بعد انتحار مريض بأوسيم.. كيف يشرح الطبيب الشرعي جثة مصاب كورونا؟

بعد انتحار مريض بأوسيم.. كيف يشرح الطبيب الشرعي جثة مصاب كورونا؟
- انتحار
- كورونا
- مريض كورونا
- انتحار مريض كورونا
- الطب الشرعي
- جثث ضحايا كورونا
- انتحار
- كورونا
- مريض كورونا
- انتحار مريض كورونا
- الطب الشرعي
- جثث ضحايا كورونا
بعد إصابته بفترة وجيزة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، انتحر مريض بكورونا شنقا داخل شقته في مدينة أوسيم، حيث اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات وقائية مشددة، لنقل الجثة.
وأضافت مصادر مطلعة على التحقيقات، أن النيابة العامة بالاشتراك مع مدير مستشفى أوسيم المركزي، المخصص لعزل مرضى كورونا، بعد توفير كيس نقل الموتى بالجهود الذاتية، تولى المستشفى إرسال سيارة إسعاف، وتولى أحد العاملين في المستشفى يرتدي الملابس الواقية، وضع الجثة داخل الكيس الطبي، ووضعه بسيارة الإسعاف، ومنها لإحدى ثلاجات الموتى بالمستشفى، وتولى ضابط شرطة مرتديا كمامة طبية وقفازات، قبل نقل الجثة، وإنزالها، التقاط صور لها خلال معاينة مسرح الحادث.
وكشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، أن المنتحر يقيم برفقة زوجته وأبنائه ووالده ووالدته، في منزل العائلة المكون من 3 طوابق، وجرى عزله في الطابق الأخير، بينما تقيم زوجته وأولاده في الطابق الثاني، ووالديه في الطابق الأرضي، وكانت زوجته تتولى الصعود له بالطعام، مع أخذ الاحتياطات اللازمة.
وأضافت التحريات والتحقيقات، أنه بعد مرور 8 أيام، صعدت زوجته بالطعام للاطمئنان عليه، تفاحأت به معلقا، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التى باشرت التحقيق، وتبين من خلال المعاينة وأقوال زوجته، أنه أحضر حبل وربطه في ماسورة غاز بصالة الشقة، ووقف على كنبة، وقفز من أعلاها مسافة نصف متر، ما أدى لاختناقه ومفارقته الحياة.
أستاذ طب شرعي: جثث موتى كورونا لا تنقل العدوى.. ويتم التعامل معها بهذه الطريقة
ومع تلك الإجراءات الوقائية المشددة في التعامل مع جثة المنتحر، أكدت الدكتورة سمر عبدالعظيم، أستاذ الطب الشرعي بجامعة عين شمس، أن جثث جميع المتوفين بفيروس كورونا المستجد، بمن فيهم المنتحر لا تنقل العدوى، حيث لم تثبت أي دراسة علمية حتى الآن ذلك الأمر، مشيرة إلى أنه المرض ينتقل عبر الجهاز التنفسي فقط، والذي يتوقف عن العمل مع الوفاة.
وأضافت عبدالعظيم، لـ"الوطن"، أن العالم بأكمله اتخذ عدة إجراءات احترازية في هذا الشأن، من ناحية غسل المتوفين وعمليات التشريحات، وحتى الآن لم تؤكد أي دراسة نقل الفيروس من جثث المتوفين، إلا أنه بسبب كونه فيروس جديد ولا تتوافر كل المعلومات عن إمكانياته، تنتشر تلك المعلومات والمخاوف، موضحة أن الفيروسات بالفترة الأولى تتحور وتتغير كثيرا، فور دخولها جسم الانسان، وهو ما ينشر المزيد عن سبل انتشار العدوى.
كما شرحت الإجراءات الاحترازية للطبيب الشرعي أثناء التشريح، حيث يتم الاعتماد على عدة خطوات هامة لا تختلف عن تشريح الحالات الأخرة، منها التعقيم وارتداء الكمامات والقفازات، مع ضرورة توفر شفاطات على أعلى مستوى داخل مكان التشريح نفسه لضمان جودة التهوية به، للحفاظ على صحة الأطباء.
رئيس الطب الشرعي الأسبق يوضح الفرق بين الانتحار والشبهات الجنائية
وللتفريق بين الانتحار والشبهة الجنائية، أوضح الدكتور أيمن فودة، رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، أنه يجرى الفصل في ذلك من خلال طريقتين، أولاهما الكشف الظاهري، والثانية الفحوصات والتحاليل الطبية، من خلال أدوات بسيطة، يمكن أن تسفر عن النتائج خلال مدة تصل إلى أسبوعين.
وتابع فودة بأنه في حالة الانتحار، يتم من خلال الكشف الظاهري التعرف على تجمعات الدماء في مواضع الارتكاز بالجسم، أي الأجزاء المضغوطة، لأن الجسم به العديد من التضاريس منها الأكتاف والظهر والأرداف، وبفعل الجاذبية الأرضية ينتقل الدم في الجزء السفلي من البطن والأقدام، ولا يكون الحبل كامل الاستدارة حول الرقبة وتوجد مسافة بينهما، والذي يترك علامات عميقة على الرقبة أيضا، فضلا عن وجود كرسي أو مخدة أسفل الشخص المنتحر.
وأشار إلى أنه بالنسبة للذكور فإنه عقب إقدامهم على الانتحار يحدث قذف للحيوانات المنوية لديهم، موضحا أنه خلال الشق التشريح، يجري فحص عينات من البول والكبد والدم والرئة وغيرها، لمعرفة وضعها، والتأكد من عدم وجود أي أضرار أو شبهات جنائية بها.
أما في حالة الشبهات الجنائية، قال فودة، إن الطب الشرعي يجري نفس الخطوات، حيث إنه بالنسبة للشخص الذي تعرض للخنق ثم جرى تعليق جسده ليبدو أنه انتحر شنقا، يظهر ذلك من خلال ترسب الدم بالأوعية الدموية للمكان الذي جرى تقييده منه وليس الأقدام، منها اليدين على سبيل المثال، مضيفا أن الحبل لن يكون كامل الاستدارة حول عنقه، فضلا عن وجود علامات لمحاولة كتم النفس وكسر عظام الحنجرة، أو أجزاء من الجلد داخل أظافر الضحية ما يعني وجود علامات مقاومة للعنف، وهو ما يثبته أيضا الشق التشريحي من الفحص للهيئة، التي تصدر تقريرا مبدأيا في بداية الأمر، ثم آخر نهائيا بعد إتمام كافة الخطوات السابقة.