مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا بعد حرق القنصلية واستهدافها بـ«آر بى جى»

كتب: مها فهمى ووكالات الأنباء

مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا بعد حرق القنصلية واستهدافها بـ«آر بى جى»

مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا بعد حرق القنصلية واستهدافها بـ«آر بى جى»

فى تطور مخيف أربك الدولة الليبية الحديثة وهى تستعد لانتخاب رئيس وزراء جديد لقى السفير الأمريكى فى ليبيا، كريستوفر ستيفنز، مصرعه إلى جانب ثلاثة أمريكيين آخرين، بينهم اثنان من المارينز، فى هجوم استهدف مقر القنصلية الأمريكية فى مدينة بنغازى شرقى البلاد، وذلك احتجاجا على فيلم عرض فى الولايات المتحدة واعتبر مسيئا للنبى محمد. وسرعان ما أدان المؤتمر الوطنى الليبى العام، أعلى سلطة سياسية فى البلاد، الاعتداء بشدة، معتبرا أن هذا العمل «إجرامى وجبان». وأعرب البرلمان، فى بيان أمس، عن الأسف العميق لما تعرضت له قنصلية الولايات المتحدة فى بنغازى من اعتداء إجرامى. وأعلن فورا عن بدء اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمباشرة السلطات المسئولة التحقيق فى هذا الحادث الأليم بما يكفل تعقب الجناة والحفاظ على أمن ليبيا وسلامة وأمن ضيوفها. وقال المؤتمر فى بيانه إنه فى الوقت الذى يعرب فيه عن كفالته لحق التعبير عن الرأى بالوسائل السلمية فإنه يستنكر أشد الاستنكار مثل هذا الفعل الجبان الذى ينم عن غياب كل استشعار للمسئولية تجاه الوطن وتجاه ضيوفه والمقيمين فيه. وفى محاولة لاحتواء الموقف سياسياً، قدم رئيس المؤتمر الوطنى العام الليبى، محمد المقريف، أمس، اعتذارا «للولايات المتحدة والشعب الأمريكى على مقتل السفير وثلاثة موظفين أمريكيين». وقال المقريف، فى مؤتمر صحفى: «نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الأمريكى ولكل العالم عما حدث ونحن والحكومة الأمريكية نقف فى صف واحد فى مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة»، واصفا الهجوم على القنصلية بـ«الجبان» و«القذر». وعقدت رئاسة المؤتمر الوطنى، والحكومة الليبية، والأجهزة الأمنية العليا فى البلاد، اجتماعات عاجلة استمرت ساعات طويلة لمناقشة الأحداث المؤسفة عقب اقتحام مبنى القنصلية الأمريكية. وفى وقت متأخر من مساء أمس الأول هاجم متظاهرون مسلحون مبنى القنصلية الأمريكية وأضرموا النار فيه. وقال أحد سكان بنغازى: إن المتظاهرين أطلقوا صواريخ من نوع «آر بى جى» من مزرعة قريبة على القنصلية، فيما سمع إطلاق رصاص فى محيط المبنى. وقال المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا فى وزارة الداخلية، عبدالمؤمن الحر، إن قوات الأمن وكذلك وزارة الدفاع تحاول احتواء الوضع. وفى تخبط سياسى واضح اختلفت التقديرات حول الجهات المسئولة عن الحادث، حيث اتهم المؤتمر الوطنى فلول النظام السابق (الموالون للعقيد الليبى المخلوع معمر القذافى)، فيما أدانت جهات سياسية أخرى جماعة أنصار الشريعة المتشددة، واعتبرت جهات أخرى أنه من المبكر توجيه أصابع الاتهام لجهة معينة فى الوقت الحالى. واتهم وكيل وزير الداخلية، ونيس الشارف، «أزلام النظام السابق» بتنفيذ الهجوم المسلح على القنصلية الأمريكية. وقال الشارف: «إنه حسب المعلومات الأولية، فإن أزلام النظام السابق استغلوا الاحتجاجات التى خرجت بجانب القنصلية الأمريكية احتجاجا على فيلم مسىء للنبى محمد وقاموا بالهجوم المسلح على القنصلية ردا على تسلم عبدالله السنوسى من موريتانيا». وفى تصريحات لـ«الوطن» استنكر الناطق الرسمى باسم حزب الوطن الإسلامى الليبى، محمد غولا، الهجوم على القنصلية الذى وصفه بالإجرامى، مطالباً بتعقب ومقاضاة الجناة. وتعليقاً على اتهام فلول القذافى، قال غولا: «من المبكر توجيه أصابع الاتهام إلى جهة معينة إلا بعد إجراء التحقيقات»، مشيراً إلى أن «مجموعات من أنصار الشريعة، التى تبنت برنامج هدم الأضرحة، بادرت بالتظاهر وتداخل المواطنون بنوع من الحماس مع هذه المظاهرات». وأوضح أن الأجهزة الأمنية كانت ضعيفة جداً فى التعامل مع المتظاهرين. من جانبه، اعتبر العقيد طيار، صالح منصور العبيدى، أحد المنشقين المنضمين لصفوف الثوار الليبيين، أن مقتل السفير الأمريكى يعد رد فعل مبالغا فيه لأبعد الحدود، مؤكداً أن «الشارع الليبى غير راضٍ عن هذا العمل المشين؛ لأنهم كانوا يقاتلون الضباط الليبيين أيضاً باسم الإسلام»، وتساءل عن ذنب السفير الأمريكى فى الفيلم المسىء للرسول؟ واستبعد العبيدى أن يكون لأزلام القذافى يد فى الهجوم على السفارة، فيما أرجع بالمسئولية على عناصر من أنصار الشريعة وقال: «إنها جماعة متطرفة تهدم القبور فى ليبيا وتنتهك حرمات الميتين». ولفت العبيدى إلى أن المظاهرات فى مصر، حتى وإن احتوت على بعض الأخطاء، كانت سلمية 100%. ورأى أن هذا الحادث يشير إلى خطورة السلاح الموجود بكثرة فى بنغازى وطرابلس وبنى وليد. وفى تحرك سريع من الجانب الأمريكى، أعلنت السفارة الأمريكية عن إجلاء 35 موظفا أمريكيا وجثامين القتلى من بنغازى. فيما تضاربت الأنباء حول كيفية مقتل كريستوفر، حيث أكدت الرواية الرسمية أنه مات اختناقاً بسبب الحريق الذى اندلع فى مبنى القنصلية، فى حين أفادت مصادر أخرى أنه توفى بعد اقتحام القنصلية بساعتين. وذكرت مصادر رسمية أن اثنين من قوات المارينز قتلا خلال محاولتهما تأمين القنصلية. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن مخرج الفيلم، الذى أشعل التظاهرات فى مصر وليبيا، وصف الإسلام بأنه «سرطان». وقالت الصحيفة إن مخرج فيلم «براءة المسلمين» ويدعى سام باسيل وهو إسرائيلى - أمريكى (54 عاما) ينحدر من جنوب كاليفورنيا ويدير شركات عقارية. وقال باسيل للصحيفة إنه هو الذى يقف وراء الفيلم، مشيرا إلى أنه جمع خمسة ملايين دولار من مائة يهودى، دون أن يحدد هويتهم، لتمويل الفيلم. وأوضح أنه عمل مع 60 ممثلا وفريق من 45 شخصا لإخراج الفيلم خلال ثلاثة أشهر فى العام الماضى بكاليفورنيا. وقال باسيل: «إنه فيلم سياسى وليس فيلما دينيا». وحصل الفيلم على دعم القس الأمريكى المثير للجدل، تيرى جونز، الذى أثار ضجة من خلال حرقه نسخا من القرآن فى أبريل الماضى. وقال فى بيان: «إنه إنتاج أمريكى لا يهدف إلى مهاجمة المسلمين ولكن إلى إظهار العقيدة المدمرة للإسلام». وأعرب باسيل عن اعتقاده بأن فيلمه سيساعد وطنه الأم عبر «فضحه عيوب الإسلام للعالم»، حسب ما أوردته أسوشيتدبرس. أخبار متعلقة: الغضب يتصاعد ضد «الفيلم المسىء»: إلا رسول الله «الوطن» ترصد ليلة اعتصام «الرايات السوداء» أمام السفارة الأمريكية مفتى «الجهاد»: من يُقتَل وهو يقتحم السفارة الأمريكية أو الإسرائيلية «شهيد» كنائس وحركات قبطية: منتجو الفيلم المسئ «قلة منحرفة» ولا يمثلون أقباط المهجر.. والأنبا موسى: رأيت البابا شنودة في المنام غاضباً «الدعوة السلفية» تستنكر موقف «مرسى» من الإساءة للرسول مظاهرة «نصرة الرسول» تفجر أزمة بين السلفيين والإخوان.. الأصالة: لا نحتاج لأحد.. والحرية والعدالة: وقعوا فى فخ مدبر سلفاً «الشورى»: مرسى رئيس منتخب عليه أن يحتج رسمياً مظاهرات غاضبة أمام السفارة الأمريكية لليوم الثانى.. والأمن: لن نسمح بسيناريو ليبيا مطالب بتنازل أبناء الرئيس عن الجنسية الأمريكية رداً على «إهانة الرسول» تشديد أمنى فى سيناء تحسباً لهجمات ضد قوات حفظ السلام مرشحو الرئاسة يهاجمون «الفيلم»: «حمدين» يصفه بـ«جريمة».. و«أبوالفتوح» يطالب بإجراءات قانونية كريس ستيفنز.. السفير «القتيل» أوباما ورومنى يدينان الهجوم على سفارة القاهرة وقنصلية بنغازى «باسيل».. من «العقارات» لمحاربة الإسلام تدنيس مسجد بـ«فضلات برازية» فى فرنسا مخرج الفيلم لـ«يديعوت أحرونوت»: «أنا إسرائيلى وأختبئ الآن خوفا على حياتى» ممثل الأقباط فى أوروبا: «صادق» شخصية متطرفة.. وآراؤه لا تعبر عنا القاعدة تحذر: الأمريكيون يجهزون «محرقة» للمسلمين