شغل المظاهرات والمسيرات ميأكلش عيش لوحده، والرزق بيحب الخِفيّة برده».
أغلب المظاهرات من بعد «30 يونيو» وتنحى محمد مرسى، أصبح يغلب عليها الع نف بين متظاهرى «الإخوان» والأمن. وعن ذلك يقول: «من يوم ما شالوا مرسى، بقى فيه عنف فى المظاهرات ومابقتش بعرف أشتغل كويس فى المظاهرات والمسيرات».