الرئيس ترامب دعَّم العنصرية فاشتعلت فى وجه الجميع

نشرنا هنا عدة مقالات آخرها مقال فى مايو 2019 بعنوان «هل فشلت الصفعات والصفقات الترامبية؟!»، توقعنا فيه أن أسلوب الرئيس الأمريكى ترامب فى العمل السياسى القائم على إنجاح قراراته بالصفعة التى تسبق الصفقة التى يقدمها للمصفوعين وينتظر منهم الانصياع لما يفرضه عليهم، وهو ما شرحه الرئيس الأمريكى فى كتابه «الصفقة» قبل أن يتولى الرئاسة.. وقلنا إن أسلوب الرئيس الأمريكى ترامب الذى نجح تجارياً يحقق فشلاً متصاعداً على المستوى السياسى فى الداخل الأمريكى، حيث يعتمد على الصفعة ضد المهاجرين والسود ويتوقع منهم الانصياع.

وبعد عام من توقعاتنا نجلس أمام شاشات العرض مذهولين أمام المآسى التى نراها فى حوادث العنف غير المبرر من بعض أفراد الشرطة تجاه الأمريكيين الأفروأمريكا ذى البشرة السوداء والملونين من غير البيض والمهاجرين من مختلف الجنسيات.. نرى المجتمع الأمريكى لأول مرة فى حالة توتر عنصرى طائفى دموى، وتتزايد حالة الاستقطاب والعداء للآخر والحوادث الدموية بدوافع عنصرية مع اتهامات متتالية للرئيس بالتسبب فيما يجرى.. أصبحت المظاهرات السلمية والعنيفة عنواناً يومياً فى ولايات أمريكا بأعداد فاقت العشرة ملايين متظاهر، وفقاً لتقديرات الكونجرس، وما زالت مستمرة طوال الأسبوعين الماضيين.. والأخطر هو حالات الاعتداء على الصحفيين والإعلاميين غير المسبوقة، التى بلغت 276 حالة، وفقاً للجنة حماية الصحفيين الأمريكية، منها 50 حالة اعتقال تعسفى، و47 اعتداءً بتكسير كاميرات وسيارات الإعلام، فضلاً عن 140 حالة ضرب مبرح للإعلاميين من الشرطة والمتظاهرين معاً..

كان فيديو مقتل جورج فلويد أثناء اعتقاله من شرطى فى ولاية مينيسوتا هو الذى أشعل فتيل الغضب، وكان التعثر الترامبى الواضح فى التعامل مع فيروس كورونا هو المحفز للتظاهر.. وانفجرت طائفية ترامب وتعظيمه للجنس الأبيض وعداؤه للمهاجرين لتهدد المجتمع الأمريكى وتنال بقوة من استقراره، وعادت للذاكرة الحوادث العنصرية التى تسبب فيها خطاب ترامب العنصرى وأسقطت ضحايا من المدنيين اليهود والمسيحيين والمسلمين والآسيويين والمهاجرين من أمريكا اللاتينية طوال ثلاث سنوات ماضية.. ويبدو فشل ترامب واضحاً فى صفقة شراء ولاء البيض لتأييده على حساب تماسك وقوة المجتمع الأمريكى واستقراره، فالغالبية العظمى من المتظاهرين والمعارضين لترامب اليوم من البيض.. وسوف ينعكس كل ما يجرى على فرص إعادة انتخاب ترامب فى نوفمبر القادم.