طبيب بـ"عزل دمياط": تركت والدي المريض من أجل إنقاذ أرواح مصابي كورونا

كتب: سهاد الخضري

طبيب بـ"عزل دمياط": تركت والدي المريض من أجل إنقاذ أرواح مصابي كورونا

طبيب بـ"عزل دمياط": تركت والدي المريض من أجل إنقاذ أرواح مصابي كورونا

"ليس بالأمر الهين حينما ترى أمامك أم وأطفالها الصغار مصابين بفيروس كورونا ولا تستطيع فصل كل منها في مكان بمفرده خاصة وأن الصغار أعمارهم لم تتخطَ الأربع أعوام وحدوث انتكاسة لحالة بعد علاجها وتعاملك مع فيروس جديد أعراضه مختلفة" بتلك الكلمات بدأ مصطفى عبد العزيز 29 عاما، طبيب بمركز التعليم المدني في دمياط الجديدة.

يقول عبد العزيز: كنت أعمل ضمن برنامج الزمالة بمستشفى دمياط العام ثم جاء لى انتداب في العزل ورغم صعوبة الموقف علي حينها خاصة لمرض الوالد في تلك الفترة لكنني توكلت على الله وذهبت للعمل بالعزل وكنت أتواصل مع الأسرة عبر الهاتف للاطمئنان عليهم على مدار الـ14 يوم فترة العمل وحينها قالت لى والدتي لتهدئني "سلم الأمر لله أنت في واجب واطني ومفيش حد هيشيل الأزمة دي غيركم كما كانت تشجعني دائما واللي ربنا كاتبه هيكون فكل منا ربنا كاتب له وفاته قبل ما يولد وعليك تحمل تلك المسؤولية" وهو ما كان .

وعن يومياته في العزل يقول عبد العزيز: بنتابع الحالات يوميا ونطمئن على العلامات الحيوية مع إجراء التحاليل والأشعة للمرضى كلا حسب حالته كما نعمل على تقديم الدعم النفسي للحالات التي تعانى من التوتر والاكتئاب ونؤكد لهم أن الأمر هيمر على خير، مشيرا إلى استجابة الحالات معهم للعلاج حيث لا تخرج حالة قبل تحول نتائجها لسلبية.

ويضيف عبد العزيز قائلا: يعد العام الحالى هو الوحيد الذي أقضيه بعيدا عن الأسرة في شهر رمضان، متابعا: بالطبع كلا منا كان يصلى بمفرده أما الإفطار فكنت بالكثير أفطر مع زميل لي.

ووجه عبد العزيز رسالته لأبناء دمياط قائلا "افتكروا كويس أن الأطقم الطبية ولادكم حافظوا عليهم وعليكم بالالتزام بالإجراءات لنتمكن من احتواء الأزمة فلن نتمكن من السيطرة عليها دون مساعدتكم، بالإضافة لأهمية الإلتزام بالنظافة الشخصية والتباعد الاجتماعى ونتمنى من الله أن يرفع عننا الغمة وعودة الحياة لطبيعتها".

ويختتم عبد العزيز قائلا: تعلمت من تجربة العمل بالعزل سرعة تقييم الحالة بأبسط الطرق الإكلينيكية دون الضرر لى أو للمريض، فضلا عن تعلم الصبر فنحن كالجنود في المعركة خاصة وأنه وباء جديد على البشرية وكل حاجة ربنا كتبها هتكون وكلنا منا ليس عليه سوى تأدية ما عليه بما يرضى الله مع تقديم الدعم النفسي للحالات خاصة وأن نسبة الوفيات ليست كبيرة مقارنة بالإصابات و العامل النفسي هام جدا".


مواضيع متعلقة