زواج الأقارب يضاعف احتمال الإصابة بـ«أنيميا البحر المتوسط».. والوقاية خير من العلاج

كتب: نورهان السبحى

زواج الأقارب يضاعف احتمال الإصابة بـ«أنيميا البحر المتوسط».. والوقاية خير من العلاج

زواج الأقارب يضاعف احتمال الإصابة بـ«أنيميا البحر المتوسط».. والوقاية خير من العلاج

الأنيميا نوعان، الأنيميا الوراثية والأنيميا المكتسبة، الوراثية تشمل أنيميا البحر المتوسط «الثلاسيميا»، أنيميا الفول، الأنيميا المنجلية، أنيميا ناتجة عن فشل النخاع العظمى. أما الأنيميا المكتسبة فهى تحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض التى تصيب النخاع العظمى مثل اللوكيميا وسرطان الدم، وحدوث فشل فى النخاع نتيجة التعرض للتلوث البيئى، وأكثر أنواع الأنيميا انتشاراً هى أنيميا البحر المتوسط أكثر أنواع الأنيميا انتشارا فى مصر ومع ذلك فهى مهملة، فأكثر من 9% يحملون المرض، وسبب المرض الأساسى وراثى، حيث إن الأم والأب يحملان المرض، وبالتالى فنسبة الأطفال المصابين بفقر الدم تصل إلى 25% وذلك فى كل حمل، هذا ما أكدته لـ«الوطن» أ. د. آمال البشلاوى، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بمستشفى أبوالريش الجامعى، أثناء حضورها المؤتمر الصحفى الذى انعقد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لأنيميا البحر المتوسط. وقد تم تنظيم المؤتمر برعاية الهيئة العامة للتأمين الصحى والجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط، تحت شعار «من حقى أعيش حياة طبيعية»، وهدف المؤتمر إلى نشر الوعى بأهمية المرض وإلقاء الضوء على خطورة مضاعفاته فضلاً عن مدى انتشاره.[FirstQuote] وعن تطور أنيميا البحر المتوسط تقول «البشلاوى» رئيس الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط لـ«الوطن»، إن هناك درجات متفاوتة من المرض، فهناك المرض الشديد أى الرئيسى، وهو يظهر فى مراحل مبكرة من عمر الطفل، خلال الستة أشهر الأولى، وأهم الأعراض هى شحوب اللون للطفل، مهما أخذ من فيتامينات، ويصاب الطفل بالتضخم التدريجى للبطن، نتيجة تضخم الطحال أو الكبد، فضلاً عن تأخر نمو الطفل إذا لم يبدأ العلاج مبكراً، وتكرار إصابة الطفل بالنزلات المعوية والتهابات متكررة فى الصدر. أما النوع الثانى من أنيميا البحر المتوسط، فهى الأنيميا المتوسطة، وتظهر بعد سن العامين وتتراوح الأنيميا بين بسيطة أى 6 أو 7 جم أو أنيميا بسيطة جداً 9 أو 10 جم. وأضافت «البشلاوى» أن أنيميا البحر المتوسط تعد من أخطر الأمراض الوراثية، فهى تؤثر بالسلب على إنتاج الخلايا الحمراء، ونسبة انتشاره فى تزايد، حيث إنه يوجد أكثر من ألف طفل مصاب بالمرض كل عام فى مصر، كما أنه يوجد حوالى 30 ألف مريض فى مصر. وتؤكد «البشلاوى» أن علاج أنيميا البحر المتوسط يعتمد على نقل الدم المستمر، أى مدى الحياة إلا إذا قام المريض بزرع النخاع للشفاء التام من المرض، ويمكن من خلال نقل الدم أن تصاحبه زيادة كبيرة فى نسبة الحديد التى تنقل إلى جسم المريض، فلا يستطيع التخلص منها، ولهذا يجب أن يصاحب عملية نقل الدم تناول أدوية مخصصة تساعد الجسم على التخلص من الحديد، حتى لا يتراكم فى القلب والكبد والطحال. وعن المضاعفات توضح «البشلاوى» أن المضاعفات تختلف حسب درجة حدة المرض، وتراكم الحديد فى الجسم يمثل إحدى المضاعفات الخطيرة للمرض وهى التى تنتج عن عمليات النقل المستمرة. وأوضحت أ. د. هدى حساب، أستاذ أمراض الدم والأورام بجامعة الإسكندرية، أن أنيميا البحر المتوسط تعرض المرضى لخطورة ارتفاع مستويات الحديد الناتجة عن القيام بعمليات نقل الدم المنتظمة، وإذا أهمل المريض فى العلاج ولم يلتزم به يتعرض لمضاعفات خطيرة، لأن زيادة الحديد تؤثر سلباً على كافة أعضاء الجسم الرئيسية وعلى رأسها القلب والبنكرياس، وشددت «حساب» على ضرورة الالتزام بالعلاج من خلال الأدوية التى تقوم بتقليل نسبة الحديد فى الدم، وهى عمود رئيسى فى البرنامج العلاجى.[SecondQuote] وفى هذا السياق يعلن د. على حجازى، رئيس هيئة التأمين الصحى، عن بشرى سارة لمرضى أنيميا البحر المتوسط، وهى أن الهيئة تدرس الآن توفير العقار المخفض للحديد للمرضى حتى سن الثامنة عشرة بدلاً من سن العاشرة، وذلك حرصاً من الهيئة على محاولة تقديم الدعم الكامل لأكبر عدد ممكن من مرضى أنيميا البحر المتوسط. وعن التطور العلاجى لأنيميا البحر المتوسط، تقول أ. د. لميس رجب، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم، كلية الطب، قصر العينى، إن العلاج أصبح الآن سهلاً ومريحاً للمرضى، حيث كان من قبل، أى منذ ثلاثين عاماً، علاج تراكم الحديد فى الدم من خلال الحقن لمدة خمسة أيام فى الأسبوع مدى الحياة، مما كان يشكل عبئاً نفسياً وجسدياً على المرضى، خاصة فى فترات المراهقة، أما الآن فالأدوية الحديثة تؤخذ عن طريق الفم وتعطى نتيجة أسرع، كما أنها لا تسبب ألماً للمريض مثل الحقن. وعن أحدث العلاجات التى تؤدى إلى الشفاء التام من المرض تقول «البشلاوى»: زرع الخلايا الجذعية يشفى تماماً من المرض، وذلك من خلال أخذ الخلايا الجذعية من أخ أو أخت المريض ونقلها للمريض أو من الحبل السرى للأخ أو الأخت السليمين، وتضيف «البشلاوى» أن عملية زرع النخاع العظمى تتيح للجسم أن يقوم ببناء مخزن خلايا الدم الخاص به من جديد، وإنتاج خلايا الدم بشكل سليم، وتتم هذه العملية عبر نقل الخلايا الجذعية من الأخ أو الأخت أو فى حالات أخرى قليلة تتم من خلال تبرع الأم أو الأب، وذلك إذا كان هناك تطابق فى الأنسجة. وأكدت «البشلاوى» أن زراعة النخاع العظمى تعد العلاج الوقائى النهائى الشافى من أنيميا البحر المتوسط، ونسبة نجاحها تصل إلى أكثر 80%، وباتت هذه العملية تتم بسهولة فى مصر منذ أكثر من عشرين عاماً. وأجمع الأطباء على دور الوقاية الفعال فى الحد من الإصابة بالمرض، حيث شددوا على أن أنيميا البحر المتوسط من الأمراض التى تنطبق تماماً مع مقولة «الوقاية خير من العلاج»، وذلك لأن المرض يستمر طيلة الحياة إذا لم يستطع المريض تحمل تكلفة إقامة عملية زرع النخاع العظمى، ونصح الأطباء بضرورة توخى الحذر من زواج الأقارب، وذلك لأنه يضاعف خطورة الإصابة بالمرض، ولذلك يجب أن يجرى كل الأزواج فحوصات ما قبل الزواج، حيث تتم معرفة ما إذا كان الوالدان حاملين للمرض أم لا، ويجب أن يشمل فحص الزواج الخاص بوزارة الصحة اختبار مرض أنيميا البحر المتوسط، وذلك كى يسهل اكتشاف حامل المرض ومنع وجود طفل مريض جديد.