رغم رفع العزل.. "الوطن" تكشف مأساة الجالية العربية في البرازيل

رغم رفع العزل.. "الوطن" تكشف مأساة الجالية العربية في البرازيل
- سامباولو
- البرازيل
- فيروس كورونا
- إجراءات العزل
- وزارة الصحة
- سامباولو
- البرازيل
- فيروس كورونا
- إجراءات العزل
- وزارة الصحة
بالتزامن مع الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد، "كوفيد-19"، وحصده العديد من الأرواح، بجانب ارتفاع حالات الإصابات، ورغم أن البرازيل هي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث تفشي الوباء بعد الولايات المتحدة الأمريكية، قررت الحكومة البرازيلية إغلاق موقع خاص بوزارة الصحة ينشر تحديثاً يومياً حول ضحايا الفيروس التاجي، باعتبار أنّ البيانات الموجودة على الموقع لا تعكس حقيقة الأوضاع على حد قول الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو.
وكانت البرازيل قد سجلت مساء التاسع من يونيو الجاري بحسب وزارة الصحة 1272 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية لضحايا الوباء إلى أكثر من 38 ألف حالة وفاة في البلاد.
"الوطن" تواصلت مع عدد من أفراد الجاليات العربية بمدينة "ساوباولو" بؤرة تفشي الوباء، وأكبر المدن البرازيلية وأكثرها كثافة سكانية لرصد الأوضاع من على الأرض خاصة بعد بدء إجراءات رفع العزل في الدولة.
إسلام ماهر، أردنية، صاحبة الـ 25 عاما، تقيم بـ"ساوباولو" منذ 10 أعوام، تقول إنَ الأوضاع في المدينة المترامية الأطراف والتي يقصدها عدد كبير من المواطنين والسياح كانت تعج بالحياة قبل ظهور حالات الإصابة بكورونا: "أول ما بدأت المدينة تسجل حالات صار عندنا إجراءات زي أغلب دول العالم اللي وصلها هاي المرض، وضلينا محجورين تلات شهور بالبيوت وسكروا كل شئ ماعدا المستشفيات والصيدليات والسوبر ماركت"، مشيرةً إلى أنّ الحكومة البرازيلية قامت بتوفير 600 ريال برازيلي لمن يعمل بالقطاع الحكومي أو للعائلات التي فقدت مصدر رزقها بسبب الأوضاع الاستثنائية التي فرضها الفيروس: "الحكومة قررت تعطي هاد المبلغ لمدة 6 شهور أو لحتى ترجع الحياة والشغل تاني بشكل طبيعي، بس على كل حال الـ600 ريال ما بيكفوا لأي شئ وعشان هيك الناس بتضلها تدور على شغل وهذا هو السبب في ارتفاع حالات الإصابة".
وتقول "إسلام"، أنّه ومع بداية شهر يونيو قررت الحكومة رفع إجراءات العزل دون اتخاذ إجراءات الاحترازية اللازمة رغم ازدياد منحنى الإصابات بشكل كبير: "الإصابات كانت أكتر شئ في ساوباولو وهلأ صار كمان مدينة ماناوس بؤرة تانية للوباء".
تقضي "إسلام" وأطفالها الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ3 والـ5 سنوات أيام الحجر المنزلي في تنمية مهارات أطفالها التعليمية بالإضافة إلى تقديم دروس لتعليم اللغة العربية عبر الإنترنت: "البرازيليين من أكتر الشعوب اللي بيحبوا العرب وبدهم يتعلموا اللغة ويعرفوا أكتر عن ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهاي فرصة مناسبة عشان أستفيد من وقتي".
"ملاعب كرة القدم اللي كانت عنوان للترفيه صارت مكان كئيب لأنها اتحولت هي كمان لمستشفيات ميدانية للعزل وفي بعض الأحياء بساوباولو الأهالي عزلوا شوارع بداخلها وحولوها لمستشفى لأن ماعاد في مكان يستوعب كل هالعدد من الإصابات، والمقابر كمان صارت جماعية وعالم كتير بتندفن جواها من غير ما أحد يعرف مين اندفن وين"، كلمات ثقيلة وأوضاع قاسية جداً تصفها رضاب الشيتيوي، سيدة فلسطينية خمسينية، تقطن في المدينة منذ ما يقارب العشرين عاماً.
وتقول "رضاب"، إنّه ليس هناك التزام كبير من المارّة في الشوارع بارتداء الكمامات أو الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي: "مفيش غرامات على اللي ما بيلبس كمامة بس بنفس الوقت ممنوع دخول أي مكان من غيرها، والناس بدأت ترجع لعملها لمدة 4 ساعات في اليوم حتى مع ارتفاع الإصابات والوفيات واللي بتوقع تزيد في الأيام الجاية لأن المدينة متكدسة بالبشر والإغلاق هيكون سبب في انهيارها اقتصادياً، بالإضافة لأن في شريحة كبيرة شغيلة وفقراء ما بيقدروا ما يشتغلوا كل هيك المدة بيموتوا من الجوع".