"له 5 أطفال".. محطات في حياة الطبيب سيد نادي شهيد الجيش الأبيض

كتب: اسلام فهمي

"له 5 أطفال".. محطات في حياة الطبيب سيد نادي شهيد الجيش الأبيض

"له 5 أطفال".. محطات في حياة الطبيب سيد نادي شهيد الجيش الأبيض

في قرية نزلة إسطال مسقط رأس المشير عبدالحكيم عامر، التابعة لمركز سمالوط في المنيا، ولد الدكتور سيد نادي كامل، في عام 1978، نائب مدير مستشفى حميات سمالوط، في كنف أسرة بسيطة، منذ نعومة أظافره، عني والده بتحفظيه القرآن الكريم، حتى ترعرع ونشأ على مكارم الأخلاق، يمد يد العون للجميع، ثم يلتحق بالطب، بعد كفاح واجتهاد في المذاكرة بالثانوية العامة، حتى تخرج طبيبا، يحترم الكبير ويعطف على الصغير.

ملحمة جديدة سطرها أبطال الجيش الأبيض، الذي قدم شهيدا جديدا هو الأول في محافظة المنيا، الذي توفى قبل يوم واحد، داخل مستشفى العزل بمركز ملوي، ليبكيه الصغير قبل الكبير، وتنهال دعوات الجميع له، بالرحمة والمغفرة على ما قدمه من خير كثير.

الطبيب الشهيد الذي رحل عن عمر 42 عاما، متزوج من طبيبة صيدلانية، يقيم في مدينة سمالوط، بعد أن ترك قريته قبل أعوام، قاصدا المدينة، لقربها من موقع عمله بمستشفى حميات سمالوط، له 5 أطفال، أكبرهم مؤمن 9 سنوات، تلميذ بالابتدائي، وكانت آخر زيارة لقريته، في يوم 27 رمضان الماضي، قاصدا زيارة أحد المرضى، وكان مرتديا الكمامة والجوانتي، ورفض مصافحة أحد باليد، وأبلغ الجميع باحتمالية إصابته بكورونا.

وبحسب أطباء بمستشفى حميات سمالوط، فإن إحدى زميلات الطبيب الراحل، تدعى دكتوره "نجوى"، كانت تسعف أحد المرضى المشتبه في إصابته بكورونا، ويعاني من السكر وارتفاع ضغط الدم، الذي دخل مستشفى سمالوط قبل نحو 25 يوما، ولأنها حامل، طلب منها الابتعاد، حرصا عليها وجنينها، من انتقال العدوى، وتعامل مع الحالة، فتعرض للإصابة بالفيروس بالفعل، وحينما بدأت تظهر عليه الأعراض، عزل نفسه منزليا بمنزل آخر، بعيدا عن أسرته، وكان شقيقه "كامل" يتردد عليه، لتوفير احتياجاته بالعزل، وبعد أن تدهورت حالته الصحية، نُقل لمستشفى العزل بملوي، وتوفى داخله.

وقال علاء سعيد، ابن خال الطبيب: في منتصف شهر رمضان، توجّه الدكتور سيد إلى مستشفى حميات سمالوط، فوجد حالة متأخرة لمُسن تخطى عمره الـ70 عامًا، وتعمل زميلته الدكتورة "نجوى" على إنعاشه، فطلب منها تركه له بسبب إجهادها نتيجة أنها في شهور حملها الأخيرة، وعمل بدلًا عنها، وبعد وفاة الرجل المُسن تبيّن أنه الدكتور سيد حامل لفيروس كورونا، فعزّل نفسه لمدة 14 يومًا في منزله بمدينة سمالوط، وأخبر الجميع احتمالية إصابته بالفيروس.

وأضاف ابن الخال: عقب ظهور أعراض الإصابة توجّه الدكتور سيد إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد، ثم إلى مستشفى عزل المصابين في مركز ملوي، وتدهورت حالته، وجرى وضعه على جهاز التنفس الصناعي، آخر 5 أيام، وظل الجميع يبحث له عن بلازما مُتعافي لمدة 3 أيام، إلّا أنه فارق الحياة قبل إيجادها.

وقال "علاء"، خلال تواجد الدكتور سيد بعزل ملوي، ظهرت كل أعراض الفيروس على والدته 80 عاما، وتوفيت عقب مرور أيام من ظهور تلك الأعراض، بعد توقيع الكشف عليها، بمعرفة أحد الأطباء، أكد أنها تعاني التهاب رئوي حاد، مشيرًا إلى ظهور بعد أعراض الفيروس، ومنها ارتفاع درجة الحرارة على شقيق الدكتور سيد، ويبلغ من العمر 40 عامًا، وأنه توجه لمستشفى جراحات اليوم الواحد، لأخذ مسحة منه لتحليلها، وفي انتظار نتيجتها، منوها بأن زوجته تبيّن عدم إصابتها بـ"كورونا"، وكذا أولاده بحالة جيدة.

ونعت نقابة أطباء المنيا، أمس الأول الثلاثاء، الطبيب الذي أصيب بالفيروس، خلال تعامله مع أحد الحالات لفحصه بحميات سمالوط، وتم نقله لمستشفى عزل ملوي، إلا أن حالته تدهوت في الأيام الأخيرة، وتوفى داخله.


مواضيع متعلقة